لا يزال «سؤال المليون دولار» بلا جواب: ماذا سيفعل «حزب الله» وهل يمكن أن ينخرط بكل قوته في حرب غزة في لحظة ما؟
لكن الحزب يحرص على عدم الكشف عن كل أوراقه، ويتفادى اتخاذ قراراته المصيرية تحت تأثير الانفعال، مهما اشتدّ ضغط الخصوم او إلحاح الأصدقاء، فهو يعرف انّ اللحظة التاريخية التي تمرّ فيها فلسطين والمنطقة تتطلّب إجراء حسابات دقيقة، وضبط العواطف المتأججة على إيقاع مقتضيات المصلحة الاستراتيجية.
يعتبر الحزب اساساً انّه دخل المعركة منذ يومها الأول، حين بادر الى مهاجمة مواقع العدو في مزارع شبعا قبل أن تتوسّع الجبهة لاحقاً، واستطراداً فإنّ مادة البحث تتعلق تحديداً بالمدى الذي يمكن أن تصل اليه مشاركة الحزب في الحرب، وليس بأصل المشاركة المتحققة من خلال:
– تنفيذ هجمات نوعية ضدّ مواقع الاحتلال ومستوطناته في داخل الشمال الفلسطيني المحتل.
– وقوع شهداء في صفوف المقاومة والمدنيين اللبنانيين.
– تلاحق عمليات حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» عبر الحدود.
– استدراجه الى حرب استنزاف منهكة.
– إجباره على تخصيص ثلث «القبة الحديد» لمنطقته الشمالية.
– دفعه الى إرسال ثلاث فرق عسكرية نحو الحدود مع لبنان.
– تصاعد قلق الولايات المتحدة والدول الغربية من دور «حزب الله» إلى درجة انّه أصبح يشكّل هاجساً لها.
بناءً على كل هذه الوقائع، صار الحزب جزءاً عضوياً من المواجهة وأحد المساهمين الفاعلين فيها، اما مساحة هذا الانخراط العسكري وحجمه مستقبلًا، فهما عاملان متحرّكان يتوقفان على مسار الحرب عموماً وتطوراتها المحتملة، ولذا يصعب حسم السيناريو المقبل منذ الآن، والجزم بما اذا كان الحزب سيفتح جبهة الجنوب على مصراعيها ام سيواصل تكتيكه الحالي.
من هنا، فإنّ «هطول» عشرات آلاف الصواريخ على فلسطين المحتلة واقتحام «قوات الرضوان» الجليل الأعلى، كما يخشى البعض ويتمنّى البعض الآخر، هما رهن بتقدير الموقف لدى الحزب ربطاً بالمنحى الذي سيتخذه الوضع الميداني والظرف السياسي، مع لحظ انّ قيادة الحزب تأخذ في الاعتبار كذلك ظروف الداخل اللبناني المثقل بالأزمات، وحساسية الواقع الاقليمي، خصوصاً انّ دينامية تدخّله على نطاق واسع ستخلط تضاريس المنطقة.