كتبت صحيفة “الديار”: في مقاربة واضحة تشير الى ان قرار توسيع الحرب من عدمه يبقى بيد الادارة الاميركية، اشارت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» الى ان أداة الضغط الأكبر لدى بايدن على نتنياهو ليست الاستمرار في استخدام حق الفيتو لصالح «اسرائيل» في مجلس الامن، بل تحكمه في إدارة مخازن التسليح، فمنذ بداية الحرب و»إسرائيل» تحصل على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة من أميركا، وعلى «الجيش الإسرائيلي» الحفاظ على عيون مفتوحة نحو الشمال، إذا جررنا إلى حرب ضد حزب الله، فثم حاجة لكميات كبيرة من السلاح المتطور، وبايدن هو الذي يمسك بالمفتاح.
لا مصلحة اميركية بحرب شاملة
وفي هذا السياق، تشير المعطيات الى ان انفجار المنطقة من «بوابة» الجنوب اللبناني لا تخدم ابدا اجندة الرئيس الاميركي جو بايدن، فهو اصلا يضغط لإنهاء الحرب في غز، ربطا بجدول زمني للانتخابات التمهيدية في انتخابات الرئاسة، التي ستبدأ نهاية كانون الثاني 2024. فهناك معسكران في الحزب الديموقراطي: «التقدميون»، وأميركيون مسلمون يقولون إنهم لن يصوتوا له إذا واصل دعم «إسرائيل». وحتى الآن، فان نتائج بايدن في استطلاعات الانتخابات أمام ترامب ليست جيدة، سواء في المستوى القطري او في الولايات التي تحسم الانتخابات. أسباب ذلك مرتبطة بعمره الكبير وبسياسته الاقتصادية، وليس بتأييده «لإسرائيل».
لكن استطلاع رأي عام في الأيام الأخيرة نشره معهد «بيو»، يبين أنه وإن كان نحو ثلثي الجمهور يعتقد أن حماس مسؤولة عن الحرب، فإن 44 في المئة من الديموقراطيين مقابل 35 في المئة يرفضون موقفه من الحرب، و45 في المئة مقابل 26 في المئة يعتقدون أن «إسرائيل» بالغت في الحرب.
ارقام الاستطلاعات مقلقة
هذه النتائج تقلق مديري حملته. فهم يريدون أن يصل إلى الانتخابات التمهيدية بعد إنهاء ناجح للحرب من خلال «تحييد» حماس، لتخفيف حدة النقد عليه داخل حزبه، ولا يرغب ابدا بحرب اقليمية تتورط بها القوات الاميركية في المنطقة لاشهر وربما سنوات، ولهذا فهو الآن دخل في سباق مع الوقت، ويريد «لاسرائيل» ان تحقق «صورة» انتصار، لانزالها عن «الشجرة» سريعا، قبل الدخول في نفق لا خروج منه قريبا، ويكون ثمنه خسارة محققة للانتخابات الرئاسية..
وتجمّع العشرات من المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين بعد ظهر ومساء الجمعة في لوس انجلوس، بالقرب من مكان جمع التبرعات الذي بدأه بايدن في الولاية، منددين بالتمويل الأميركي للغارات «الإسرائيلية» الهمجية على غزة، وحمل أحدهم لافتة كتب عليها «لا أصوات لقاتل الأطفال».
المصدر:”الديار – ايراهيم ناصر الدين”
**