لليوم السادس على التوالي ظلّت الاهتمامات الداخلية، وحتى الخارجية، منصّبة على حصر المناوشات التي تشهدها الجبهة الجنوبية بين اسرائيل والمقاومة منعاً لتوسع الحرب الدائرة على غزة وتخومها بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي الى لبنان، فيما استمرت التحذيرات الخارجية للبنان، وتحديداً لـ»حزب الله» ومحورالمقاومة الذي ينتمي اليه، من المشاركة الواسعة في هذه الحرب، في الوقت الذي يؤكّد هذا المحور انّه ليس محايداً فيها، خصوصاً في حال حصول اجتياح بري لغزة.
رسم مجلس الوزراء في جلسته أمس السياسة الرسمية مخترقاً الألغام البدائية التي تُزرع دائماً في طريقه لاعلان الموقف الرسمي، وهو المقف الذي اعتبره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معبّراً عن الحكومة مجتمعة، وحرص على تلاوته شخصياً بعد الجلسة الحكومية التي بقيت عند مستوى الخلافات الضيّقة ولم ترق الى مستوى المشاركة الكاملة التي فرضتها التطورات الخطيرة الجارية في المنطقة وعند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فقاطعها المقاطعون ولم يلبّوا دعوة ميقاتي إلى “كلمة سواء”.
ودعا ميقاتي “القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الامن الدولي، الى تحمّل مسؤولياتها والضغط لوقف اطلاق النار في غزة، والبدء بمفاوضات تؤدي الى وقف دوامة العنف وعودة الهدوء. وبالتوازي يجب العمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية التي أُقرّت في القمة العربية التي عُقدت في بيروت عام 2002 كخريطة طريق وحيدة لإحلال السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة”. وقال: “إنّ لبنان، الذي يلتزم بتطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 1701، يشدّد في هذه المرحلة العصيبة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات “اليونيفيل”، وعلى ضرورة الاستقرار الأمني، مع التأكيد إنّ قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي في وجدان كل لبناني وعربي وكل إنسان يؤمن بالحق”. وذكر انّه طلب من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب “تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضدّ اسرائيل على خلفية اعتداءاتها المتكرّرة ضدّ لبنان”
**