أسف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال المجلس العاشورائي المركزي في الليلة الثالثة من محرم، على ما جرى في السويد، من عمل قبيح جديد يدنس مصحفنا الشريف”.
وقال: “للدقة هناك من أشار الى أنه تمّ حرق القرآن من قبل هذا الملعون، وهناك من قال إنه دنس القرآن، هذا بحاجة إلى تدقيق لأن من الفيديوهات التي شاهدناها لا يظهر الحرق لكن يوجد تدنيس، لأنه كان يُمسك القرآن والعياذ بالله المصحف ومن ثم يضعه على الأرض، ولا نعرف ماذا يفعل به لأن الصورة مُعتمة، فالواضح أنه يدوس عليه، أيضاً علم دولة مهمة جداً في المنطقة، الدولة العراقية علم العراق، الذي هو إهانة لدولة العراق وشعب العراق كله، وأيضاً صور زعماء دينيين، الواضح أنه وبإذنٍ من الحكومة السويدية، مع العلم أنه في المرة الماضية الحكومة السويدية قالت: هذا خطأ ونحن لسنا موافقين، لكنهم عادوا وأجازوا، وهذا الذي حصل اليوم (أمس)”.
أضاف: “أنا أُريد أن أُلفت لأنه نفس الشخص الذي هو فلان الفلاني، وهو عراقي مسيحي، يعني هذا مقصود أن يكون عراقي مسيحي، من نفس الدولة ويتكرر بشكلٍ آخر الإهانة والتدنيس، وعندما أتى ودنس العلم ودنس الصور، لا تُؤاخذونني أنا لا أتكلم عن أسماء لأنني لم أرَ بعد الفيلم الخاص بالصور، لكن قالوا لي أنها صور لِقادة، يعني سماحة القائد وأيضاً صورة السيد مقتدى وآخرين، لا أعرف إذا كانت توجد صور أخرى أو لا.”
ورأى ان ما جرى هو “لِمزيد من الإستفزاز، يعني هو يستفز الإيرانيين ويستفز العراقيين ويستفز الدولة في العراق ويستفز الشعب العراقي ويستفز الدولة في إيران ويستفز الشعب الإيراني، وربما هذه الجهة الحمقى التي تقف خلفه ذهبت إلى هذا المستوى، كأنها تُريد أن يكون المشكل مع إيران والعراق فقط أو مع الشيعة، ان هذه رموز شيعية، وهؤلاء حمقى والله جعل أعداءنا من الحمقى، تدنيس المصحف يمس كل المسلمين، سنة وشيعة أياً كان مذهبهم، كل مسلم على وجه الأرض يعتبر هذا المصحف مصحفه وقرآنه ومُقدسه، ولا يُمكن أن يتحمل هذا المستوى من الإساءة المُتكررة”.
أضاف: “يبدو ان هناك إصرارا إسرائيليا موساديا على الإستفزاز من أجل الدفع إلى الفتنة، رأوا أنه في المرة الأولى لم تؤخذ الفتنة في العراق، خصوصاً في العراق بين المسلمين والمسيحيين، يبدو أنهم يدفعون أكثر بإتجاه هذه الفتنة، التي يجب أن نَحذر منها جميعاً في العراق وفي غير العراق”.
ورأى ان “الرد العراقي، وما قامت به الحكومة العراقية مهم جداً وشجاع وحكيم ومُناسب وصحيح، عندما استدعت القائم بالأعمال العراقي من السويد، وطلبت من السفيرة السويدية أن تُغادر (العراق)، هذا الموقف ممتاز، لأن الانسان يسأل اول الأمر: لماذا العراق؟ لأن هذا الشخص الذي فعل ذلك هو عراقي، والقضاء العراقي طالب بإعادته إلى العراق والسويد لم تُسلمه، عندما نَصل إلى هنا والذي يتبين أنه يوجد تكرار ويوجد إصرار على الإعتداء على المصحف، من حق الناس أن تُعبّر عن سخطها وعن غضبها وهذا طبيعي جداً”.
وقال: “إذا أردنا الا يتكرر هذا الموضوع، على كل الدول العربية والإسلامية أن تفعل كما فعل العراق، وأنا في آخر مرة قُلت أن الحل هو تهديد السويد بِقطع العلاقات معها”.
وسأل:” اذا الدول العربية والإسلامية وهي فوق الخمسين دولة، سحبت سفراءها من السويد، وطلبت من سفراء السويد أن يُغادروا بلداننا ودولنا العربية والإسلامية، ماذا يحصل في السويد وحكومتها ومصالحها؟”
أضاف: “فكرة مًقاطعة البضائع السويدية جيدة، لكن الذي يَهز السويد وحكومتها، ويُربي كل دول العالم، عندما يَروا، أن الدول الإسلامية ليست دولاً ضعيفة ولا دولا فقيرة، بل أن السويد لها مصالح ضخمة مع العربية والإسلامية، أكيد هذا الموضوع يُوقف ويُصبح له حد”.
ودعا “الشعوب العربية والإسلامية إلى مُطالبة حكوماتها من الليلة وغداً، وغداً هو يوم جمعة (اليوم)، مُطالبة حكوماتها بأن تسحب سفراءها من السويد، وأن تطرد سفراء السويد من بلداننا العربية والإسلامية، هذا أضعف الإيمان، وإذا عادوا إلى ذلك، الخطوة اللاحقة يجب أن تكون قطع العلاقات الديبلوماسية مع السويد، يعني أن نُعاقبهم كعقاب موسى للسامري: لا مِساس، إبتعد عنا، أنت في حالك ونحن بحالنا طالما أنت مُصر على العدوان، هذا لا مِساس.”
وتابع: “هناك أمران نُريد أن ندعو إليهما الليلة، الدعوة الأولى: هي في ضوء هذا التطور الذي حصل، أنا أدعو جميع الإخوة والأخوات غداً إلى أن يحضروا إلى المساجد لصلاة الظهرين، صلاة الجمعة حسب الصلاة التي تُقام، في كل القرى في كل المدن في كل الأحياء، وألا يكون يوم غد يوم جمعة عاديا، يجب أن تمتلئ المساجد والمُصليات ومحيط المساجد بالمصلين، نُصرةً لِمصحفهم ومُقدسهم، وبعد الإنتهاء من الصلاة، سواءً الذين صلّوا أو أهل البلدة أو أهل الحي التجمع أمام المسجد، الإعتصام أمام المسجد لمدة من الزمن، وأرجو من الإخوة أئمة المساجد حتى لا نَعود نُوزع المسؤولين على المساجد، أئمة المساجد هم يتكفلون بِتوضيح الموقف للناس، فظاعة ما يُرتكب في حق مُقدساتنا، وعنوان إعتصامنا غداً أمام كل المساجد في لبنان، في كل قرانا وأحيائنا ومدننا يجب أن يكون قسمين: عنوان عام: نحن كجزء من الشعوب العربية والإسلامية نُطالب حكومات العالم العربي والإسلامي إلى سحب السفراء من السويد، وطرد سفراء السويد من دولنا العربية والإسلامية”.
وأضاف: “هذا نداء عام، ونداء خاص أُوجهه أنا الليلة وغداً كلنا نُريد أن نُؤكد عليه في اعتصامات بعد صلاة الجمعة، وبعد صلاة الظهرين يوم الجمعة، وهو أن نُطالب الحكومة اللبنانية بِسحب السفير إذا كان يوجد سفير أو القائم بالأعمال إذا كان يوجد قائم بالاعمال من السويد، احتجاجاً على تدنيس مُقدس المسلمين، وهذا لا يُناقش فيه أحد من المسؤولين، وأعتقد أن أهلنا وأحباءنا من المسيحيين في لبنان يتضامنون معنا أيضاً في هذا الأمر، ويتكافلون معنا”.، وأيضاً نُطالب الحكومة اللبنانية إذا كان يوجد سفير للسويد في لبنان أو قائم بالأعمال، أقول إذا.. وإذا.. لأنني لم ألحق لأتأكد اليوم، إذا كان يوجد سفير للسويد في لبنان أو قائم بالأعمال، أن تقوم بِطرده من لبنان، هذا أضعف الإيمان، إخواني وأخواتي هذا أضعف الإيمان”.
وتابع: “الدعوة الثانية: كان قد اتفق عليها بين حزب الله وحركة أمل قبل أيام، وكان هناك بيان في خصوصها، لكن هذا اتفقنا عليه قبل التدنيس الجديد، وهذا نُريد ان نُكمل فيه، في كل مجالس غداً، مجالس حزب الله ومجالس حركة أمل، المجالس المشتركة بيننا، وندعو بقية المجالس إلى قراءة جماعية لِدقائق عدة، أدعو جميع الحاضرين إلى أن يجلبوا معهم المصاحف، في يوم غد يجب أن يرى العالم كُله عندما يُدنس مصحفنا كيف نَحتضنه هنا ونفتحه ونقرأه، ونُسمع صوتنا للعالم، ونَقول لكل العالم: هذا المصحف سنحميه، سنحميه بأرواحنا، سنحميه بقلوبنا، سنحميه بدمائنا، سنحميه بفلذات أكبادنا، وهذه هي مسؤوليتنا جميعاً.”
وختم: “أمام المساجد ظهراً، جميعكم مُدعوون لِنصرة مُقدسكم ومُصحف نبيكم محمد، وفي ليل الغد كُلكم مُدعوون كما في الظهرين، في الظهر، كُلكم مُدعوون أن نأتي رجالاً ونساءً، ونحتضن نسخةً من المصحف، ونأتي بها إلى مجالسنا، لِيرى العالم كيف نَحتضن مُقدسنا ومُصحفنا. واللقاء غداً (اليوم) إن شاء الله بينكم وبين هذه المسؤولية الكبيرة.”
**