بين السراي الحكومي وملف التمديد لقائد الجيش والجبهة الجنوبية، يتوزع الاهتمام الداخلي على طاولة السراي، نصاب لم يكتمل، بين وزير «علق بعجقة السير» وآخر « في الاسنسور» لانقطاع الكهرباء، فيما المواجهات الميدانية على حالها، «هبة سخنة هبة باردة»، لا احد يعرف مدى اتساع رقعتها والحدود التي قد تبلغها.
الخطر يدق ابواب اللبنانيين بأعلى منسوب منذ 7 تشرين الاول الماضي. فهل تبقى الاعمال العسكرية جنوبا مضبوطة على ايقاع الضغوط الدولية وتحت سقف التعهدات؟ على ما تسأل اوساط ديبلوماسية متابعة.
مصادر في قوى الثامن من آذار اشارت الى ان حزب الله يأخذ بالاعتبار كل السيناريوهات، لان «اسرائيل» قد تقدم على اي عمل من خارج الحسبان، في ظل «الحشرة» التي يعاني منها رئيس وزرائها، وما ترتب على طوفان الاقصى من تداعيات داخلية، فضلا عن ان قواعد الاشتباك والتوازن التي حكمت العلاقات بين محور المقاومة و«تل ابيب»، باتت قاب قوسين او ادنى من الانهيار، وهو ما قد لا تتحمله «تل ابيب».
من هنا ، والكلام للمصادر، كان التدخل الاميركي المباشر واستعراض القوى العسكرية، والرسائل الديبلوماسية «التحذيرية» التي وصلت الى اكثر من قيادي لبناني مقرب من حارة حريك، والتي تضغط باتجاه عدم اعطاء «اسرائيل» الفرصة لجر لبنان الى المواجهة، لا خوفا على لبنان من الدمار بقدر ما هو تلاف لجر الولايات المتحدة الى معركة مع المحور، عشية الصراع الداخلي على الرئاسة بين الديموقراطيين والجمهوريين.
وتتابع المصادر بان حزب الله اتخذ سلسلة من الاجراءات على جبهته الداخلية من تعزيز الامن الاستباقي، ومن خلال تفعيل عمله الامني الذي ادى الى توقيف عشرات العملاء من جنسيات مختلفة، وصولا الى تعزيز الاجراءات الامنية في مناطق بيئته الحاضنة، خوفا من اي عمليات امنية، وصولا الى نشر وحدات مراقبة على طول الخط الساحلي خوفا من اي عمليات إبرار.
واشارت المصادر الى ان الاعتقاد السائد ان «تل ابيب» ستعمد الى تنفيذ عملية امنية – عسكرية في الداخل لها وقع معنوي كبير، لا تعتبر اخلالا بقواعد الاشتباك، وهي بحسب التقديرات قد تكون عملية خطف لمسؤول كبير، او ربما عملية اغتيال نوعية، مذكرة بعمليات حصلت على هذا الصعيد، مستبعدة ان تكون رقعتها الجغرافية منطقة الضاحية الجنوبية، نظرا لمخاطر هكذا عمل.