كتبت صحيفة “الجمهورية” على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو انّ القراءات التي تلاحقت في الفترة الاخيرة، التي تخوّفت من جهة، من تداعيات التأزّم على خط الاتفاق النووي الايراني، وانعكاساته على مختلف ساحات الاشتباك بين الطرفين، والتي قاربت من جهة ثانية ما سمّته التعثر في مسار الانفراجات التي شهدتها المنطقة قبل اشهر قليلة وخصوصاً على الخط السعودي- الايراني، وأبدت تخوفها من انعكاساتها السلبية على النقاط المشتركة بينهما، من اليمن وصولاً إلى لبنان، قد بدأت تنعطف في اتجاه معاكس لهذا التعثر.
وفي قراءة لهذه التطورات، أبلغت مصادر سياسية مسؤولة الى «الجمهورية» قولها: «انّ الصورة العامة في المنطقة يبدو انّها انتقلت من نطاق التشاؤم الى التفاؤل، وخصوصاً بعد التطورات النوعية التي برزت، بدءاً من الاعلان عن مباشرة العمل في السفارة السعودية في ايران، ثم مباشرة عمل القنصلية السعودية في مشهد، وصولاً الى التطورات الأكثر نوعية والذي تجلّى بالأمس، في الدعوة الرسمية التي وجهّها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الإيراني الشيخ ابراهيم رئيسي لزيارة المملكة. والتي ستسبقها زيارة قريبة لوزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى المملكة».
واما بالنسبة الى الملف النووي، فتؤكّد المصادر انّه خلافاً للسلبيات التي أحاطته في الآونة الاخيرة يبدو انّه يشهد تقدّماً في مكان ما، بدليل الاتفاق المفاجئ بين واشنطن وطهران حول تبادل أسرى.
وفي رأي المصادر «انّ هذا الاتفاق بيدو على جانب كبير من الأهمية، وأهميته الكبرى تُقرأ في الغضب الاسرائيلي من هذا الاتفاق، وهو ما عكسه الإعلام الاسرائيلي».
يُشار في هذا السياق إلى انّ قناة «كان» الاسرائيلية، أشارت بكل وضوح إلى انّ خيبة أمل كبيرة تسود اسرائيل في اعقاب التوصل الى اتفاق تبادل الاسرى بين واشنطن وطهران، والذي يشمل ايضاً بنوداً تتعلق بالأنشطة النووية لطهران وسلوك الميليشيات العاملة في سوريا والعراق.
ونقلت القناة عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تامير هايمان، قوله انّ «هذا الاتفاق هو الأكثر سوءاً الذي يمكن أن تحققه الولايات المتحدة». وقد كتب هايمان على حسابه على «تويتر»: «الاتفاق النووي الأصلي الذي توصلت إليه إيران والقوى العظمى في 2015، والذي حاربته حكومة بنيامين نتنياهو في حينه يُعدّ حلماً وردياً مقارنة بالاتفاق الأخير الذي أُعلن عنه بين طهران وواشنطن».
على انّ هذه الإيجابيات، وكما تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، «تبقى منظورة ولا يعتدّ بها قبل ان تُترجم مفاعيلها في الساحات المعنية بها. واكثر من ذلك، يُخشى ان تُقابل بمحاولات لتخريبها ونسفها».
المصادر عينها، لا تُخرج العامل الاسرائيلي من سياق هذه المحاولات على اعتبار انّ اسرائيل تعتبر نفسها اكثر المتضررين من تفاهمات المنطقة وكذلك من الاتفاق النووي الايراني، وبالتالي تتصاعد الخشية من إقدام اسرائيل على خطوة ما لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وينبغي في هذا السياق التنبّه إلى تكثيف اسرائيل لضرباتها العسكرية في سوريا، كذلك ارتفاع وتيرة التهديد الاسرائيلية بصورة ملحوظة ضدّ لبنان في الآونة الاخيرة، والسيناريوهات التي يعرضها الإعلام الاسرائيلي نقلًا عن مستويات سياسية وخبراء عسكريين اسرائيليين عمّا يسمّونه الحرب الحتمية القادمة مع لبنان.
**