متى تدركون أيها الساسة اللبنانيون، في اجتراركم لثقافة القرن التاسع عشر ـ الراقصون عراة بين سراويل وعباءات القناصل، أن قتلة الأطفال هم قتلة لبنان وقتلة العالم وقتلة التاريخ، وقتلة… الله؟
دم ريماس وتالين وليان صرخة في وجهكم جميعاً. صرخة في وجهنا جميعاً. يا أنتم الذين تضعون كل أطفال لبنان بين أشداق الوحوش، هل قرأتم ما قاله الضابط ـ “الحاخام الاسرائيلي” عميحاي فريدمان “البلد كله لنا… بما في ذلك غزة ولبنان”، ليضيف “سندمرهم جميعاً”؟ من هم… جميعاً؟
السيد يعلم أيضاً أن وزير التراث في “اسرائيل” (التراث الذي يعني ازالة أي أثر لنا) عميحاي الياهو قد اقترح، وقبل أن يدعو الى القاء القنبلة النووية على غزة، الى القائها على لبنان، قبل أن يتفق مع رئيس حزبه (عوتسما يهوديت) ايتامار بن غفير حول القائها على ايران…
كلامه ليس بالكلام المجازي، كما لغة التضليل في “اسرائيل”. للمرة الأولى يعترف وزير “اسرائيلي” بحيازة السلاح النووي. لا أحد يتجرأ على الاعتراض؟ من لا يعلم أن “الموساد” اغتال جون كنيدي لأنه قرر ايفاد بعثة للكشف على “البرنامج النووي الاسرائيلي”؟ لاحظتم كيف طوي ملف الاغتيال دون معرفة هوية من وراء الجريمة.
للعلم، العلماء “الاسرائيلون” مَن عارضوا من الناحية التقنية القاء القنبلة في دولة، أو في منطقة متاخمة، لأن حركة الرياح في المنطقة كما حركة الثعبان. لا بد للنظائر المشعة أن تلتف حول “اسرائيل” أيضاً…
ولكن “أيها الاخوة الخليجيون” ماذا يصيب بلدانكم اذا وجهت حكومة بنيامين نتنياهو ضربات نووية الى ايران، وبالرغم من كل التطمينات الأميركية بكون “الترسانة النووية الاسرائيلية” تحت الرقابة المشددة. يا للمهزلة ! حتى أن حسني مبارك، رجل الأميركيين، قال انهم تركوه عارياً أمام الملأ.
كثيراً ما تحدثنا عن التأويل الدموي للتوراة. اياه التأويل الجنوني. الياهو ينتمي الى قبيلة مجنونة ـ في دولة مجنونة ـ أبوه شموئيل الياهو، “الحاخام” الأكبر لمدينة صفد الذي رأى في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا (هل تسمع ايها السيد رجب اردوغان؟) “عدالة الهية”. تماماً “كما اغراق جنود فرعون في البحر الاحمر”. اعتبر أن الزلزال الذي قضى على نحو 60.000 شخص أدى الى “تطهير العالم وجعله افضل”، لا نتصور أن الخلفية الايديولوجية لتنظيم “داعش” وصلت الى هذا الحد من الهمجية.
سلالة من الوحوش، في دولة الوحوش. الياهو أيضاً، حفيد موردخاي الياهو، الآتي من العراق، والذي كان يشغل منصب “الحاخام” الأكبر “للسفارديم” في “اسرائيل”. من آرائه ان اليهود “سيدوسون وراء الماشيح المخلص، جماجم من كانوا السبب في بلاء العالم”. لا ندري اذا كان يقصد العرب تحديداً أم كل الآخرين…
كلبنانيين، نحن على تخوم تلك الحالة الأكثر بربرية في التاريخ. تصوروا أن يحمل مندوب “اسرائيل” في الأمم المتحدة غلعاد ايراد حجراً في يده، ليقول أمام المندوبين الآخرين أن الفلسطينيين رشقوا الجنود والآليات والسيارات “الاسرائيلية” بـ 1775 حجراً خلال عام 2021. شكوى من الحجارة.
هذا الديبلوماسي الأعمى في دولة عمياء، لا يرى أن كمية المتفجرات التي ألقيت على غزة (364 كيلومتراً مربعاً)، في أقل من شهر ناهزت الـ 30.000 طن، اي ما يعادل ضعف القوة التفجيرية لقنبلة هيروشيما (900 كيلومتر مربع).
لا تتصوروا أننا نتوحد الا بالقوة، أو بالأيدي الخارجية. لذلك نقول للسيد هنا الخطر يا صاحب السماحة. لبنان مفكك ومشتت بفعل عرابي الطوائف عرابي المافيات. هؤلاء، بترسبات القرن التاسع عشر، ليسوا مستعدين لبيعنا للشيطان فقط ، لبنيامين نتنياهو أيضاً.