واذا كان اي من مسؤولي الدولة في لبنان لم ولن يجرؤ على وضع حد للسفيرة، التي تجاوزت كل الاعراف الديبلوماسية وتتصرف دون حياء، فان المقاومة على طول الحدود الجنوبية ترد بالنار على تهديدات واشنطن، وتدير معركة ممنهجة مع قوات الاحتلال التي لن تحصل على اي نوع من التطمينات حيال طبيعة وحدود المعركة الدائرة، لانها غير معنية بطمأنة العدو الذي يفرغ مستوطناته على الحدود.
عنصر المفاجأة؟
وفي النتائج العملانية، اكدت مصادر مطلعة ان حزب الله افقد «حكومة الحرب المصغرة الاسرائيلية» عنصر المفاجأة، الذي كان يخطط له بعض من اعضائها، وفي مقدمتهم وزير الحرب يوآف غالانت بتوجيه ضربة مفاجئة للمقاومة، ووصلت الى قمة الجهوزية بما يجعلها تتحكم بمسار الميدان وتطوراته ، وقد اعترفت صحيفة «اسرائيل هايوم» المقربة من رئاسة الحكومة، بان حزب الله نجح في ضرب 75 في المئة من تقنيات الرصد والتجسس الاسرائيلية التي لا تغطي فقط جنوب لبنان وانما المنطقة باسرها، ولفتت الى ان «اسرائيل» باتت مضطرة الى استخدام المسيّرات على مدار الساعة، لتغطية النقص الحاد في المعلومات حول الجبهة المقابلة
ولفتت الصحيفة الى ان التوتر في الشمال عمّق المخاوف من مفاجأة جديدة من جهة لبنان، في الوقت الذي تستثمر فيه «اسرائيل» قوات كبيرة في معركة برية داخل غزة. ولفتت الى ان بامكان حزب الله أن يشل «إسرائيل» إلى الأبد ويدفع ثمناً هامشيا جدا مقارنة بالثمن الذي تدفعه، سواء من خلال إخلاء السكان من بلدات الشمال، وتجميد الاقتصاد، والامتناع عن عملية واسعة في غزة.
«اسرائيل» فقدت المبادرة
وفي سياق الحديث عن فقدان «اسرائيل» المبادرة، نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن مسؤول امني «اسرائيلي» تأكيده انه سيتعين على «كابينت الحرب» أن يتخذ في الأيام القريبة المقبلة، وربما في الساعات القريبة المقبلة، وقال انه «قرار ذو أهمية مصيرية». ولفتت الصحيفة الى ان ثمة أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش داخل «الكابينت» الضيق و»الكابينت» الموسع، فنتنياهو منع قراراً للمبادرة بحملة عسكرية في الشمال، رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت أوصيا بها. كان في مركز الجدال طلب أميركي للامتناع عن «ضربة إسرائيلية» مسبقة إلى لبنان. وضم الأميركيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، ومرابطة حاملتي طائرات أمام شواطئ لبنان، وتعهدت بإسناد «الجيش الإسرائيلي» إذا فتح حزب الله الحرب. لكن لا ضمانة بالا يفعل ذلك؟!
الحرب كانت الاسبوع الماضي؟!
اقر الون بن ديفيد في صحيفة «معاريف» ان «اسرائيل» كانت قريبة جداً الأسبوع الماضي من فتح جبهة أخرى مع حزب الله في الشمال. وكشف ان بعضا من المتحملين للمسؤولية عن قصور السبت الأسود دفعوا إلى هذا، ربما على أمل محو الأخطاء التي أدت إلى النتائج الرهيبة. لكن كثيرين في جهاز الأمن عارضوا وحذروا من أن «إسرائيل» غير جاهزة لحرب شاملة في عدة جبهات. ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، فان منظومة العلاقات بين نتنياهو ووزير الدفاع تصعّب العمل المشترك على مختلف الجبهات. واحتدمت الامور بعد أن سرّب نبأ استخدام نتنياهو «الفيتو» على عملية عسكرية مبادر إليها ضد حزب الله. وفي أثناء زيارة بايدن إلى البلاد، منع نتنياهو غالنت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأميركي، واكتفى غالنت بابلاغ وزير الخارجية انتوني بلينكن أنه أراد مهاجمة الحزب على نحو مفاجىء، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى، اي نتانياهو.
القضاء على حزب الله!
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان حرب غزة يجب ان تنتهي بإنجاز لا لبس فيه، والأهم أن يكون مقدمة للمرحلة التالية التي هي تفكيك حزب الله… فـ «إسرائيل» برأيها لا يمكن ان تتحمل تهديد الحزب، الذي يبث خطراً من حدودها الشمالية على أراضيها، لهذا يجب تفكيكه من جذوره. وتفكيك حماس في القطاع سيعمق الثقة في «إسرائيل» والولايات المتحدة والعالم الحر، بشأن ضرورة استمرار المعركة للقضاء على حزب الله.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**