كثّفت السلطات الصينية عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على بكين، والتي لم تشهد لها العاصمة الصينية مثيلاً منذ 140عاماً. فيما شهدت اليابان انقطاع الكهرباء عن مئات آلاف السكان جنوب البلاد جراء إعصار “خانون”.
واوضحت هيئة الأرصاد الجوية في بكين إن العاصمة الصينية شهدت خلال الأيام الأخيرة “أشد تساقط للأمطار منذ 140 عاماً” أي منذ بدأت سلطات المدينة تدوين السجلات. وأفادت أن “الكمية القصوى من المتساقطات المسجّلة خلال هذه العاصفة، بلغت 774,8 ملم، وسجّلت بخزان وانغجيايوان في تشانغبينغ”. وأوضحت أن الكمية القياسية السابقة كانت 609 ملم وتعود إلى العام 1891.
وتراجعت غزارة الأمطار في بكين، وانتقل التركيز إلى محافظة خوباي المجاورة لها. وتظهر لقطات جوية في مدينة جاوجو في خوباي، شوارع تجارية استحالت أنهاراً من المياه الموحلة، وأراضي زراعية غمرتها المياه، تقدّر مساحاتها بالكثير من الكيلومترات المربعة.
وشوهد عمال إغاثة يحملون معهم على متن قوارب، كميات من الخبز ومياه الشرب والنودلز السريعة التحضير لإيصالها إلى سكان لم يتمكنوا من الخروج من مناطق غمرتها المياه أو فضّلوا البقاء في أماكنهم رغم ذلك. وفي مقاطعة فانغشان بالعاصمة، غمرت المياه متنزّهاً بالكامل، وتكدست أطنان من النفايات أسفل جسر بعدما جرفتها المياه من أماكن أخرى. وشوهد عناصر إنقاذ يستخدمون قوارب مطاطية في شوارع غمرتها المياه، بينما كان بعض السكان يتشبثون بسقالات بانتظار الحصول على المساعدة. وفي ظل تراجع غزارة الأمطار، انتقل التركيز إلى عمليات الإغاثة.
وأكدت “شينخوا” أن المئات من أفراد جمعية الصليب الأحمر توجهوا إلى المناطق الأكثر تضرراً للقيام بعمليات رفع الأنقاض والتنظيف وإجلاء المصابين. وقتل اثنان من عمال الإغاثة، ولايزال 13 شخصاً في عداد المفقودين، بينما تمّ إنقاذ 14 آخرين.
وحضّ نائب رئيس الوزراء جانغ غوه كينغ على بذل كل الجهود للعثور على المفقودين، واوضح جانغ إن “الأولوية القصوى للعمل الراهن هي إنقاذ حياة الناس”، وتستعد الصين لإعصار جديد هو “خانون” الذي يقترب من سواحل البلاد الشرقية.
وفي اليابان التي ضربها إعصار “خانون” المصحوب بالرياح العاتية والأمطار الغزيرة، حيث انقطعت الكهرباء عن مئات آلاف السكان جنوب البلاد، وحذّرت وكالة الأرصاد اليابانية من فيضانات وانزلاقات للتربة في أجزاء من جزيرة أوكيناوا. فيما أُلغيت 400 رحلة جوية إلى أوكيناوا وغيرها من الجزر في المنطقة ما أثّر في أكثر من 65 ألف راكب كانوا يقضون إجازاتهم في المنتجعات الاستوائية المطلة على البحر.
وصدر تحذير لسكان أوكيناوا والجزء الجنوبي من منطقة كاغوشيما إذ دعت السلطات أكثر من 690 ألف شخص إلى إخلاء منازلهم، والانتقال إلى مكان آمن.
**