مع الخبر الإيجابي الذي يُشكّل بقعة ضوء في العتمة التي يعيشها اللبنانيون منذ سنوات، وهو انطلاق عملية الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط اليوم الخميس في حقل «قانا» في البلوك 9. على أنّ موعد إعلان نتيجة التنقيب فيه سيحصل بعد 67 يوماً أي في أواخر تشرين الأول المقبل، على ما أعلن وزير الطاقة وليد فيّاض، ويتزامن مع مرور عام على الشغور الرئاسي، فيما لم تُفلح القوى والأحزاب السياسية حتى اليوم في تنقيبها في الداخل، ولا مع دول الخارج في اكتشاف إسم رئيس الجمهورية الجديد للبنان.
وتقول أوساط ديبلوماسية مطّلعة لجريدة «الديار» بأنّ «التفاؤل عن وجود كميات تجارية في الموقع الذي سيبدأ فيه الحفر اليوم، قائم بدرجة كبيرة لأنّ المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية قد أظهرت إمكانية عالية لوجود إكتشافات لا سيما في البلوكين 8 و9. على أمل أن تكون التقديرات صحيحة وفي مكانها، لا أن تأتي كلفة التنقيب والاستكشاف أعلى من المردود المرتقب».
وإذ يأمل لبنان بسمع خبر مفرح من شركة «توتال» بعد نحو شهرين، تجد بأنّ التنقيب في البلوك 9 يأتي تزامناً مع حرب أوكرانيا وحاجة القارّة الأوروبية الى الغاز، وفي إطار «استفادة إسرائيل» كونها موقّعة على عقود مع الشركات النفطية الدولية.. وهذه العوامل من شأنها تسهيل العملية، وليس عرقلتها، فضلاً عن موقف المقاومة إذ أصرّت على أنّ العدو لا يُمكنه أن يُنتج إلّا إذا رُفع الحظر بالتنقيب عن لبنان، ما يعني أنّ القوّة الردعية أعطت ثمارها. الى جانب إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بداية عهده على إصدار مراسيم التلزيم، على ما ذكّر أخيراً، الأمر الذي أوصلنا الى هذا اليوم. ولأنّ الأميركي لا يهمّه سوى مصلحة «إسرائيل» سارع الى توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية عبر وساطته.
وأضافت الأوساط نفسها بأنّه صحيح أنّ المردود المالي لن يحصل عليه لبنان قبل 6 أو 7 سنوات من الآن، غير أنّه بمجرّد الإعلان عن اكتشاف الكميات التجارية، ونأمل ذلك، يدخل لبنان عندها في نادي الدول النفطية، وتقوم دول الخارج بمدّ يدها له مُجدّداً على مختلف الصعد. ولفتت الى أنّها لا تريد التفكير بما يقوله البعض عن أنّ «توتال» ستُعلن عن عدم وجود كميات، على غرار ما حصل في البلوك 4، لأنّ ذلك سيفتح الباب على أمور خطيرة تُترك لأوانها.
المصدر” الديار – دوللي بشعلاني”
**