لن يكفّ فيروس كورونا عن مفاجأتنا. في الأيام الماضية أعلنت منظمة الصحة العالمية عن «إدراج متحوّر جديد على قائمة المتحوّرات المنتشرة». وأُطلق على النسخة الجديدة من كورونا اسم «إريس» (آلهة الصراع)، وهي «أكثر قدرة على الانتشار من أوميكرون، النّسخة الأخيرة من الفيروس» التي كان يُعتقد لفترة بأنّها الأسرع من ناحية الانتشار، إذ إنه خلال أسبوعين فقط، تصدّر المتحوّر الجديد قائمة الإصابات، بعد السيطرة على 17% منها في الولايات المتحدة، وفقاً لمركز السّيطرة على الأوبئة CDC، في حين حصد 40% من الإصابات في بريطانيا، وتسبّب برفع حالات الاستشفاء بنسبة 12%.
إلا أنّ توقّعات الأطباء حول العالم مقلقة إذا ما قورنت بالوضع اللبناني، إذ «يتوقّع انتشار كبير للمتحوّر الجديد، من دون التخوّف من أن تشكّل موجة الإصابات المتوقّعة ضغطاً على المستشفيات في البلدان حيث نسب التلقيح عالية وتتجاوز 70%». ولكن، في لبنان، وبحسب أرقام منظمة الصحة، تبلغ نسبة الأشخاص الملقّحين من المقيمين بشكل تام (جرعتين) 47% فقط، ما يشير الى عدم الوصول إلى المناعة المجتمعيّة الكاملة، رغم مرور 4 سنوات على الجائحة، إضافة إلى «أنّ الإقبال على أخذ اللقاح الخاص بفيروس كورونا يقارب الصفر الآن في لبنان»، وفقاً لعازار.
وحول اللقاحات، يؤكّد البزري «الحاجة إلى إجراء دراسات أكثر حول فعاليتها على المتحوّرات الجديدة كلّها، إذ لا نعرف حتى الآن نسبة الحماية التي يمكن أن تؤمّنها». ويتخوّف من «إحجام الناس عن أخذ الجرعات التأكيديّة من اللقاحات»، معيداً السّبب في ذلك إلى «ضعف انتشار المرض في الفترة الأخيرة وانتشار أخبار ومعلومات خاطئة تعزو إلى اللقاح التسبّب بأمراض أخرى».
يشرح البزري طريقة عمل الفيروسات المشابهة لكورونا، مؤكّداً «عدم اندثارها، بل تحوّرها بشكل دائم، كي تستمرّ بالتواجد والتكاثر بيننا». وعلى صعيد الانتشار المجتمعي، يشير إلى «تحوّل الكورونا إلى مرض تنفّسي مستوطن في العالم، ودائم الانتشار»، مضيفاً: «الآن ولاحقاً، سنعيش مع كورونا، إذ لن تمرّ فترة بعد عام 2019 من دون تواجده لبنانياً وعالمياً».