لم يخمد الحريق الذي اشتعل مساء أمس في معمل القماش على طريق المطار، خلف «تعاونية العاملية»، وأدّى إلى مقتل العنصر في «الدفاع المدني» محمد الديدي، وإصابة 4 آخرين من فوج إطفاء الضاحية الجنوبية، بإصابات طفيفة. ويقول رئيس الفوج حسين كريم، لـ«الأخبار»: «قلّما نواجه حرائق من هذا النوع، ظننا أننا سنخمد الحريق عند الـ 12 ظهر اليوم، لكنّنا أخطأنا التقدير». ويوضح أن «الأمور لم تفلت من أيدينا، لكننا لم نسيطر عليها في الوقت نفسه»، مُعرباً عن تعويله على الوقت لوقف اشتعال المواد في داخل المعمل.
وكان الحريق الذي اندلع في الطبقة الثانية تحت الأرض في مبنى سكني قد أثار ذعر سكان المبنى، الذين جرى إخلاؤهم. ويروي علي إبراهيم، أحد سكان المبنى، كيف «غطّى الدخان المكان وازداد انفلاشاً مع الوقت وتغيّر لونه، كما اقترب الحريق من مولدَي كهرباء في الأبنية المجاورة، عدا عن أن طول فترة الحريق تُهدّد سلامة البناء، لأن النار تشتعل في الطبقة الأولى حيث الأساسات». ويشكو من أن خطورة الحريق لم يقابلها استجابة من الجهات المسؤولة، من «عناصر الإطفاء الذين أُنهكوا، فتراجع عددهم من 120 أمس إلى 20 عنصراً بعد ظهر اليوم، إلى بلدية برج البراجنة التي جاءت متأخرة واكتفت بطلب إخلاء المبنى الذي سبق أن أخليناه ليلاً، إلى القوى الأمنية التي كان حضورها متواضعاً ومتزامناً مع وصول وسائل إعلامية للتصوير».
ويعزو كريم صعوبة إخماد الحريق إلى المواد المشتعلة داخل المعمل من: قماش ونايلون وماكينات لايزر تستخدم للرسوم والتصاميم. ويشرح أنه «لم يكن هناك اشتعالاً كافياً لمعرفة مصدر الحريق ومكافحة ألسنة اللهب، عدا عن الانبعاثات السامة وارتفاع درجة الحرارة الناتجة عنه». ويضيف: «الدخان الأبيض الذي صدر حجب الرؤية على العناصر، فعادة يكون لون الدخان بين الأسود والرمادي فندخل ضوءاً أبيض لنرى، ما لم نستطع تطبيقه هذه المرة».
إضافةً إلى ذلك، صعّب التقسيم الهندسي للمعمل المهمة على فرق الإطفاء، فـ«نحن في عالم الإطفاء نعطي العنصر الذي يرتدي الجهاز 20 دقيقة داخل مكان الحريق ريثما يفرغ الأكسجين في الجهاز، إلا أن العنصر الواحد استغرق نحو 7 دقائق للوصول ومثلها للعودة، فلم يبق للإطفاء غير 6 دقائق».
لوجستياً، يشير كريم إلى أنه «ليس هناك مشكلة في عدد العناصر ولا في تأمين المياه، وإنما في أجهزة التنفس، إذ نعاني في الفوج كما في باقي الفرق في الدفاع المدني قلّة عدد الأجهزة، نحن مثلاً نملك 7 منها وعندما يفرغ الجهاز لا يمكن ملؤه فوراً».المصدر:”الاخبار – زينب حمود”
**