على باب الشهر الحادي عشر من الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتوسّل اللبنانيون جواباً عن سؤال يؤرقهم: ماذا يخبّىء شهر أيلول؟ وهل يمكن ان يحمل معه الترياق لهذا البلد المسموم في كلّ مفاصله، والدواء الشافي من هذا الاكتئاب الضارب جموع اللبنانيين؟
على طريق الفرصة الاخيرة، سيصل الموفد الفرنسي قريباً الى بيروت في زيارة ثالثة خلال ثلاثة اشهر، لعل الثالثة تكون ثابتة، ولكنّه سيحطّ على ارض يابسة سياسيا، يعرفها جيدا، وعلى ما تقول مصادر فرنسية مواكبة له لـ»الجمهورية» فإنه «يدرك سلفا انه في هذه التجربة يخوض الصّعب، مع حقل واسع من التناقضات والانقسامات التي ساهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع انتخاب رئيس الجمهورية منذ ما يقارب السنة».
هل يصلح العطار؟
واذا كانت المصادر الفرنسية المواكبة لمهمة لودريان تحاذر ان تقدم ايّ خلاصات مسبقة حول ما يمكن ان يفضي اليه «حوار ايلول» من شأنها أن تعكّر أجواء العملية الحواريّة قبل انطلاقها، الا انّ المقاربات السياسية في الداخل، لهذا الحوار، تتوزع بين ضفة اعتراضية لا ترى في هذا الحوار سوى تضييع للوقت، وبين ضفّة حذرة تقارب حوار أيلول كمحطة ضبابيّة، لا يجازف اي من اطراف هذه الضفة في افتراض ايجابيات تجافي الواقع. وضمن هذا السياق سألت «الجمهورية» مرجعا سياسيا عمّا يأمله من حوار لودريان، فقال ما حرفيته: «ما نأمله هو ان ينجح ويحقق توافقاً يخرق جدار التعطيل الرئاسي، ولكن هل يمكن للعطار ان يصلح في شهر ما افسده الدهر في بلد ملوّث سياسياً بعقليات تخطف انفاسه وبإرادات تسرّع خطاه نحو الهلاك، وتفاخر بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، واحباط كل محاولات اخراجه من أزمته»؟
**