ان الهدنة حسب مصادر فلسطينية في بيروت تاخرت لليوم بطلب من نتنياهو للسيطرة على بعض المواقع العسكرية وتحسين شروط التفاوض لكنه فشل نتيجة الصمود الاسطوري لمقاتلي القسام والتحامهم المباشر مع جنود العدو وادخال صواريخ جديدة، وبالتالي فان صمود غزة وعمليات حزب الله وقصف القواعد الأميركية في سوريا والعراق وصواريخ الحوثيين فرضوا على نتنياهو القبول بالهدنة ووقف اطلاق النار في الايام القادمة مهما حاول ومارس من حروب ابادة ومجازر وحصارات بحق المدنيين، وها هو يتراجع ويفاوض حماس بطريقة غير مباشرة عبر المصريين والقطريين، بعد ان تبخر شرطه بالقضاء عليها واستسلامها على ابواب غزة، و سيترك هذا التحول تداعيات كبيرة على مستقبله السياسي ولاخيار أمامه الا العودة لحرب الابادة بعد انتهاء الهدنة كي يتجنب دخول السجن، هذا ما أشار اليه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بكلامه «الهدنة جيدة لكن المطلوب وقف لاطلاق النار».
مسؤولو حماس: قادرون على القتال لاشهر
ونقل بعض زوار حماس الى بيروت معلومات من غزة، ان الوضع الميداني جيد جدا، ووضعنا المعنوي ممتاز، وكذلك عسكريا وقادرون على الصمود لاشهر طويلة، واسرائيل تعرف ذلك، وذهبت الى الهدنة لانها لم تحقق اهدافها العسكرية، ولم تتمكن من الافراج عن الرهائن بالقوة العسكرية، وهي تواجه مقاومة ضارية في كل المحاور، وتقدمها بطيء جدا رغم كل الكثافة النارية .
وحسب قيادات فلسطينية في بيروت، فان حماس فرضت شروطها في الجولة الأولى وحققت أهدافها من وراء عملية «طوفان الأقصى» وهي إطلاق سراح اسرى من السجون الاسرائيلية بعمليات تفاوض، ورضخ نتنياهو لشروطها، بعد ان غرقت دباباته في رمال غزة وبات جيشه ضحية عش الدبابير الذي اعده يحي السنوار ومحمد ضيف تحت الارض، وتم اصطياد دباباته على طريقة صيد العصافير، وافشل السنوار وضيف كل العمليات السرية الأميركية البريطانية الفرنسية والاسرائيلية بمساعدة مخابرات عربية لاطلاق الأسرى بالقوة، ونفذ السنوار وضيف عشرات» الحيل» «ونجحا في جر هذه القوات إلى الكمائن التي نصبوها، وهذا ما دفع نتنياهو وبايدن إلى التراجع عن فكرة الافراج عن الاسرى بالقوة والقبول بالهدنة، كما ادى الفشل العسكري الى مواجهات وعمليات دهس بين مناصري نتنياهو ومعارضيه، في موازاة تصاعد الاحتجاجات المعارضة لسياسات بايدن داخل الحزب الديموقراطي على أبواب الانتخابات الرئاسية واتهامه بقيادة سياسة تحويل غزة إلى مختبر لتجربة الأسلحة الأميركية الفتاكة بدماء الفلسطينيين والترويج لنجاحها وفاعليتها في الحروب وهذا ما يرفع من اسهم بيع الاسلحة الأميركية في العالم، خصوصا ان بايدن وفريق عمله يتحكمون بسوق بيع الاسلحة.
لكن المشكلة القطرية والمصرية والاميركية في موضوع الهدنة، ان المفاوضات تجري مع حماس الداخل، مع يحي السنوار ومحمد ضيف اللذين لا يثقان بالوعود الاميركية والعربية وهما صاحبا القرار في موضوع المفاوضات بشان الاسرى والهدنة، وبالتالي لا مساومات ولا تنازلات ،فيما التصعيد الحكومي الاسرائيلي موجه للراي العام فقط، القلق من تعثر العملية العسكرية وتداعيات ذلك على مصير الكيان .
المصدر:”الديار – رضوان الديب”
**