بدأ الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان زيارته الثالثة الى لبنان، على أمل إحداث خرق ما في جدار الأزمة الرئاسية، في ظلّ استمرار الغموض حول ما ستحمله من نتائج، يؤمل أن تؤدّي الى كسر للجمود الرئاسي الحاصل، رغم كلّ المبادرات الداخلية والخارجية. ولم يشأ الموفد الفرنسي الذي زار امس عددا من الشخصيات السياسية والروحية والعسكرية، الإفصاح عن مضمون زيارته الحالية قبل إنهاء محادثاته مع المسؤولين. وهو سيُكثّفها اليوم وغداً الخميس، ما يعني انّه أطال إقامته في بيروت علّه يتمكّن من “إقناع” الرافضين للحوار من الجلوس الى طاولته، إن في قصر الصنوبر في حضوره، أو في مجلس النوّاب، من خلال اعتبار أنّ “من يرفض الحوار هو من لا يريد مصلحة الوطن، ويُعطّل بالتالي انتخاب الرئيس”…
قالت مصادر سياسية مطّلعة على جولة لودريان الذي قال بأنّه هنا في لبنان لإكمال مهمّته، بأنّه يدعم مبادرة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي التي تتشابه كثيراً مع مبادرته، لا سيما إذا بقي 7 ايّام في بيروت، على غرار عدد الأيام التي دعا برّي الى الحوار خلالها تحت قبّة البرلمان، على أن تنتهي بجلسات مفتوحة ومتتالية لانتخاب الرئيس، الأمر الذي يسعى اليه الموفد الفرنسي في حال جرى التوافق على إسم رئيس الجمهورية في ظلّ وجوده في بيروت.
غير أنّ طريق لودريان، كما مسار برّي، لا تبدو سالكة وآمنة في ظلّ تجديد قوى المعارضة (أي “القوّات” و”الكتائب” و”التجدّد” وعدد من النوّاب “التغييريين” و”المستقلّين” ويصل عددهم الى 31 نائباً)، رفضها للحوار من أي جهة أتت، على اعتبار أن لا جدوى منه. فضلاً عمّا أبلغه وليد جنبلاط للفرنسييين بأنّه لن يُلبّي أي دعوة للحوار في قصر الصنوبر، لا هو ولا نجله تيمور، مشيراً الى أنّه “بإمكان لودريان أن يزورنا في بيوتنا بعدما زرناه سابقاً”. وهذا أمر لم يُفاجىء الموفد الفرنسي، على ما أشارت المصادر، إذ سبق وأن اطلع على جميع المواقف السياسية من خلال إجابة النوّاب الـ 38 الممثّلين للكتل النيابية خطيّاً على سؤالَيه حول مواصفات ومهام أو برنامج الرئيس للسنوات الست المقبلة.
“الديار”
**