كتبت صحيفة “الديار”: ان الملف الرئاسي اللبناني سيبقى في»ثلاجة الانتظار الطويل»، واللبنانيون حسب مصادر مواكبة اضاعوا فرصة لن تتكرر في المدى المنظور لانتخاب رئيس للجمهورية جراء عدم استغلالهم للاجواء الوفاقية الإيرانية السعودية السورية والانسحاب الأميركي المؤقت من ملفات المنطقة خلال الأشهر الماضية، كون الصورة بدأت تميل الآن نحو انتهاء عهد المساكنة وبدء مرحلة جديدة من التوترات كشف عنها الكاتب توماس فريدمان وما نقله عن الرئيس بايدن» من قال ان واشنطن انسحبت من الشرق الأوسط.
وفي معلومات مؤكدة، ان ولي العهد السعودي كاشف مرجعية شيعية مؤخرا بالضغوط الأميركية التي يتعرض لها للتراجع عن سياسة الانفتاح مع إيران وسوريا، وسعي بايدن لعقد صفقة مع السعودية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية قائمة على التطبيع السعودي مع إسرائيل مقابل انسحابها الشامل من الضفة الغربية وقيام الدولتين، لكن العرض رفضته إسرائيل كليا وبررت ذلك، أنها لا تريد ان تتقمص معادلة حزب الله في جنوب لبنان على حدودها مع الضفة، هذا ما يفسر التوترات التي ظهرت مؤخرا بين نتنياهو والادارة الأميركية، وأكد ولي العهد السعودي للمرجعية الشيعية «ان بلاده آخر دولة تطبع مع إسرائيل».
وفي المعلومات، ان الإدارة الأميركية حاولت استغلال التعثر السعودي في معالجات الملف اليمني، نتيجة استمرار الاعدامات والحصار وعمليات القصف والتباطؤ في دفع الرواتب من قبل السعوديين، وقامت بالانفتاح المباشر على الحوثيين وعقد الحوارات معهم والتعهد بحل معظم معاناتهم ورفع الحصار البحري، والهدف فرض المزيد من الضغوط على السعوديين، وتتعامل الرياض بواقعية مع هذه الضغوط، وحولت منذ ايام مليار دولار للموظفين اليمنيين.
وفي المعلومات، ان ولي العهد السعودي اكد للمرجعية الشيعية التزامه بكل ما اتفق فيه مع إيران، وخلافا للتسريبات، فان السفارة السعودية في طهران فتحت منذ ٣ ايام ابوابها وبدات نشاطها رسميا بعد انجاز الإصلاحات في مقرها الاساسي حيث كان الموظفون يمارسون اعمالهم الطبيعية قبلها من فندق «اسبيناس بالاس»، اما السفارة الايرانية والقنصلية العامة بداتا نشاطهما رسميا في الرياض في 6 حزيران الماضي، وفي المعلومات التي نقلت، ان مشكلة الاميركيين ليست بالتوافق السعودي الإيراني بل بالرعاية الصينية للاتفاق ودخولها إلى منطقة النفط الأولى في العالم وتوقيع اتفاقات بمليارات الدولارات، وان عدم استجابة الرياض للمطلب الأميركي اخراج الصين من الاتفاقيات سيتم الرد عليه بافشال الاتفاقات السعودية مع ايران، وتوتير المنطقة من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وقطع الحدود السورية العراقية عبر القواعد الأميركية في شرق الفرات وربط منطقة التنف»بابو الكمال» وقطع المعبر الوحيد بين البلدين، واعلنت واشنطن عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى شرق الفرات تقدر بـ 3000 آلاف جندي، ومواكبة المارينز لبواخر النفط في منطقة الخليج، هذا التوجه الأميركي قد يشعل المنطقة من جنوب لبنان حتى الحدود العراقية السورية لان محور المقاومة لن يسمح في هذا الحصار وقطع طريق طهران – بغداد – دمشق – بيروت حتى لو وصلت الأمور إلى حرب شاملة.
وفي المعلومات ايضا، ان الضغوط الأميركية غير المسبوقة عرقلت المساعدات السعودية إلى سوريا، وبالتالي فان التريث السعودي مرده إلى الضغوطات الأميركية المنخرطة في ضرب كل التفاهمات، مع تأكيد الرياض الالتزام في كل ما تم التوصل له مع إيران وسوريا وهذا ما نقله وزير الخارجية السعودي إلى الإيرانيين.
والسؤال كيف سيرد محور المقاومة؟ هل عبر شن عمليات ضد القوات الأميركية في شرق الفرات ؟ او ضد إسرائيل من الجنوب اللبناني او الجولان؟ كلها أسئلة جدية ومطروحة في ظل الاتجاه الأميركي للهروب إلى الأمام وعدم السماح بموطئ قدم للصين في المنطقة، وفي المقابل، فان محور المقاومة لن يبقى ساكتا أمام عملية تجويع الشعب السوري وحصاره الخانق، حتى ان واشنطن عرقلت التفاهمات بين سوريا والاردن لمعالجة ملف النازحين والحد من عمليات تهريب الكبتاغون.
في ظل هذه الاجواء والعودة الأميركية الساخنة إلى المنطقة، لا مكان للملف الرئاسي ولا مكان للفرنسيين والسعوديين فيه بعد ان استعادته واشنطن من فرنسا والسعودية في كل تفاصيله، وهناك ضغط اميركي على الخماسية لإعلان التأييد لقائد الجيش العماد جوزف عون والضغط على بري لعقد جلسة لمجلس النواب او العقوبات، وفتح المواجهة على الساحة اللبنانية.
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**