الحراك الفرنسي الذي سيتبلور في ايلول وفق صيغة «اكثر من حوار واقل من مبادرة»، تحت مظلة مجموعة الخمس، لا تبدو طريقه معبدة حتى الآن، وهو لم يتمكن من خلال الاسئلة المرسلة الى الكتل النيابية من كسر «الحلقة المفرغة» بل على العكس زاد الامور تعقيدا بعد الردود الاولية عليها من قبل «المعارضة» الرافضة لمبدأ الحوار مع حزب الله. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فوجىء الفرنسيون بما سمعوه من بعض القوى السياسة خصوصا انهم سبقوا وابلغوها ان هذا المسعى الذي يقوده لودريان قد يكون الاخير قبل سحب القوى الفاعلية اقليميا ودوليا «يدها» من الملف اللبناني. فهل هذا ما يريدونه حقا؟ وتبدو باريس مستاءة من التصعيد غير مبرر، والاستخفاف بخارطة الطريق التي يحملها لودريان، علما ان كل من شارك في الاجتماع الأخير للدول الخمس الذي عقد في الدوحة، سبق وهدد بالتخلي عن مساعيه لمساعدة القيادات اللبنانية في حل أزماتهم «ما لم يساعدوا أنفسهم أولا، واعطوا مؤشرات عن قرب انتهاء المهلة الممنوحة لهم للتوافق على تسوية تخرج البلاد من الأزمة، فيما باريس تتمسك بضرورة الذهاب بعيدا في محاول ايجاد تسوية».
لا استسلام فرنسي
وما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الخلفيات الحقيقية لكل من يضع العراقيل امام التحرك الفرنسي. ان ما بعث به الموفد الفرنسي مكتوبا كان قد طرحه على الذين التقاهم في تموز الماضي شفهيا! وقد بات الفرنسيون على قناعة بان ثمة من يحاول ان ينصب لهم «فخا» دبلوماسيا بالتنسيق مع دول خارجية تريد احراج باريس التي باتت تتعامل بحساسية مفرطة مع كل اشارة سلبية في ظل ما تتعرض اليه من «تقهقر» وتراجع في مستعمراتها السابقة في الساحل الافريقي، ولا ترغب بان تتعرض «لصفعة» مماثلة على الساحة اللبنانية. لهذا لا تراجع في هذا الملف ولودريان سياتي الى بيروت وسيعقد لقاءات ثنائية مع كل الاطراف، قبل محاولة عقد لقاء جامع، وستكون له زيارات ماراتونية إلى لبنان لإعطاء الفرصة الكاملة للحل وهو لا ينوي الاستسلام اقله قبل وضع خطة عمل واضحة ومفصلة انطلاقا من جمع ملاحظات جميع الاطراف ليتم بعدها اسقاط الاسماء او اسم مرشح على ان يحصل من رئيس مجلس النواب نبيه بري تعهدا بعقد اجتماعات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**