وصف رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث ضمن برناج “Interview On” عبر موقع “ليبانون أون” الهدنة في غزة بهدنة التقاط أنفاس يحتاجها الطرفان حماس والجيش الإسرائيلي، متعبراً أنها لن تكون ثابتة إلا إذا تحولت بقدرة قادر الى هدنة ثابتة عندها سنكون أمام واقع جديد إسرائيلي وفلسطيني، لافتاً الى الدور الأساسي للرهائن في الهدنة، موضحاً أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يضغط باتجاه هذا الهدنة الثابتة أما الباقي لم يتوصل الى مكان.
وإذ أوضح أن المطروح حل سياسي ومنها حل الدولتين وهذا غير وارد في الحسابات الاسرائيلية لدى اليمين المتطرف الإسرائيلي وحسابات سياسية أخرى بضم غزة الى السلطة الفلسطينية ولا جواب لحماس على ذلك، رأى وهاب أن “حماس” انتصرت في 7 أكتوبر ولا يمكن إلغاء ذلك وأعادت فلسطين الى الواجهة، موضحاً أن الجميع اليوم يتكلم عن حل الدولتين حتى الأميركي يجد أنه لا إمكانية في إنهاء الصراع دون حل الدولتين، مشدداً على أن “حماس حققت ربحها بالرغم من أن “الحرب أنتجت خسائر للفريقين ولكن في 7 أكتوبر حماس توّجت نضالها بإعادة فلسطسن الى الخارطة العالمية هذا هو المهم.
وسأل: هل يقدر العالم على الضغط على الإسرائيلي باتجاه حل الدولتين هذا هو السؤال وإلا نحن أمام صراع مفتوح، موضحاً أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم في النهاية بأن تعطيه بلدية وتقسم غزة وتحولها الى سجن كبير، لذا نحن بانتظار ما سيتبلور في السياسة لأن الجميع يرمي أحاديث فالسيسي يتكلم عن دولة منزوعة السلاح والأميركي يتحدث بشيء آخر وكذلك القطري وهل يقبل الفلسطيني بذلك أم لا، مؤكداً أن “لا أحد يملك كلمة السر حول الى أين ستذهب الأمور وليس هناك كلمة سر قبل رؤية نتائج الحرب، مضيفاً “حماس مازالت تحتفظ بقوة جدية داخل غزة”.
وتابع: “الجو الدولي والغربي بالتحديد الشارع الغربي بدأ الى حد ما يبدو متعاطفاً مع الشعب الفلسطيني بشكل كبير وبدأ يضغط على حكوماته وكذلك الأمر بالنسبة للموقف الأوروبي والإسباني والبلجيكي وكذلك الأمر داخل أميركا هناك ضغوط على بايدن في الحزب الديمراطي كل ذلك يعيق الزخم الإسرائيلي في عمليته في غزة معتبراً أن العمليات ضد المدنيين لا تخدم القضية الفلسطينية متمنياً أن تتوجه العمليات ضد جنود الاحتلال وحواجزه، مشيراً الى أن “هدف سحق حماس ليس خياراً منطقياً بالنسبة للكيان وكذلك الأمر بالنسبة للموقف الأوروبي، معتبراً أن الخيارات ضيقة أمام نتنياهو.
ورأى وهاب أن نتنياهو يستفيد من رغبة عربية جدية بإنهاء حماس أو تحجيمها وهناك رغبة عربية بتسلم السلطة الفلسطينية غزة ولكن أي سلطة بالنهاية هم الذين حولوا السلطة الى بلدية، معتبراً أن السلطة الفلسطينية أنهت كل ما لديها وحتى أبو عمار أعطى كل ما لديه قبل استشهاده ولكن الإسرائيلي يزداد يوماً بعد يوم تطرفا.ً
وكشف وهاب عن شيء ما يحدث على مستوى كل المنطقة والحراك الدبلوماسي ليس في الهواء، هناك شيء ما يُناقش حول الوضع في غزة وموضوع الدولتين والجنوب اللبناني حيث لا يمكن الاستهانة بالضغط الاسرائيلي على هذه النقظة لتغيير الواقع في جنوب لبنان وإذا اقتنع الأميركي بوجهة النظر الإسرائيلية سنكون أمام صراع أكبر ومفتوح، موضحاً أن “الأميركي يهمه أن يدفع الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية الثمن في حرب غزة ويفرض معادلة معينة لا نعرف ما هي ولكن من الواضح هناك مشاورات حثيثة في المنطقة بين الجميع وتحديداً بين الإيراني والأميركي والجميع يقدم عروضاته من البحر الأحمر الى الخليج الى فلسطين الى مصر لا أحد يدرك ذلك ونحن أحجار صغيرة في اللعبة ولا أحد يسأل عنا إلا بقدر ما نؤذي أو نفيد الكيان”، معتبراً أن أي حرب “لا تجري دون أن يكون لها اهداف سياسية واقتصادية كبرى لها”.
ولم يستبعد وهاب بأن يصبح الجيش اليمني أهم جيش في الخليج إذا توحّد اليمن وتمكن من قيام سلطة مركزية سيتحول الى أهم جيش في منطقة الخليج.
وتمنى أن يكون جورج عبدالله من بين الذين سيتم التبادل عليهم لأنه آن الأوان ليخرج لأن سجنه كان نتيجة البلطجة الأميركية، معتبراً أن “الاحتفاظ بعشرات العسكريين الإسرائيليين سيؤدي الى صفقة تبادل”.
وحول زيارة جان إيف لودريان الى المنطقة رأى وهاب أن “لا شيء جديد للودريان في لبنان فهو يكرر طروحات سابقة ولا جديد لديه ويوجه نصائح بعدم توسيع الحرب، متسائلاً “مَن سيعطي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المنطقة بعد حرب غزة؟ لا الإسرائيلي قابض فرنسا ودورها ولا الأميركي يحب أن يعطيها دوراً والإيراني والفريق الثاني هو الذي كان يعطي فرنسا دوراً لأنه بحاجة لدور متميز عن الأميركي ولكن عندما أتى ماكرون الى لبنان أراد أن يقوم بتحالف دولي ضد المقاومة مَن سيعطيه دوراً بعد الآن؟، معتبراً أن قطر تلعب دوراً أساسياً كبيراً وكان من الممكن أن تلعب دولاً غيرها هذا الدور إلا أن الدور القطري أساسي اليوم فهو يحاور الإسرائيلي والأميركي والمصري والإيراني و”حزب الله” ومع الجميع وحماس تقيم عنده”.
وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي قال وهاب: “إذا صار هناك هدن كبيرة سيكون هناك شيء جدي في ملف الرئاسة اللبنانية، موضحاً أن الملف الرئاسي مربوط بالهدن الطويلة على مستوى المنطقة، وهذا الاستحقاق ليمر عليه أن يطلع من الدائرة الأولى التي هي فرنجية أو أزعور أو جوزف عون وثانياً جوزيف عون وفرنجية لم يتأمن لهما الإجماع بعد، لذلك هذا الأمر متعثر في هذه النقطة فهل سننتقل الى الخطة (ب)؟.
وإذ رأى أن جوزيف عون لا حظوظ لديه للوصول رغم الضغط الدولي والقطري مقتنع بذلك، أكّد وهاب على أن لا تمديد لقائد الجيش جوزيف عون والمخرج الأساسي هو تعيين قائداً للجيش وهناك إمكانية لذلك”.
وحول تغريداته عن بعض دول الخليج وتحديداً السعودية، قال وهاب: “التوضيح مقصود وواضح ما توتروا السعوديين على هذه الشغلة بالنهاية لست مواطناً سعودياً بل مواطن لبناني أؤمن بالدور العربي وبالقومية العربية وأؤمن بأن هناك جانب عربي يجب أن يلعب دوراً، متمنياً على الأمير محمد بن سلمان أن يلعب دوراً بمشروع عربي وليس بمشروع ترفيهي، معتبراً أن القائد هو الذي يقوم بمشروع ونفوذ سياسي، لافتاً الى أن الدور السياسي له شروطه، أنت تريد أن تعاقبني كلبناني إذا قلت كلمة فلماذا تعطي الحوثيين معاشات؟ هل تستضعفني لأنني لا أملك المال وتفلّت “كلاب” التواصل الاجتماعي كلما تفوهت بكلمة لا حبيبي أنا أرد عليك أنت ولا أرد عليهم، مضيفاً “هناك ناس في الوطن العربي يحترمون حالهم وهم من الممكن أن يكونوا معك في مشروعك العربي”، موضحاً أنه “من الطبيعي أن يسد الإيراني الفراغ الذي تركه السعودي وكذلك الأمر بالنسبة للتركي.
ورأى وهاب أن الإخوان المسلمين أصبح لديهم حجماً آخر بعد عملية غزة على مستوى الأمة ويتقدمون ويقولون فليكن إذا الإخوان المسلمين يقودون معركة تحرير فلسطين كثر يقولون نحن معهم”.
وتوجه وهاب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقول: “أنت بحاجة لنفوذ سياسي على مستوى المنطقة يتوازن مع هذه المشاريع ونحن بحاجة لمشروعك وبحاجة توازن مع الإسرائيلي والتركي والإيراني والقيام بقوة عربية إقليمية لأنها كانت موجودة وكان هناك منظومة أمن عربي بين مصر وسوريا والسعودية كانت قائمة وألغيت نتيجة الذي حدث ولم تعد تُدفع الأموال إلا في تخريب سوريا ومصر جائعة اليوم ونقول لك أنت المؤهل لتقود المنطقة بدك تفتح أذنيك وتستوعب فأنت لست نصف إله أنت لم تثبّت حكمك بعد وقد ينقلبون عليك في الداخل ولست مستقراً لتكون مرتاحاً الى هذه الدرجة، فقُم بدورك خارج السعودية ونحن مع هذا الدور العربي، مضيفاً “الجماهير العربية جميعها مرتزقة واعتادوا على العبودية، تصفق للحاكم ونتافق معه ويشتمونه أول الناس عندما يسقط كما كانوا ينافقون لصدام حسين والقذافي ومبارك، جمهور تافه وسخيف ينافق للحاكم، معتبراً أن “الأقنعة كلها سقطت مصلحتنا بالذهاب الى الديمقراطية في الوطن العربي ولكن ليست الديمقراطية التي يصنعها الفريق الإسلامي موضحاً أن ما أسقط الثورات هو إسلاميتها داعياً للذهاب الى ثورات عربية قومية”.
وأضاف: “بعد عودة فلسطين لتكون في الطليعة هناك واقع جديد سيتغيير في الوطن العربي وهناك أنظمة لن تستمر وحتماً نحن ذاهبون الى مرحلة اهتزاز أنظمة في كل الدول العربية دون استثناء وأقول لهم جزء كبير من العرب سيكون وراء الإخوان المسلمين في معركتهم إذا وضعوا فلسطين في أولوياتهم تنبّهوا والجميع يدرك نفوذ الإخوان المسلمين في دولهم”.
وفي الختام ثمّن وهاب غالياً دور الإعلام الذي أبرز تعاطفاً كبيراً مع فلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.