لفت يوم أمس ايضا، كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي بدا في عظة الاحد متجاوبا تماما، بخلاف “القوات” و”الكتائب”، مع مبادرة بري الاخيرة. اذ قال ان “الحوار المدعوون اليه نواب الامة اذا حصل على الرغم من التجاذبات، انما يقتضي ايضا المجيء اليه دون احكام مسبقة ودون فرض الافكار والمشاريع، ويقتضي ايضا روح التجرد من المصالح الشخصية والمذهبية واعتماد الدستور ، واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه، كما يقتضي الصراحة والاقرار بالاخطاء الشخصية، والبحث عن الحقيقة الموضوعية التي تحرر وتوحد”.
مع العلم ان الراعي نفسه كان قد اعتبر الشهر الماضي ان “الحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت لانتخاب رئيس للجمهوريّة”، ما اوحى وقتذاك برفضه مبدأ الحوار قبل انتخاب رئيس.
وكما هو متوقع لم تلاق المعارضة بايجابية موقف الراعي الجديد. وقالت مصادرها لـ “الديار”: “بغض النظر عن موقف بكركي الذي نرفض تحميله اكثر مما يحتمل، ما دام البطريرك اصر على تطبيق بنود الدستور، موقفنا ثابت وجازم وهو رفض الجلوس مع حزب الله حول طاولة واحدة لمحاولة اقناعنا بمرشحه، ونحن ماضون في المواجهة حتى الرمق الاخير”. وكان جعجع ردد في خطابه امس اكثر من مرة عبارة “عبعبدا ما بفوتوا”.
وبحسب مصادر مطلعة، فان “خطة المعارضة الحالية تنحصر بالسعي الى اقناع مزيد من النواب للانضمام الى تكتل النواب الـ31 الرافض للحوار”، لافتة في تصريح لـ “الديار” الى ان “كل العصف الذهني المستمر منذ اسابيع لم يصل الى نتيجة لجهة صياغة خطة واضحة للمواجهة، وبخاصة ان الخشية من سير حزب الله بالمقايضة التي طرحها باسيل تكبر مع مرور الايام، وما يرشح عن امكان سير الحزب ومعه بري باللامركزية الموسعة التي يطرحها العونيون”.
**