تكثّف الديبلوماسيّة الغربية من حركتها في الداخل اللبناني وعلى اكثر من مستوى سياسي ورسمي، سعياً لتبريد الجبهة الجنوبية وحصر التوتر السائد عليها في أضيق حدوده، ويبرز في هذا السياق التحرّك المتوازي للولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، اللتين تتشاركان المخاوف مما تسمّيها مصادر ديبلوماسية غربية «لحظة شيطانية» تُشعل هذه الجبهة وتخرج الوقائع العسكرية المتدحرجة فيها عن السيطرة، ما قد يفتح على مواجهات يصبح من الصعب تقدير قساوتها وامتداداتها.
ضمن هذا السياق، جاءت حركة السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو يوم امس، والتي تلت زيارة وُصفت بالاستثنائية للموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت. فباريس، وبحسب مصادر سياسية موثوقة، عكست بتحرّك سفيرها في لبنان، الذي زار رئيس المجلس النيابي نبيه برّي امس، تخوّفاً جديّاً من مخاطر جدّية تحدق بلبنان، وحرصاً على إبقائه خارج دائرة الخطر، ومنع تمدّد نار الحرب الدائرة في غزة اليه، وهو ما يُلقي على جميع المكونات اللبنانية، بما فيها «حزب الله» مسؤولية تقدير مصلحة لبنان وسلامته، والدفع في اتجاه تجنيبه أكلاف اي مواجهة. وهو ما شدّد عليه السفير الفرنسي بعد لقائه بري بتأكيده على أنّ باريس تشدّد على اهمية تجنّب لبنان توسّع رقعة الصراع في المنطقة.
**