عاد الهدوء الى الحدود الجنوبية بعد التوتر الذي ساد في الايام القليلة الماضية، وفيما يواصل الاميركيون التحرك دبلوماسيا لمنع انزلاق الاحداث نحو مواجهة مفتوحة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، «الجيش الإسرائيلي للتحرك ضد الخيم التي أقامها حزب الله قرب الحدود، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة مجرد «ثرثرة» لا تغني ولا تسمن عن جوع ومجرد تهديدات فارغة في ظل نجاح حزب الله في فرض معادلة ردع اقر بها بالامس معظم المحللين الاسرائيليين الذين حاولوا تشريح خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، واشاروا الى ان الحزب يستغل الوضع لمصلحته، و«اسرائيل» تبدو ضعيفة والسيد نصرالله يستغل ذلك. من جهتها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية ان على الحكومة التركيز الان على أربعة أمور تحسبا للاسوأ: تحسين الدفاع عن بنى تحتية مدنية، وهو موضوع مهمل منذ سنين؛ ووقف إجراءات تخلق مساً بالوحدة خصوصاً وحدة الجيش وحيال المجتمع الدرزي؛ وتحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية؛ وفحص مدى استعداد لبنان لترسيم حدود برية متفق عليها مع «إسرائيل»، بتعاون الأمم المتحدة وفرنسا.
نصرالله يفرض اجندته
ووفقا للقناة 12، فان التقدير ان السيد نصرالله لا يريد حربا ولكنه اختار توقيت مناسبا لفرض التنازلات على «اسرائيل»، وهو فرض تحديا في مزارع شبعا، لم تستطع «اسرائيل» ان تمنعه او ترد عليه، ويتحكم بجدول الاعمال ويجبرنا على التحرك تحت التهديد لفرض وقائع على الارض، والان بات الملف في يد المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الذي نجح في الترسيم البحري ويتحرك الان على مستوى البر. وفي هذا السياق، كشف متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أي انتهاكات للخط الأزرق وتأثيرها في الاستقرار والأمن في كل من لبنان و «إسرائيل»، داعيا الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية التي تقوض الأمن والسلامة. وقال «ندعو لبنان إلى العمل من خلال اليونيفيل لحل أي انتهاكات من هذا القبيل». وأضاف «تؤكد هذه الانتهاكات فقط حاجة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق المهمة الرئيسية على طول الخط الأزرق، وهذا الأمر حاسم لمنع دورات التصعيد». وحول زيارة آموس هوكشتين لـ «اسرائيل» وعما اذا كانت تضمنت نقاشا حول الملف اللبناني، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية «ليس لدينا أي تعليق على المحادثات الدبلوماسية الأميركية الخاصة التي ربما حدثت أو لم تحدث».
لا داعي للقلق
ووفقا لمصادر معنية بالتطورات جنوبا، لا يجب القلق من التطورات الميدانية لان الاسرائيليين يخشون القيام باي خطوة متهورة، وهم يحتاجون الى «سلم للنزول عن الشجرة» وسيستغلون الدخول الاميركي على الخط للدفع نحو ايجاد تسوية. اما اذا رضخ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لضغوط وزراء اليمين وقام «بدعسة ناقصة» فسيكون الرد من حزب الله قويا جدا.
**