عاد ملف الغاز الى الواجهة، بعدما انتهت امس مهلة تقديم العروض لدورة التراخيص الثانية التي تشمل البلوكات (5 و6 و8 و10)، وأعلنت وزارة الطاقة والمياه – هيئة إدارة قطاع البترول في بيان رسمي أنه «في الثالثة من بعد ظهر امس وقبل ساعة واحدة من انتهاء موعد تقديم الطلبات للإشتراك في دورة التراخيص الثانية، تقدّم الائتلاف المكوّن من «توتال إنيرجيز» الفرنسية و»إيني» الإيطالية و»قطر للطاقة» بطلبَي اشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين 8 و 10 في المياه البحرية اللبنانية».
وقد اثارت مصادر مطلعة علامات استفهام حول الاستعجال في تلزيم البلوكات قبل صدور نتائج الحفر والاستكشاف في البلوك رقم 9، وقالت انه إجحاف في حق لبنان، لأن في ضوئها تصبح الظروف والشروط اللبنانية أقوى إذا تحقق مخزون تجاري واعد. وتساءلت المصادر لماذا يتسرع الجانب اللبناني ولم يضع ورقة التفاوض على رفْع حصّة لبنان على الطاولة من جديد؟ خصوصاً أن دورة التراخيص التي حصلت بموجبها «توتال» على حصتها من البلوك 9، حصلت حين لم يكن لبنان قد أنجز بعد تحديد حدوده البحرية، ما قلل من نسبته وسعر تلزيم «البلوك» ، اما اليوم وفي حال حصول استكشافات في «البلوك» رقم 9، يعني ارتفاع احتمالات وجود استكشافات مماثلة في الرقع المجاورة. إضافة إلى أن منح رخصة استطلاع للقيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في الرّقعة الرقم 8، التي كانت تقع سابقاً في منطقة متنازع عليها ولم يكن من الممكن البدء بالمسح قبل اتفاقية الترسيم، يعزز من نوعية الداتا وتوافرها لدى لبنان، ما يتيح له التسويق الأفضل للبلوكات! وكان من الافضل رفع سعر تلزيم البلوك، وبالتالي رفع نسبة لبنان وإبعاد شبح الاحتكار.
في المقابل، تشير مصادر اخرى الى ان التلزيم لم يتم بعد، أي لم يعطَ حتى الآن أي حقوق بترولية، فالمجال لا يزال مفتوحاً للتفاوض لتحسين الشروط، فإما تقبل العرض أم ترفضه، فالأمور لا تزال تحت السيطرة، ولا داعي لإطلاق الشكوك، وبالتالي ليس هناك أي تسرّع في هذه الخطوة ، وفي حال حصول اكتشاف في البلوك 9 فيمكن أن يستقطب لبنان شركات إضافية لبلوكات أخرى، مما يعزز روح المنافسة ويؤمّن شروطا أفضل للدولة اللبنانية!
**