أوضحت مصادر سياسية مطّلعة على جولة لودريان أنّ الموقف الفرنسي أصبح اكثر صراحة وقُرباً من الموقف السعودي، وإن لم يحصل لقاء ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في نيودلهي على النحو الذي كان متوقّعاً، ومن إجماع اللجنة الخماسية وبيانها الذي كانت تتمايز فرنسا عنه. وهذا يعني بأنّ لودريان تمكّن من جعل بلاده أكثر التحاماً بما ستقرّره الخماسية بالنسبة للملف الرئاسي في لبنان، لا سيما بعد اطلاعها على مطالب جميع القوى السياسية. ولهذا يشجّع لودريان لبنان، ويدعم مبادرة برّي إذ لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة إلّا بالحوار.
وذكرت المصادر بأنّ فرنسا تعمل على خط مساعدة لبنان في كلّ وقت، واليوم من خلال مبادرة لودريان، التي تُجسّد موقف الخماسية وبيانها، تمكّن لودريان من توحيد القرار الفرنسي أولاً فيما خصّ الملف اللبناني، ويسعى خلال جولته الحالية من إيجاد نقاط مشتركة بين الأفرقاء السياسيين يُمكن البناء عليها، وربما طرح أسماء مرشّحين جُدد، علّه يتمّ الإتفاق على أحدهم. والمهمّ أن مسعى لودريان يأتي من ضمن المبادرة الفرنسية الشاملة، وتحت مظلّة اللجنة الخماسية. فمتى انتقل الى تسلّم مهامه في العُلا في السعودية كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية فيها، سيُسلّم مهامه على الأرجح الى الموفد القطري الذي سيزور لبنان بعد أسبوع.
واعتبرت المصادر عينها أنّ المبادرة الفرنسية التي ينعيها البعض قائلاً بأنّها “ماتت”، لم تمت حتى الساعة، والدليل هو أنّها جزء من مبادرة اللجنة الخماسية. وبقدر ما يتمكّن مسعى لودريان أو سواه من الفرنسيين من خدمة المبادرة الخماسية، والبيان الثلاثي الصادر في أيلول من العام الماضي وسيجري تكريسه خلال اجتماع اللجنة المرتقب، بقدر ما تتحقّق مصلحة لبنان في التوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
المصدر”الديار – دوللي بشعلاني”
**