كتبت صحيفة “الديار” بأن المعادلة الأخطر التي نتجت من أحداث مخيم عين الحلوة، وسيكون لها تداعيات خطرة على مجمل الوضع الأمني في البلاد، تمثلت بعودة داعش والنصرة وفتح الإسلام وجند الشام إلى قلب المعادلة في المخيم، وتحديدا في حيي الطيري والطوارئ بقيادة أخطر الإرهابيين بلال بدر وهيثم الشعبي» والفولز»، بعد ان نجحوا عسكريا في رسم خطوط للتماس وصد هجمات فتح وبناء كانتون إسلامي للمتشددين قد يؤمن الحمايات لكل الارهابيين مستقبلا وجر البلاد إلى الفتن المتنقلة؟
السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع: كيف عاد مسلحو داعش والنصرة وفتح الإسلام وجند الشام إلى عين الحلوة من شمال سوريا منذ نصف شهر وأكثر؟ كيف دخلوا؟ ما هي الطرقات التي سلكوها ؟ من ساعدهم وسهل لهم الدخول وأمن لهم الحمايات؟ ما هي اعدادهم؟ ما هو دور العديد من الأجهزة الأمنية العربية والدولية في اعادتهم إلى قلب المعادلة في عين الحلوة بعد ان خرجوا منها بعد معارك الطيري عام 2017 ولماذا في هذا التوقيت ؟ كيف دخل السلاح الثقيل إلى المخيمات التي ظهر فيها في المعارك الأخيرة؟ كلها أسئلة مطلوب الإجابة عنها من المعنيين واولها: ما سر تزايد النشاط الأمني الرسمي لأجهزة مسؤول المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج مؤخرا في المخيمات بقيادة محمد العمري، وتحديدا بعد التوترات على الحدود مع فلسطين المحتلة واتهام جهات فلسطينية بإطلاق الصواريخ ؟ هل هذا الإجراء مطلوب من الأمن الرسمي الفلسطيني لكشف مدى التنسيق بين قوى المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين؟
والسؤال ايضا: من هو محمد زبيدات الملقب بـ» الصومالي» الذي اطلق النار على ٣ عناصر من جند الشام، ومن حركه من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومن يقف وراءه (… ) كيف فر إلى خارج المخيم؟ من اغتال العميد ابو أشرف العمروشي مسؤول جهاز الأمن الوطني الفلسطيني ومرافقيه أثناء توجهه لاعتقال زبيدات قبل خروجه من المخيم؟
والسؤال ايضا: هل ما يحصل له علاقة بقطع الطريق على إلاجراءات لتعيين قيادة فلسطينية جديدة في الساحة اللبنانية وتقوية الأجهزة الأمنية الفلسطينية ؟
وحسب مصادر فلسطينية، فان ضبظ الأمور في عين الحلوة بات مستحيلا بسبب رفض الاسلاميين تسليم قتلة العرموشي وانسحاب المسلحين من الشوارع، وهذا ما يجعل وقف إطلاق النار هشا نتيجة عدم وجود مرجعية فلسطينية لبنانية لضبط الأوضاع، كما أن المخيم بات مربعات أمنية وخطوط تماس لفتح دحلان بقيادة اللينو، وفتح صبحي العردات الرافض لوقف إطلاق النار وفتح محمود عباس وماجد فرج، بالإضافة إلى المربع الأخطر للارهابيين في الطوارئ بقيادة بلال بدر وهيثم الشعبي اللذين قادا المعارك وتتهمهما فتح باغتيال العمروشي، بالإضافة ايضا إلى مربع عصبة الأنصار بقيادة ابو محجن، وقد أدى قائدها جمال خطاب دورا لوقف المعارك بطلب من حزب الله.
والسؤال المطروح ايضا: هل خرج المخيم عن سلطة الوصاية للدولة اللبنانية؟ وما المانع من تمدد هذه الحالات والظواهر إلى باقي المخيمات، وتحديدا مخيمات بيروت في ظل النشاط الإرهابي على أطراف مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة؟ وحسب مصادر فلسطينية، فان هذه الخلايا، وتحديدا بجانب تعاونية صبرا، تحت المراقبة؟ اما الذين يدعون إلى دخول الجيش اللبناني، فهؤلاء سذج ويريدون توريط الجيش في معركة لا نهاية لها؟ كما أن الجيش يحتاج إلى غطاء عربي وتغطية دولية، والجميع يعلم أن «إسرائيلط تجنبت عام 1982 الدخول إلى عين الحلوة.
وحسب المصادر الفلسطينية، الحل في النهاية لن يكون الا سياسيا، مع ضبط المخيمات وتفعيل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني المشلولة نتيجة الخلافات بين اعضائها ورئيسها بلال الحسن والسفير الفلسطيني اشرف دبور الذي سينقل قريبا من لبنان حسب المصادر الفلسطينية، علما ان الاجتماع الأخير في السفارة الفلسطينية في بيروت لم يصل إلى نتيجة، وشهد نقاشات عاصفة بين فتح وحماس، ورغم ذلك فان قرار حماس والجهاد الإسلامي وعصبة الأنصار بعدم الدخول في المعارك قد يسهل الوصول إلى وقف هش للنار.
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**