رجحت مصادر دبلوماسية الا يشهد المازق الرئاسي اي حلحلة قريبا وربطته بالانتخابات الاميركية المقبلة بعد نحو عام، في تكرار لما حدث عقب انتخاب الرئيس دونالد ترامب حيث جرى خلال نحو اسبوع انتخاب الرئيس ميشال عون. ولفتت تلك الاوساط، الى ان واشنطن المهتمة بتسريع التطبيع بين السعودية و «اسرائيل» لا تريد حرق اي «ورقة» في المنطقة قبل اتمام هذا الحدث الذي يشكل اولوية في هذه المرحلة، وما دام الهدوء على الحدود مستمرا فلا عجلة لحل الازمة السياسية التي سيليها حكما انفراج للازمة الاقتصادية التي تستخدم للضغط على المحور «المعادي» في المنطقة ولبنان. واليوم ثمة ازمة غير مسبوقة في الولايات المتحدة الاميركية فلاول مرة في التاريخ الأمريكي يُنحى رئيس مجلس النواب، وربما لا يصل الحزبان بعد الـ 45 يوماً إلى توافق على الميزانية، فتتعطل الإدارة لفترة غير معروفة. الاقتصاد سيتدهور، وأضرار الجمهور ستكون كثيرة، والذنب سيقع على الرئيس جو بايدن الذين سيكون مطالباً بإثبات تحسين واستقرار الاقتصاد في عهده، وهو شرط حيوي للانتصار في الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة. وللتنحية جوانب تؤثر في علاقات الولايات المتحدة الخارجية ومكانتها في الساحة الدولية. فالفوضى واحتدام الاستقطاب في المجتمع يضعفان الولايات المتحدة ويمسان بمكانتها. ولهذا فان بايدن معني جداً باتفاق أمني مع السعودية يتضمن تطبيعاً مع «إسرائيل» في سنة انتخابات قاسية ولن يكون للبنان مكان في اهتمام ادارته.
وفي هذا السياق، لفتت تلك المصادر الى ان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يتحضر لزيارة «إسرائيل» ومناطق السلطة الفلسطينية في محاولة لبلورة أساس مشترك للتقدم مع السعودية، ويتعلق أساس النقاش بين «إسرائيل» والولايات المتحدة بمدى التزام السعودية تجاه الفلسطينيين الذين يتعاملون بتشكك مع الموقف الأميركي، ويخشون من أن مصالح إدارة بايدن المتعلقة بالاتفاق مع السعودية مثل خفض أسعار النفط في العالم أو إبعاد المملكة عن نفوذ الصين، ستتغلب على الالتزام بمكاسب الفلسطينيين الذين خرجوا من «الابراهيميات» السابقة من «المولد بلا حمص» وتم تجاهل قضيتهم.
المصدر:”الديار – ايراهيم ناصر الدين”
**