أكّدت مصادر سياسية مطّلعة لـ “الديار” أنّ البطريرك الراعي يُشجّع على الحوار، والتلاقي ومدّ الجسور، وهو مع عقد أي لقاء يهدف الى الحوار والى تقريب وجهات النظر، وقد كان من أوّل الداعين اليه في فترة سابقة. كما أنّ المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، سبق وأن طلب من غبطته إدارة الحوار أو الدعوة اليه، غير أنّه لم يفعل بسبب التجارب السابقة غير المشجّعة في هذا الإطار. ولكن يمكن اعتبار “لقاء الديمان” أنّه يدخل ضمن الحوار الذي يريد لودريان حصوله بين الأحزاب السياسية قبل عودته المرتقبة في العاشر من أيلول المقبل، رغم أنّه لم يتناول الملف الرئاسي بشكل مباشر، لكنّه تطرّق اليه لا سيما عندما قال الراعي انّ ثمّة مرشَحَين للرئاسة وعلى مجلس النوّاب الذهاب لانتخاب الرئيس. وعندما ذكر في البيان الختامي الصادر عن اللقاء “وجوب اسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يقود عملية الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة”.
“الديار”: “لقاء الديمان” لقاء للتحاور لا يمكن أن يضرب “اتفاق الطائف”
وشرحت المصادر نفسها بأنّ اللقاء جاء بطريقة عفوية، وغير مخطّط لها، إذ جرى التوافق على عقده مع ميقاتي خلال زيارته الراعي الأربعاء الفائت خلال انعقاد مجلس المطارنة الموارنة، ولهذا لم توجّه الدعوات الى الوزراء للمشاركة فيه، وهو أمر لا يحصل عادة. كما أنّ الوقت لم يكن يسنح لذلك، ما يجعل المتغيّبين عنه معذورين.
ووجدت المصادر أنّ اللقاء كان بنّاء وقد ضمّ عناوين عديدة تتعلّق بالشعب اللبناني بما فيها أزمة النزوح السوري وتداعياته على الوضع في لبنان، والنظام المصرفي وحقوق المودعين، فضلاً عن قضايا تربوية، ومسائل مرتبطة بما يسمّى مجتمع “ميم” أو الشذوذ الجنسي، وصولاً الى أحداث مخيّم عين الحلوة. وهذا يعني أنّ التشاور تطرّق الى مسائل وطنية تهمّ الشعب اللبناني ككلّ، سيما أنّه دعا في بيانه الختامي “جميع السلطات والمؤسسات التربوية والإعلامية وقوى المجتمع والشعب اللبناني بانتماءاته كافة الى التشبّث بالهوية الوطنية وآدابها العامّة وأخلاقياتها المتوارثة جيلاً بعد جيل”.
المصدر:”الديار – دوللي بشعلاني”
**