11 شهراً من الفشل المتمادي مرّت على الشغور الرئاسي، وإذا حسبنا، وفق الدستور، مهلة الشهرين اللتين تسبقان تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حيث من واجب مجلس النواب انتخاب الرئيس، فنكون قد تجاوزنا السنة الأولى للفراغ ودخلنا السنة الثانية من الفشل القاتل للبلد.
ومن شأن استمرار هذا الشغور أن يشل الحكم، ويترك مقاليد السلطة في يد حكومة مؤقتة منقسمة وضعيفة، ويزيد من تعطيل الإصلاحات الاقتصادية ويعيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي في وقت يحتاج فيه لبنان بشدة إلى طَي صفحة أربع سنوات من الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وتجنب خطر عدم الاستقرار.
وتشير مصادر دبلوماسية الى ان اللجنة الخماسية لا تملك قوة الدفع اللازمة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية اللبنانية لأنّ قرار محاصرة لبنان وخنقه لم يرفع بعد، وبالتالي ان الازمة الرئاسية هي جزء من معضلة أكبر لم تنضج ظروف إيجاد حل لها.
وقالت مصادر سياسية وحكومية مطلعة لـ«الجمهورية» ان لا موعد محدد للزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي الوزير جان ايف لودريان، الذي عاد نهاية الاسبوع الماضي الى باريس مُنهياً زيارته الى الرياض حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والوزير المفوض نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
وعلى مستوى الوسيط القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، فقد أفادت مراجع مطلعة «الجمهورية» انه ما زال في بيروت يحصي نتائج جولته غير المعلن عنها ليستأنفها الأسبوع الجاري بزيارة متوقعة الى السرايا الحكومية، بعد ان يعود ميقاتي غداً الى مكتبه في أعقاب الزيارة المطولة الى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن لأسباب عائلية، للتشاور في ما آلت اليه مهمته.
ولفتت المصادر الى أنّ مهمة الموفد القطري السرية مستمرة ولا حاجة للحديث عن مستقبلها وما تحقق منها وما يمكن ان تؤدي اليه. فهو ما زال في مرحلة استكشافية دقيقة يُحصي المواقف ويبحث عما يمكن ان يقوم به في المرحلة المقبلة للنفاذ باتجاه اي خطوة عملية ايجابية، سواء أكملَ الموفد الفرنسي مهمته او علّقها لاسباب مختلفة، فهما متكاملان يتبادلان المعلومات بطريقة منتظمة سواء بالوسائل الديبلوماسية أو عبر اللقاءات غير المعلنة والاتصالات المباشرة بين أعضاء فريق عمل كل منهما.
**