التفويض الاميركي الثاني، حسب المصادر الفلسطينية، يستمر حتى اواخر كانون الاول ويستهدف خان يونس وتهجير الاهالي باتجاه رفح، لاعتقاد «اسرائيل» ان مركز القيادة لحماس في خان يونس، والقادة من محمد الضيف ويحيى السنوار ومروان عيسى وابو عبيدة موجودون في انفاق خان يونس ويديرون المعركة من هذه المنطقة.
وحسب المصادر الفلسطينية، «اسرائيل» فشلت في تحقيق اهدافها بالقضاء على قادة حماس ومراكز عملياتهم، وتجري في المنطقة اعنف المعارك باعتراف قادة الجيش الاسرائيلي مع ارتفاع حجم القتلى بين الجنود الاسرائيليين، وفي ضوء نتائج التفويض الاميركي الثاني سيتحدد مسار المعركة وما اذا كانت «اسرائيل» بحاجة الى مدة اضافية حتى شباط لتهجير اهالي الجنوب والشمال الى معبر رفح ومنها الى مصر، وكيف سيكون الموقف المصري حيال هذا التطور ؟ الامور مرهونة بالميدان حتى مطلع العام الجديد.
وحسب المصادر الفلسطينية، المعارك لن تتوقف في غزة، والجسم العسكري لحماس ما زال قويا وصلبا وسليما وممسكا بالميدان وادارة العمليات، ولن يوقفها طالما بقي جندي اسرائيلي في غزة، ولن يتمكن جيش العدو من الانتشار على الارض وسيبقى وجوده مقتصرا على الاليات، وسيتعرض لحرب استنزاف طويلة في مدينة هجر نصف سكانها، وحسب المصادر الفلسطينية، الصراع بات مفتوحا، وليس هناك انصاف حلول «يا قاتل يا مقتول» وهذا يستدعي تصعيدا لكل اشكال المواجهات، بما فيها ضرب المصالح الاميركية والاسرائيلية في كل الساحات، والعودة الى مرحلة السبعينات مع سقوط الخطوط الحمراء.
وكشفت المصادر الفلسطينية، ان التفويض الاميركي الاول والثاني والثالث يحظى بالغطاء العربي الكامل، وهناك اجماع عربي على انهاء حركتي حماس والجهاد كونهما تنظيمين تابعين للاخوان المسلمين، والمطلوب دعم السلطة الفلسطينية، حتى ان قيادات سياسية لبنانية تم توجيه العتاب لها خليجيا لمواقفها من دعم صمود غزة.
وتعتبر المصادر الفلسطينية، ان ما يقوم به الشعب اليمني في باب المندب من قصف يومي للمدن الفلسطينية المحتلة الاستراتيجية كايلات كما حصل امس، وعرقلة الملاحة الدولية عبر ضرب السفن التجارية الاميركية والاسرائيلية، واستهدف المقاومة الاسلامية في العراق للقواعد العسكرية الاميركية في سوريا والعراق، بالاضافة الى عمليات المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، قد يفرض على الاسرائيلي النزول عن الشجرة والقبول بوقف اطلاق النار. واللافت ان عددا من النواب الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس تقدموا بمشروع قرار الى الكونغرس يطالب بايدن بسحب القوات الاميركية من سوريا، وسيصوت الكونغرس على المشروع الاسبوع المقبل، فيما ابدت دول خليجية استياءها من الموقف الاميركي لجهة عدم الرد على الحوثيين في باب المندب وتعطيل المصالح الخليجية والدولية.
عمليات المقاومة في لبنان
تبقى جبهة الجنوب جبهة الاسناد الاولى لغزة والضفة وكل الشعب الفلسطيني، عبر سلسلة من العمليات اليومية النوعية والموجعة لجنود الاحتلال ومواقعه على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، من الناقورة حتى مزارع شبعا وكفرشوبا.
وفي اطار العمليات اليومية، استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية مواقع الرادار والراهب وثكنة راميم والمالكية وتل شعر مقابل بلدة عيتا الشعب، وتجمعا لجنود العدو في كرم التفاح قرب ثكنة مينات، وتجمعا اخر في موقع جل العلام، والضهيرة بالاسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات مباشرة، كما استهدفوا موقع حدب البستان بالصواريخ الموجهة، وتمت اصابته بشكل مباشر، وكذلك موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ موجه.
كما تم اطلاق رشقة من 8 صواريخ باتجاه مواقع الجيش الاسرائيلي في الجليل الاعلى، كما تعرض موقع اسرائيلي في جبل الشيخ لقصف صاروخي من لبنان.
وقد ردت قوات الاحتلال بسلسلة من الاعتداءات البرية والجوية، واستهدفت طائرة مسيرة بصاروخ منزلا قرب مجمع الامام الرضا في ميس الجبل، كما استهدفت منطقة القندولي غرب البلدة بصاروخ اخر، وتعرضت مارون الراس واطراف بلدة يارون واللبونة وجنوب الناقورة ومنطقة وادي حسن بين الجبين ومجدل زون في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدف القصف ايضا طيرحرفا، القوزح، راميا، كما تعرضت اطراف بليدا وعيترون لقصف مدفعي فوسفوري،، بالاضافة الى قصف محيط بلدات شبعا وكفرشوبا والمجيدية وكونين في قضاءي مرجعيون وحاصبيا.
حملة تهويل دولية بخصوص الـ 1701
حملة تهويل محلية وعربية ودولية بخصوص تنفيذ القرار الدولي 1701، وتسريبات «على مد عينك والنظر» ليس لها اي صدى داخلي لا في حارة حريك، ولاعند اي طرف من محور المقاومة. هذا التهويل ليس الا «فقاقيع صابون»، الهدف منه الضغط على حزب الله لوقف عملياته المساندة لغزة، واشغاله لثلث الجيش الاسرائيلي، كما ان عمليات المقاومة اليومية رفعت من اعداد القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو، بالاضافة الى تهجير 100 الف مستوطن من مستعمرات شمال فلسطين المحتلة التي تشكل الرافد الاول للاقتصاد الاسرائيلي، والذين يرفضون العودة اذا بقي حزب الله موجودا في الجنوب حسب التسريبات الاعلامية الاميركية، مع العلم، ان «اسرائيل» لم تلتزم يوما واحدا ببنود الاتفاق وخرقته منذ عام 2006 اكثر من 7000 مرة، وطائراتها الحربية لا تغيب يوما واحدا عن سماء لبنان، وتقوم بقصف الاراضي السورية من فوق اراضيه.
وحسب المصادر نفسها، كل التهديدات والاغراءات فشلت في ثني المقاومة عن قرارها بالدفاع عن غزة ومساندة شعبها. وكل المتابعين رصدوا في الايام الاولى للحرب كثافة حجم الموفدين العرب والاوربيين الى بيروت، حاملين رسائل التهديد الاميركية بقصف لبنان وتدميره بطائرات حلف الناتو والاساطيل التي جاءت الى المنطقة، اذا حاول حزب الله فتح جبهة الجنوب ومساندة حماس، ورغم ذلك تحركت جبهة الجنوب اسنادا لغزة وقصفت المستعمرات وتهجر المستوطنون، وماذا حصل ؟ واين واشنطن من تهديداتها ؟ وبالتالي كل ما يثار في هذا الملف ليس الا من باب التهويل والحرب النفسية.
وحسب المصادر المتابعة للتطورات ، حزب الله لا يريد الدخول في اي سجالات داخلية مع احد، وعيونه على الجنوب وحماية لبنان، و يقدر الالتفاف الشعبي الواسع من كل اللبنانيين وفي كل المناطق والطوائف حول المقاومة، واللبنانيون يعرفون بدورهم حرص المقاومة على لبنان واستقراره ووحدته وقوته.
حزب الله : تهديدات غالانت جوفاء ولا قيمة لها
وفي هذا الاطار، قال وزير دفاع العدو «اننا سنبعد حزب الله وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استنادا الى قرار اممي، واذا لم تنجح التسوية سنتحرك عسكريا»، علما ان طرح وزير الدفاع الاسرائيلي نقله الموفد الفرنسي ومدير المخابرات الفرنسية.
اما حزب الله، فيرى ان متغيرات كبرى قد حصلت، وبعد ان كان لبنان يستجدي الامم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية من ال 425 الى غيره من القرارات في ظل شعار قوة لبنان في ضعفه، بينما اليوم تغيرت المعادلة واصبح الاسرائيلي يطالب لبنان بالالتزام بالقرارات الدولية، وهذا عائد لقوة المقاومة التي غيرت المعادلات. علما ان «اسرائيل» هي من تقوم بخرق ال 1701، ولو كان غالانت وغيره قادرين على تطبيق ال 1701 عسكريا وابعاد المقاومة، لما كان طلب المساعدة من فرنسا وغيرها لتنفيذ ال 1701، وهذا عائد لقوة المقاومة التي تمثل مصدر القوة والعزة للبنان واللبنانيين، وبالتالي فان كلام غالانت لا قيمة له ولا معنى وتهديداته جوفاء.
البطريرك الماروني يزور الجنوب متضامنا
يزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الجنوب اليوم متضامنا مع اهله متفقدا احوال النازحين، على رأس وفد من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك يرافقهم الامين العام للمجلس الاب كلود ندرة، ويزور الراعي مطرانية صور المارونية، على ان ينتقل بعدها الى مطرانية الروم الكاثوليك. ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الاسلامية والمسيحية في الجنوب.
بيان المطارنة الموارنة
وعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الراعي، واصدر بيانا طالب فيه، بانه لا يجب ان يسمح للفراغ بتهديد قيادة الجيش. وأبدى المطارنة خشيتهم من ان يؤدي الاستمرار في الفراغ في رئاسة الجمهورية الى مزيد من الاستفراد بقرار الحرب والسلم واستعمال لبنان ساحة للصراعات وعدم الالتزام بالقرار 1701، كما طالبوا بان يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها لما له من انعكاس على كل اللبنانيين، وعبر المطارنة عن حزنهم العميق للحرب الدائرة في غزة «وكنا قد تبصرنا خيرا بالهدن».
فصائل طوفان الاقصى
رغم التطمينات التي اعلنتها حماس بخصوص دعوتها الشباب الفلسطيني الى الانخراط في المعركة، فان العديد من القوى الداخلية، اخذت من هذه القضية «شماعة» للهجوم على المقاومة والفصائل الفلسطينية، رغم ادراك هذه القوى حسب مصادر فلسطينية في بيروت، ان عهد السبعينات «ولى ولن يعود» وعهد «فتح لاند وحماس لاند انتهى الى غير رجعة، لكن هذه المصادر لا تسقط من حساباتها، ان يؤدي الاجرام الاسرائيلي الاميركي والتآمر العربي الى ادخال المنطقة بفوضى شاملة لعشرات السنين، والقيام بردود فعل على جرائم العدو، في ظل معلومات عن وصول الالاف من المتطوعين العرب والمسلمين الى الحدود العراقية السورية، للالتحاق بجبهات القتال من الاردن الى سوريا وجنوب لبنان. وفي المعلومات المؤكدة، ان اعدادا اضافية من المتطوعين سيصلون تباعا من اليمن وافغانستان وباكستان وليبيا واندونيسيا والعراق للدفاع عن الشعب الفلسطيني، فعندما تغيب الدول العربية عن المشهد ويصر الاميركي والاسرائيلي على القتل، عندئذ ستعم الفوضى كل المنطقة وستسقط كل القرارات الدولية، والكلمة ستكون للسلاح فقط.
التمديد لقائد الجيش : الخيارات كلها على الطاولة
لا يمكن لمجلس الوزراء تجاوز قرار وزير الدفاع موريس سليم في اي اجراء يتعلق بتعيين قائد جديد للجيش او التمديد او تأجيل التسريح. هذه هي خلاصة الدراسات القانونية للمراجع الدستورية، واي قرار حكومي دون اقتراح وزير الدفاع وموافقته يتعرض للطعن، والتهديدات التي اطلقها الرئيس ميقاتي باصدار التمديد في جلسة مجلس الوزراء في غياب الوزير موريس سليم المقاطع للجلسات، تم التراجع عنها بعد نصائح تلقاها ميقاتي.
اما موقف حزب الله من هذا الملف، فبات واضحا للجميع بعيدا عن التاويلات والتسريبات. فحزب الله منذ اليوم الاول لاثارة الملف، ابلغ الجميع انه لا يعارض ايا من الخيارات المطروحة التي تجنب الفراغ في قيادة الجيش، والحزب لا يعارض التعيين او التمديد او تاجيل التسريح او الذي يليه او تعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري انطلاقا من حرصه على تجنب الوصول الى ازمات بشأن قيادة الجيش، والحزب يشجع التوافق والوصول الى حل يحفظ الجيش ودوره وهيبته، ولذلك فانه لا يريد الغوص في هذا الملف حفاظا على المؤسسة العسكرية.
بالمقابل، نقل عن وزيرالدفاع قوله، انه جاهز لتعيين قائد جديد للجيش وملء الشواغر في المجلس العسكري، وهذا ما يرفضه ميقاتي لان التعيين يلقى معارضة البطريرك الراعي والعديد من القوى المسيحية في غياب رئيس الجمهورية، ولن يسير بالامر، كما يرفض جملة وتفصيلا التعيين بمرسوم جوال على ال 24 وزيرا…
وحسب المراجع القانونية التي تمت استشارتها، القانون، يقول: في حال غياب قائد الجيش لاي سبب من الاسباب، تذهب مهام القائد الى رئيس الاركان. وحصل هذا الاجراء مع اللواءين سمير القاضي وشوقي المصري. ومن الممكن تجاوز الخلافات بالتوافق السياسي، ولا حل الا عبر المسار القانوني. اما القول بتعيين “ الذي يلي “ رتبة في المجلس العسكري، فهو بدعة غير قانونية لا يمكن السير بها، وبالتالي الحلول مقفلة حكوميا.
وبعد فشل المسارات الحكومية، تم طرق ابواب المجلس النيابي لان القانون يجيز تمديد سن التقاعد في مجلس النواب فقط او تاخير التسريح، وتقدمت القوات اللبنانية بمشروع قانون يقضي بالتمديد سنة لقائد الجيش. وفي المعلومات، ان طريق المجلس النيابي ليس معبدا، والوزير سليم سيطرح في الجلسة حسب المعلومات، التمديد او تاجيل التسريح ل600 عميد في الجيش اللبناني لسنة، اذا تمت مناقشة اقتراح القوات بالتمديد لعون في الجلسة التشريعية. ومن المتوقع حضور القوات الجلسة لكن القرار النهائي لم يصدر بعد، فيما الكتائب ابدت استعددادها للحضور، علما ان جدول الاعمال يتضمن اقرار 30 مشروع قانون من بينها التمديد لقائد الجيش، وجميع الكتل ينتظرون الموعد النهائي للجلسة ليحددوا مواقفهم.
وفي المعلومات، ان كتلا نيابية ستطرح التمديد سنة للمديرين العامين في القطاع العام، وكذلك لقائد قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للامن العام بالوكالة اللواء البيسري حرصا على العدالة وتطبيق القانون واستقرار المؤسسات العسكرية وتعزيز ادوارها ورفع الغبن. هذه الاقتراحات من رابع المستحيلات مرورها في الجلسة التشريعية، كونها بحاجة الى دراسات وتعديلات في هيكلية الوظيفة العامة وتوازناتها الطائفية، كما ان موضوع رفع سن التقاعد للمديرين العامين في الدولة يتم النقاش فيه منذ سنوات من دون نتيجة، كل هذه الامور قد تعرقل التمديد لقائد الجيش.
وفي المعلومات، ان هناك مواقف غامضة من التمديد حتى الان، ولم يصدر اي موقف عن مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان في هذا الشان، كما ان الاجتماع الاخير بين بري وميقاتي لم يصل الى نتيجة، بالاضافة الى ان القوى المحلية لا تتحكم مطلقا بالقرار وحدها، وهناك تباينات وخلافات بين العديد من الدول العربية وفرنسا وواشنطن حول التعيين او التمديد.
ورغم هذه الصورة المعقدة، فان اي اقتراح لم يسقط حتى الان بشكل نهائي، وحظوظ كل الاقتراحات متساوية، من التمديد الى التعيين او تاجيل التسريح، والحسم الى ما بعد منتصف كانون الاول.
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**