كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ “الجريدة” الكويتية، أن طهران وافقت على اقتراح أميركي، وصل إليها عبر دول عربية مجاورة، لإجراء مفاوضات على المستوى الأمني بين الجانبين، لتجنب التصادم بسبب الحرب في غزة، وذلك مع ارتفاع منسوب التوتر خصوصاً في سوريا.
وأفاد المصدر بأنه قد تم بالفعل عقد أول اجتماع بين الجانبين في جنيف، وأكد الأميركيون خلاله، أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد توسيع الحرب في المنطقة، وأنها تعمل بالفعل للجم إسرائيل، وعلى طهران القيام بالمثل والإيعاز لحلفائها بوقف عملياتهم ضد القوات الأميركية وكذلك ضد إسرائيل، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه، يحمل مخاطر عالية، وسيقود حتمياً إلى تصادم قد يجر الجانبين إلى حرب لا تُحمَد عقباها.
وبحسب المصدر، طالب الأميركيون طهران بوقف دعمها لحركة حماس والمجموعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا، ووقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، مؤكدين في المقابل، أن إيران يمكنها أن تلعب دوراً إيحابياً جداً في المنطقة، وأن الولايات المتحدة ستكون منفتحة على مباركة هذا الدور في حال قامت طهران بما يجب عليها القيام به لتجنيب المنطقة الأسوأ. وأضاف أن الأميركيين اقترحوا على طهران أن تستخدم علاقاتها مع حماس للإفراج عن الاسرى مزدوجي الجنسية، خصوصاً الأميركيين الذين تحتفظ بهم الحركة وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة.
في المقابل، كشف المصدر أن الجانب الإيراني، لفت إلى أن الجمهورية الإٍسلامية لا يمكنها أن تقف ضد شعوب المنطقة ومطالبها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأنه الأجدر بواشنطن وقف دعمها لتل أبيب حتى تتخلى عن سياسات الاحتلال المتهورة.
وأكد أن الوفد الإيراني حذر واشنطن من أن الإسرائيليين يريدون جر الأميركيين لحرب مع إيران ومحور المقاومة في المنطقة، وأن طهران وحزب الله في لبنان بذلا جهوداً كبيرة لضبط النفس، وعدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي، لكن استمرار الإسرائيليين في التصعيد والاستفزاز سيقود الحزب إلى رد موجع قد يؤدي إلى حرب. وذكر أن الجانب الإيراني لفت إلى أن عرقلة واشنطن لمحاولات وقف إطلاق النار في غزة يخاطر بفقدان السيطرة وفتح جبهات ضد إسرائيل، وأنه الأجدر بإدارة بايدن الضغط على تل أبيب لوقف عدوانها والدخول في مفاوضات سلام لحل القضية الفلسطينية بشكل يرضي الجانب الفلسطيني.
وقال المصدر إن اجتماع جنيف خُصص فقط للاستماع إلى وجهات النظر بين الجانبين، وتقرر أن يجري بعده فتح خط اتصال أمني مباشر بينهما، لتجنب أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى تصادم يجر إلى حرب، على أن يجري الاتفاق لاحقاً على موعد الجولة الثانية من المفاوضات.
**