مع استمرار الحرب «المفتوحة» على قطاع غزة و«المقيدة» على الحدود الجنوبية، تكثر التكهنات حول نيّات «حزب الله» المتسلّح بغموض يُقلق العدو ويحيّر الصديق.
وأكد العاروري لاحقاً «ان ليست كل اللقاءات مع قيادة الحزب معلنة وقد سبق أن التقينا بالسيد نصرالله في اليوم الأول للمعركة، «ما يؤشّر إلى أنّ نشر صورة اللقاء الأخير كان مقصوداً لإيصال رسالة تحذير بالبريد السريع الى تل أبيب، بل لعل تلك الصورة كانت تُعادل من حيث الأهمية والمعنى مضمون الاجتماع نفسه، ضمن مقتضيات الحرب النفسية والميدانية، على حد سواء.
وترافق الاعلان عن اللقاء بين اطراف محور المقاومة مع تسريب رسالة خَطّها «السيد» بيده وطلب فيها تسمية شهداء الحزب في المواجهات على الحدود مع فلسطين المحتلة بـ»شهداء على طريق القدس».
ويؤشّر هذا الاتصال الى انّ السيد نصرالله يولي الجبهة الداخلية وضرورة تحصينها جزءاً أساسياً من اهتمامه، وهو يضعها في حساباته الاستراتيجية عند درس الخيارات الممكنة في مواجهة تحدي العدوان على قطاع غزة ولبنان.
وبالنسبة الى حرب الاستنزاف التي جَرّت المقاومة الاسرائيلي اليها جنوباً، يؤكد المطّلعون انّ الحزب لم يستخدم في المواجهات الحدودية حتى الآن سوى واحد بالمئة من قدراته، وهو لم يكشف بعد أوراقه القوية التي تعجّ بها جعبته، في انتظار التوقيت المناسب المرتبط حصراً بمجريات التطورات الميدانية واحتمال التدحرج نحو الحرب الكبرى.
ويلفت هؤلاء الى انّ القتال يدور حالياً على «الحافة الأمامية» حيث يطلق مقاتلو الحزب الصواريخ الموجّهة نحو مواقع الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة على طول الواجهة الحدودية، مشيرين الى ان المقاومين يخاطرون بأنفسهم ويُطلِقون صواريخهم من أماكن متقدمة ومكشوفة، ما يفسّر عدد الشهداء المرتفع، ولو انهم يتراجعون قليلاً الى الخلف لكان بإمكانهم التمويه والاحتماء، لكنهم لا يفعلون حرصاً على حماية البلدات الجنوبية من ردود فعل الاحتلال.