يخاف اللبنانيون من المولّد الذي ينفث دخانا أسود ويطلبون الى صاحبه أو الى الجهات المسؤولة إلزامه تركيب “فلتر”. لكن هؤلاء لا يعلمون ان المشكلة الأشد خطورة تكمن في الجزئيات البسيطة السامة والتي لا تظهر للعيان. لذا ترتفع الاصابات بالامراض السرطانية بشكل كبير، لان تلك الجزئيات تدخل مباشرة الى الدم وتصيب اعضاء الجسم، وهي التي تجوز تسميتها “الخبيثة” قبل المرض الخبيث إياه.
قبل مدة، عملت شركة “سوليدير” مع الجامعة الاميركية في بيروت والنائبة نجاة عون لقياس نِسب التلوث في بيروت الادارية اولاً، والمبادرة مع اصحاب المولدات الكبيرة الى تركيب فلاتر متخصصة ثانياً. وركّبت الشركة نحو 25 جهاز استشعار وقياس في أحياء بيروت الادارية لتأتي نتائج الدراسة علمية ودقيقة.
المسعى الذي عملت عليه “سوليدير” وانطلقت به حقق نجاحا جزئيا حتى تاريخه، وهو النجاح بالاقناع، إذ ان المبادرة لم تدعّم بقرارات وزارية مفصّلة تفرض اجهزة تنقية الهواء بمواصفات محددة بل أبقت الهامش واسعا امام اختيار نوع “الفلتر”، وهو ما يدفع المعنيين الى اختيار الاقل كلفة، وليس الاكثر فعالية.
**