تتوالى احداث اكتشاف اطفال رضع، وروايات عن قضايا انسانية مريعة في الشمال…
ابرزها مؤخرا قضية الرضيعة التي وضعت في كيس اسود، ورميت بين اكوام النفايات على جانب الطريق بالقرب من بلدية طرابلس. القصة حديث الساعة بين سكان المدينة، خاصة ان من وجدها لم يخطر في باله ان يكون في الكيس طفلة رضيعة، لولا انه لم يسمع صوت انينها، حيث دفعه صوتها الى سحب الكيس من فم الكلب، وحين فتحه صدمه مشهد الرضيعة التي كانت تبكي والدم ينزف من وجهها.
اوساط طرابلسية اعتبرت ان هذه الحادثة تعبّر عن مدى قساوة قلب هذه العائلة، وان هذا الفعل جريمة ضد الطفولة، وجريمة موصوفة ضد الانسانية، والمطلوب فتح تحقيق شامل والكشف عن هوية هذه العائلة، وانزال اشد العقوبات بها.
يروي احد المارة في المنطقة التي وجدت فيها الطفلة، انه شاهد سيدة تحمل كيسا اسود وضعته جانبا ورحلت، في البداية استغرب وضع السيدة للكيس على جانب الطريق، علما انه لا يوجد مستوعب للنفايات، لكن الغريب في الموضوع، يقول الشاب، ان السيدة لا بد انها لمحت عدد الكلاب المتشردة التي كانت تقف جانبا، وكل الاكياس كانت تمزقها لتسد جوعها، مستغربا فقدان كل مشاعر الرحمة والانسانية لديها، وهي أمرأة لا بد انها فاقدة الانسانية، وهي ترمي رضيعة فريسة للكلاب.
يقول الشاب ان كل الرأي العام يعتبر انه لو لم يسمع صوت البكاء لم يخطر بباله ان ينتشل الكيس من امام الكلب ويفتحه، والا كانت الطفلة حينئذ وجبة طعام للكلب الجائع. واكد الشاب ان السيدة التي رمت الطفلة لا يوجد في قلبها اي رحمة، بل انها عديمة الانسانية لانها وضعتها في كيس النفايات ورمتها بهذه الطريقة، وهو دليل على انها ارادت قتلها، لكن الكلب الذي سحب الكيس انقذ حياة الطفلة، رغم انه قذف الكيس في الهواء مرات ومرات، ثم تدخلت العناية الالهية بان يسمع الشاب صوتها وينقذها.
واكدت اوساط متابعة ان القوى الامنية تتابع ادق التفاصيل، وتعمل على ايجاد ادلة تكشف هوية “الام القاتلة”.
اما بالنسبة لوضع الطفلة حاليا، فقد تم نقلها الى المستشفى الحكومي في منطقة القبة للمعالجة وتضميد جراحها، التي تسبب بها الكلب حين جرها على الارض وراح يتقاذفها في الهواء، ثم وضعت في الحاضنة الى حين ان تتعافى ليتم نقلها بعد ذلك الى احدى دور الايتام.
واشارت اوساط متابعة الى ان كشف جنسية والدة الطفلة ليس مستحيلا، خصوصا انها رمتها بالقرب من بلدية طرابلس، وهذه المنطقة فيها كاميرات مراقبة، وليس مستحيلا كشف هوية حاملة الكيس الاسود في ذلك الوقت. واكدت الاوساط ان هذه القضية اصبحت قضية رأي عام في المدينة، والجميع بانتظار ما يمكن ان يظهره التحقيق، ومعاقبة صاحبة هذا العمل الوحشي، ليكون عبرة لمن تسول له نفسه ان يرمي طفلا على قارعة الطريق وسط الكلاب الشاردة.
وكشفت المصادر ان التحقيقات جارية على قدم وساق، ولفتت الى ان منطقة التل باتت منطقة تعج بالنسوة الشحادين اللواتي يحضرن صباحا ويفترشن الارض، اضافة الى حديقة المنشية التي تحولت الى مكان مخصص للقيام باعمال منافية للاخلاق ، وكل ذلك يجري على بعد امتار من مقر بلدية طرابلس والمراكز الامنية دون حسيب ورقيب. واكدت المصادر ان احدى هؤلاء النسوة كانت حاملا، وشكوك كبيرة تدور حولها على انها “الام القاتلة”، وسط مخاوف من اهمال هذا الملف ومتابعته ومعاقبة المسؤولين.