رئاسيا، لم تلمس مصادر ديبلوماسية وجود مؤشرات ايجابية لحل قريب للازمة، خصوصا ان الامور ستعود الى «نقطة البداية»، مع سعي قطر «لوراثة» الدور الفرنسي في تشرين المقبل، بعد قناعة واضحة بحتمية فشل زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. وهو امر اوحى به السفير القطري الجديد خلال زيارته الى «عين التينة» بالامس، متحدثا عن دخول قطري قريب على الخط، لجوجلة موقف اوضح من الحوار. فيما ابلغ الرئيس نبيه بري السفير الفرنسي الجديد انه يسعى الى دمج اقتراحه بالمبادرة الفرنسية، وهو يرحب بحضورالمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الحوار، اذا قيّد له ان يلتئم. وسيُتخذ القرار الفرنسي خلال الساعات القليلة المقبلة، في اجتماع سيعقد في الايليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومبعوثه الى بيروت. علما ان باريس وجدت في دعوة بري «نافذة» تساعد على تعبيد الطريق امام مبادرتها، ولم تجد فيها اي محاولة لعرقلة مساعيها، كما فهم بري من «الرسائل» الفرنسية.
متى تفويض الدوحة؟
ووفقا لتلك المصادر، يفترض ان يتم تفويض الدوحة بالمهمة خلال لقاء مرتقب لوزراء خارجية دول «الخماسية»، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. واذا كانت الدوحة تعوّل على دورها السابق في انتاج اتفاق «الدوحة في العام 2008 ، الا ان الظروف اليوم تغيرت كثيرا، فالمملكة العربية السعودية تخوض غمار حوارات مفتوحة مع الجانب الايراني، ولن تحتاج الى وسيط كي يبرم اتفاقات عنها في اي من الساحات في المنطقة، ولهذا لن تسمح لقطر بان «تقطف» اي جهد دبيلوماسي على حسابها.
ولهذا، عندما تنضج الظروف للتسوية، ستتقدم الرياض الصفوف وتبرم مع الايرانيين تسوية تتضمن ملفات اخرى، والى ان تنضج الظروف سيكون الهامش متاحا لحركة ديبلوماسية قطرية، لن تقدم او تؤخر شيئا في المشهد المعقد على الساحة اللبنانية. فالدوحة لن تتحرك جديا، الا بعد ان ينتقل لودريان في نهاية الجاري الى السعودية لتسلم مهامه الجديدة في مؤسسة تطوير العلاقات بين باريس والرياض، بعد ذلك ستعود الى طرح قديم – جديد تفترض انه يشكل تسوية متقدمة على غيره من الاسماء، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو طرح معقد للغاية وغير قابل للصرف في الظروف الراهنة. اما الجديد هذه المرة، فسيكون ربط هذه التسوية بتعهد»سخي»، بتقديم مشاريع اقتصادية استثمارية تواكب العهد الجديد وحكومة الانقاذ الوطني!.
المصدر: “الديار – ابراهيم ناصر الدين”