على وقع التطورات الدراماتيكية في قطاع غزة والحدود الجنوبية، بدأت تُطرح فرضيات داخلية حول انعكاس ما يجري على الاستحقاق الرئاسي وفرص المرشحين، وفي طليعتهم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وانطلاقاً من هذه الركيزة، تؤكّد اوساط رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، انّ محور المقاومة ربح الحرب في فلسطين المحتلة حتى قبل أن تنتهي، معتبرة انّه وبمعزل عن مسار تطور الأحداث الميدانية في الأيام المقبلة، فإنّ حركة «حماس» كسبت المواجهة من اليوم الأول، حين سقطت هيبة اسرائيل وتمرغت بالتراب على مرأى العالم.
وتشير اوساط بنشعي، الى انّ الكيان الاسرائيلي عالق في مأزق كبير «ومهما فعل لن يستطيع أن يمحو آثار الهزيمة المدوّية التي تلقّاها في 7 تشرين الأول»، لافتةً الى انّ ردّه العنيف على غزة متوقع، ومشدّدة على أهمية ورقة الأسرى التي تحتفظ بها المقاومة الفلسطينية.
وتنقل الاوساط عن فرنجية عنه تشديده على وقوفه الثابت والمبدئي الى جانب فلسطين وقضيتها المحقّة، سواءً كان رئيساً للجمهورية ام لا. وتضع اوساط بنشعي التغريدة التي نشرها فرنجية دعماً للفلسطينيين في الساعات الأولى لعملية «طوفان الأقصى»، ضمن سياق التعبير عن قناعته المبدئية، «من دون أي حسابات رئاسية، او استثمار في الاستحقاق الرئاسي»
وتلاحظ الاوساط إيّاها، انّ مهاجمي «حزب الله» «لا يعرفون ماذا يريدون، فإذا انخرط في المعركة يتهمّونه بأنّه يورط لبنان، واذا لم يفعل يتهمونه بخيانة القضية»، مؤكّدة انّ الحزب حريص على حماية لبنان ويدرس خياراته جيداً.
وتستنتج اوساط بنشعي انّه إذا أفضى مخاض المنطقة الى تسوية كبرى، فإنّ لبنان سيكون اول المستفيدين منها، لافتةً الى انّ التسوية أهم من اسم الرئيس، اياً يكن، لأنّها هي التي تريح لبنان.
اما بالنسبة إلى حلفائه فإنّ رئيس «المردة» يرى، تبعاً لأوساطه، انّهم وحدهم يمونون عليه بالانسحاب إذا ارادوا، ولكنه لم يتبلّغ منهم اي إشارة في هذا الاتجاه، «بل يبدو مرتاحاً الى وفائهم، بعدما تمّسكوا به على رغم كل الترهيب والترغيب».
ويتصرّف فرنجية على أساس انّ إحدى عناصر قوته الأساسية تكمن في حلفائه الذين، وتبعاً لتصنيفه، لا يُختَصرون بالثنائي، «إذ انّ هناك 20 نائباً خارج إطار الثنائي حركة «امل» و»حزب الله» صوّتوا له من أصل 51، كذلك يوجد عدد من النواب الآخرين المستعدين لتأييده عندما تكتمل ظروف التوافق عليه حسب تقديرات بنشعي».
وتلفت اوساط رئيس «المردة» الى انّ هناك تركيزاً مشبوهاً على الترويج بأنّ فرنجية مرشح التحالف الشيعي، وذلك لتحريض البيئة المسيحية وبعض القوى الإقليمية والدولية عليه، «في حين انّه كان مرشحاً جدّياً عام 2005، وكان رئيساً مع وقف التنفيذ عام 2018، خلافاً لخيار «حزب الله» في المرتين».
وفي ما خصّ الفرنسيين، تشعر اوساط بنشعي بأنّهم أجروا إعادة تموضع واصبحوا أمام المعادلة الآتية: إذا فاز فرنجية بالرئاسة يكونون منتصرين، واذا فاز غيره يكونون عبر مهزومين.
وتلفت الاوساط الى انّ فرنجية كان اول من نبّه الى مخاطر النزوح السوري، «وهو اذا كان فرنجية ينظر إلى الرئيس بشار الأسد كصديق وأخ، الّا انّ ملف النازحين لا يُعالج بعلاقات شخصية بل من دولة الى دولة، وهذا يتطلب من الحكومة اللبنانية التواصل السياسي على أعلى المستويات مع دمشق».
وتلاحظ الاوساط، انّ البعض يكتفي بالكلام والهوبرة في مقاربته لتحدّي النزوح، «بينما لم يتخذ اي مبادرة عملية حين كان في السلطة».
وتوضح الاوساط انّ فرنجية واثق من أنّه اذا تمّ انتخابه رئيساً سيستطيع المساهمة في إيجاد حل لهذا الملف مع الرئيس الأسد انطلاقا من الثقة المتبادلة، والحل في رأيه يتمثل في تحقيق العودة الآمنة ووقف تمويل النازحين في لبنان، ومن يصرّ منهم على البقاء يجب أن يخضع الى القوانين اللبنانية.