أتى اعتذار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن تَرَؤس الوفد المُفترض ليزيد من الالتباسات التي تحيط بمهمته. وقد فتحَ الباب أمام اجتهادات عدة في تفسيره، خصوصاً انه تَرافقَ مع بيان البرلمان الأوروبي الذي أصَرّ على بقاء النازحين في لبنان، رغماً عنه!
ولكن ما مصير الوفد الوزاري بعد انسحاب بوحبيب؟
يؤكد وزير المهجرين عصام شرف الدين لـ»الجمهورية» انه سيطرح مسألة ذهاب الوفد الوزاري الى سوريا على جلسة مجلس الوزراء المقررة الاثنين المقبل، كاشِفاً انه طلب من الأمين العام لمجلس الوزراء إدراج هذا البند على جدول أعمال الجلسة، وقال: «آمُل في أن يوافق الرئيس نجيب ميقاتي، وإذا لم يفعل فإنني سأُبادِر الى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال لأنه لم يعد جائزاً الاستمرار في إضاعة الوقت بينما البرلمان الأوروبي يحاول ان يفرض علينا أمراً واقعاً، وأن يجبرنا على إبقاء النازحين، في انتهاكٍ صارِخ لسيادتنا».
ويكشف شرف الدين انه سبقَ له ان اقترح على المسؤولين السوريين تنظيم «يوم للعودة» في كل شهر، تُمنح خلاله تسهيلات قصوى للعائدين مع مقتنياتهم «على أن يكون من حق أيّ منهم الرجوع إلى لبنان في اليوم نفسه اذا وجد عراقيل او ضغوط تواجهه في بلده»، موضحاً انّ دمشق أبدَت الاستعداد الكامل للتجاوب مع أي طرح يساهم في معالجة هذا الملف، «وتبقى تفاصيل يجب أن يَبتّ بها الوزراء المعنيون عندنا وعندهم».
ويعتبر انّ «أفضل رَد على بيان البرلمان الأوروبي يتمثّل في تزخيم العودة الآمنة، لا الطوعية، على قاعدة انّ كل شخص لديه مكان إقامة جاهِز في بلده وليس مطلوباً لخدمة العلم وليس معارضاً وغير إرهابي، يكون لِزاماً عليه مغادرة لبنان»، موضحاً انه «يمكن تحديد الحالات التي لم يعد من مبرر لبقائها عبر مَسحٍ نُجريه لمخيمات النازحين».