تمديد الهدنة في غزة ليومين اضافيين قابلين للتجديد، وانسحاب التهدئة على الحدود الجنوبية، مؤشر على وجود رغبة دولية واقليمية تقودها الولايات المتحدة الاميركية لتهيئة الارضية المناسبة لاخراج «اسرائيل» من مستنقع غزة، وكذلك من احتمال توسع المواجهة المضبوطة حتى الآن مع حزب الله.
هذه المحاولة لا تعني حكما ان تجدد الحرب ليس خيارا واردا بقوة، خصوصا بعدما انكشفت اكاذيب قوات الاحتلال بالصورة والصوت في شمال القطاع، وثبّتت حركة حماس انها لا تزال تسيطر ميدانيا في مناطق، ادعى «كبينيت» الحرب انها باتت خارج سيطرة المقاومة، وسط ضغوط داخلية تتعرض لها حكومة العدو الاسرائيلية لاستئناف القتال، لان التوقف الآن يعني الهزيمة في الجنوب والشمال، خصوصا ان حزب الله قد نجح في وضع قواعد اشتباك جديدة على طول الجبهة، ووحده مَن يملك قرار ابقاء 70 الف مستوطن خارج المستوطنات.
هذه المعادلة فرضت نقاشا داخليا في كيان العدو، وعلت الاصوات المطالبة بعدم الرضوخ للضغوط الاميركية، لان وقف القتال الآن في غزة يعني هزيمة ستمتد مفاعليها الى الاجيال المقبلة، وستعطي حزب الله ايضا انتصارا لا نقاش فيه، في ظل غياب اي معطيات جدية حول «اليوم التالي» لوقف الحرب، حيث يرفض الحزب الرد على كل «الرسائل» المباشرة وغير المباشرة التي ترتبط بمصير»قواعد الاشتباك»، التي كانت سائدة قبل السابع من تشرين الاول. هذا القلق في «اسرائيل» ينسحب ايضا على بعض «خصوم» حزب الله في الداخل، وسط خشية من تسويات على حسابهم في الاستحقاقات الاساسية في البلاد وفي مقدمها الرئاسة الاولى، التي بذل القطريون جهودا لتحريكها الاسبوع الماضي، ولم يصلوا الى اي نتيجة يمكن البناء عليها، في ظل طروحات وصفتها مصادر مطلعة لـ «الديار» بانها مجرد «بالونات اختبار» في توقيت غير مناسب.
**