ألقى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمة، لمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة لبدء حرب تموز، استهلها بالقول: “يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:.”قبل أن أبدأ بالكلمة من واجبي وإن متأخراً أن أُبارك بالأعياد الكبيرة والمجيدة، عيد الأضحى المبارك وعيد الغدير المبارك وعودة حجاج بيت الله الحرام سالمين غانمين، الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم حجّهم وسعيّهم.”
أضاف: “في كلمتي هذه الليلة سأتحدث كلمة في المناسبة ومنها سنطل على جنين، كلمة عن الوضع عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وكلمة عن الوضع السياسي الداخلي، ولكن قبل أن أبدأ بهذه الكلمات أود أن أتحدث قليلا عن مسألة حرق المصحف في السويد، لأنها حادثة خطيرة ومؤلمة وسيئة جداً ومُدانة، ويجب أن يستنكرها ويُدينها كل حُرٍ وشريفٍ في هذا العالم، والتعبير عن الإدانة بكل الأشكال المشروعة، كما يحصل بالفعل، هنا في هذا االمختصر أريد أن أشير إلى مسألتين، المسألة الأولى دائماً عندما كان يُقدم شخص ما على حرق المصحف الشريف أو الإساءة الى رسول الإسلام محمد سواءً من خلال أفلام أو من خلال بعض الصحف الكاريكاتورية أو ما شاكل، يشعر الإنسان بوجود مؤامرة ما، يعني الموضوع ليس موضوعاً شخصيا عند هؤلاء الأشخاص أو قصة حرية تعبير أو ما شاكل، في الحادثة الأخيرة وعلى ضوء معلومات تؤكد بان الشخص الذي أقدم على حرق المصحف في السويد، وهو مسيحي عراقي، ونضع خطين تحت مسيحي وسأعود لها، أنه على علاقة بالموساد الإسرائيلي، هذا يجعل الشبهة اكبر بكثير، يعني أن يُختار شخص مسيحي لِيحرق كتاب المسلمين، والمصحف الشريف، هذا ليس أمراً شخصياً أو حقداً شخصياً او مبادرةً شخصيةً، هناك من يقف خلف هذا الأمر، عندما نكتشف علاقة هذا المجرم بالموساد نَفهم انه هناك عقلاً صهيونياً شيطانياً يُخطط للصراع بين المسلمين والمسيحيين، لأنه يعرف بأن المسلمين لن يسكتوا عن المس بمقدسٍ عظيمٍ كالمصحف الشريف، وعندما يقوم بالعدوان على هذا المصحف شخص مسيحي حينئذٍ ستكون رد فعل المسلمين او بعض المسلمين على المسيحيين أوعلى مقدسات ورموز المسيحيين، هذا العقل الشيطاني الصهيوني يُريد فتنة بين المسلمين والمسيحيين في أكثر من مكان في العالم، وهذا ما يجب ان نتنبه له جميعاً، هنا أريد أن أتكلم بمسألتين، المسألة الاولى: الإنتباه إلى الفتنة، طبعاً عندما بادرت الفاتيكان بشخص البابا وكنائس مسيحية كبرى في العالم، في الغرب وفي الشرق وفي البلاد العربية والإسلامية، طبعاً كان مُلفت مستوى وعدد البيانات الصادرة عن الكنائس المسيحية في العراق لأن هذا الشخص عراقي، مسيحي عراقي، وكان يُخشى مثلاً أن يقوم بعض المشبوهين بالحد الأدنى، أو بعض المُتحمسين بالإعتداء على مقدسات مسيحية في العراق وهذا الحمد الله لم يحصل، إن تنديد الكنائس ورجال الدين الكبار من المسيحيين على إختلاف مذاهبهم بهذه الجريمة كان أمرً مهماً جداً وساعد ويُساعد على قطع طريق الفتنة، هذا ما يجب ان نَنتبه إليه، لو تكرر هذا الحادث يجب ان نُدين بالطريقة المشروعة، ولكن علينا ان لا ننجر إلى فتنة، يجب أن يتعاون المسلمون والمسيحيون على منع المس بالمقدسات، ويجب أن يتعاونوا أيضاً على عدم الإنجرار إلى أي فتنة، عندما يعتدي شخصٌ ما على المصحف الشريف لا يجوز ان نُحمّل المسؤولية للمسيحيين أو للمقدسات والرموز المسيحية، خصمنا هو من إرتكب الجريمة ومن يقف خلفه ومن سمح له أيضاً.”
وتابع: “المسألة الثانية: أنه في قضية الحادثة الأخيرة في حرق المصحف وخلافا لحوادث سابقة، شهدنا موقفاً متقدماً نسبيا في العالم العربي والعالم الإسلامي وعلى مستوى الدول، على مستوى الشعوب، هذا أمر معتاد ان نرى مظاهرات في أكثر من بلد عربي، في اليمن والعراق، وفي اكثر من بلد إسلامي، في إيران وباكستان وأندونيسيا ….الخ، لكن كان المُلفت أنه كان هناك موقفاً متقدماً، سواءً من الدول العربية او الدول الإسلامية، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، هذا الموقف المتقدم نسبياً، طبعاً هو لم يرقى إلى طموح شعوبنا العربية والإسلامية، جعل الغرب ينتبه، مما أدى إلى إصدار بيان من الإتحاد الأوروبي وهذا لم يحصل سابقاً، بيان من وزارة الخارجية الأميركية وهذا لم يحصل سابقاً، تراجع الحكومة السويدية وأصدرت بيان والخارجية السويدية وأيضاً هذا لم يحصل سابقاً، في المرة السابقة أصروا، لأن حصل مثل هذا الحادث من قبل، الحل هو هنا في الحقيقة، الشعوب يجب أن تُطالب الحكومات في العالم العربي والإسلامي ان يكون لها موقف أكثر صرامة، هذه الدول الغربية لا يَعنيها لا المقدسات ولا الرموز ولا الكرامات ولا القيم، ويوم بعد يوم يتم إثبات هذا الموضوع، أكثر هذه الحكومات الغربية إلهها هو المال، وبالتالي ذهاب الدول الإسلامية والعربية، والتهديد بقطع العلاقات مع السويد وأمثال السويد هو الذي يجعل هؤلاء يرتجفون ويخافون ويتراجعون، عندما تمس بما هو أساسي بالنسبة إليهم، وطبعاً لا يجوز أن يكتفي الموقف بما حصل حتى الآن، بل يجب أن نُطالب دولنا وحكوماتنا في العالم العربي والإسلامي ان تواصل العمل في المؤسسات الدولية ومع الإتحاد الأُوروبي ومع دول اخرى لقطع الطريق على كل هذه الاشكال من الانتهاك للكرامات والقيم الدينية والمقدسات الدينية، لا شك ان موقف الرئيس بوتين كان ملفتا في هذه المسألة، موقف روسيا كان ملفتا، وأعتقد أن هذا أيضا ساهم في إحراج الغرب ومبادرتهم إلى الموقف الذي إتخذوه”.
وقال: “نعود إلى مناسبتنا، ذكرى حرب تموز 2006، العدوان الصهيوني الذي كان حربا بكل ما للكلمة من معنى، يعني لم يكن فقط عدوانا أو عملية عسكرية واسعة، هو الاسرائيلي بعد ذلك صنفها وقال عنها الحرب الثانية حرب لبنان الثانية ، هذه حادثة مهمة جدا خطيرة جدا كبيرة جدا في تاريخ لبنان وفي تاريخ المنطقة، وكانت أيضا حادثة مصيرية لأنها رسمت مصير لبنان ومصير المنطقة خلال كل السنوات الماضية إلى اليوم، وفي السنوات الأتية، يكفي أن نتذكر المشروع الأميركي الكبير والخطير التي كانت هذه الحرب إحدى الوسائل الأساسية لتحقيقه، وهو مشروع الشرق الاوسط الجديد، الشرق الاوسط الجديد لنعود ونتذكر ليعرف الاجيال التي بعد ذلك وعيت بعد الحرب أن هذا المشروع كان سيؤدي لو نجح، لأن الأميركيين كانوا في أفغانستان والعراق والمنطقة وعلى حدود سورية، ويهددون الجميع، لو نجح كان يعني إعتراف كل دول المنطقة بإسرائيل ككيان ودولة وضياع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وضياع الجولان وما تبقى من لبنان تحت الإحتلال، وتكريس الإسرائيلي قوة عظمى في المنطقة في ظل هيمنة أميركية مطلقة، هذا لو نجحت هذه الحرب، لو نجح هذا العدوان، هذا المشروع سقط وإنكسر هنا في لبنان سنة 2006، وأستكمل الإجهاز عليه من قبل المقاومة الفلسطينية في فلسطين، لأنه في ال2008 حصل ذلك في غزة، والمقاومة العراقية في العراق مما أدى إلى إنسحاب قوات الإحتلال الأميركي عام 2011 من العراق، وفي ظل صمود كبير لسورية والجمهورية الإسلامية في إيران، هذا المشروع إنتهى، تلك الحرب يعني حرب تموز التي إعترف كل قادة العدو السياسيين والعسكريين بفشلها، لا يوجد احد في كيان العدو منذ ال2006 إلى اليوم يقول انهم إنتصروا في حرب تموز، وأيضا يعترف الأميركيون بفشلها وسنعود لها، يعترف الإسرائيليون بفشل تلك الحرب، على مستوى تحقيق الأهداف، على مستوى إدارة المعركة سياسيا وعسكريا وميدانيا وفي الجبهة الداخلية، على مستوى الأداء العسكري والميداني على أكثر من صعيد، وشُكلت لذلك لجنة فينوغراد التي أصدرت احكاما قاسية بحق القادة الإسرائيليين من سياسيين وعسكريين، أيضا إعترف الأميركيون بفشلها، يوجد بعض الناس عندنا في لبنان ما زالوا لا يعترفون ان إسرائيل هُزمت، هذا ليس مشكلة هذا آخر همنا، لكن المهم ماذا يقول العدو، من يقف على الأطلال يقول ما يريد أن يقوله، الإسرائيلي مُجمع على ان ما حصل في تموز 2006 هو هزيمة لإسرائيل وفشل لها، والأميركي كذلك وانا أتكلم عن الاميركيين الذين كانوا في الإدارة في ذلك الوقت، وتستطيعون أن تعودوا للأرشيف وترون تصريحات عدد كبير من المسؤولين الأميركيين الذين كانوا في الإدارة في ذلك الوقت، وكانوا يخططون لهذا المشروع في المنطقة، وبالخصوص من المحافظين الجدد في ذلك الوقت، يعترفون بفشل الجيش الإسرائيلي بإلحاق الهزيمة بحزب الله عام 2006، ان هذا الفشل منع الولايات المتحدة من تحقيق الأهداف السياسية المرسومة للحرب في لبنان والمنطقة، لأن هذا الموضوع لم يكن يخص فقط لبنان.”
أضاف: “من جهة أخرى أيضاً، تلك الحرب أرادت سحق المقاومة في لبنان وهذا كان هدفا مُعلنا، لم يكن الموضوع فقط قتل بعض القيادات أو الدخول إلى بعض القرى والمدن أو نزع السلاح وما شاكل، كان أبعد من ذلك كثيراً، كان سحق المقاومة في لبنان وإخضاع لبنان للشروط الإسرائيلية فيما يعني إسرائيل بالكامل وللشروط الاميركية في ما يعني تركيبة المنطقة المتوقعة، إنتصرت المقاومة، ولم تُسحق، وصمد لبنان ولم يخضع لا للشروط الإسرائيلية ولا للشروط الأميركية، بل أسس هذا الانتصار لميزان ردع قوي وكبير لحماية لبنان، وما يزال يعمل بقوة منذ 17 عاماً، يعني اليوم أهم شيء توصلنا غير الذكرى بحرب تموز هو هذا الإنجاز الذي لا يزال بين أيدينا، الذي هو ميزان الردع، قوة الردع، معادلة الردع القائمة، بل ويزداد فاعلية وقوة، في مقابل تآكل قوة الردع عند العدو، كما يُجمع المسؤولون الاسرائيليون، السياسيون والعسكريون، سواءً كانوا في الحكومة او كانوا في المعارضة، يوجد إجماع اليوم عند كيان العدو، المسؤولين الكبار من رئيس الدولة إلى رئيس الحكومة إلى الوزراء، القادة العسكريون الحاليون والسابقون والاعلام، كلهم يعترفون بأن لديهم تآكل في الردع، ليس فقط تجاه لبنان، بل تجاه غزة وتجاه الضفة وتجاه جنين.”
وتابع: “قبل أيام كان العيد، بالرغم من كل التهديد والتهويل الذي عمله الإسرائيلي على الحدود، طبعا ميدانيا لم يكن هناك شيء، ولكن كان كله في الاعلام وفي بعض الناس عن سوء نية والبعض الآخر عن حسن نية، او عن غفلة هذا المقصود عن حسن النية، أيضا يُساعدون بِتضخيم الاجواء، المهم شُكل جو كأنه الجنوب أو الحدود الجنوبية ذاهبة إلى مواجهة او قتال أو حرب، مع ذلك في يوم العيد تعرفون أنه عطّل البلد، عرفة والعيد والجمعة والسبت والأحد، حتى الإثنين عادت الناس إلى أشغالها، القرى مليئة في الجنوب وفي البقاع وفي كل أنحاء لبنان، الناس كلها ذهبت إلى القرى، لكن ما يهمني في الجنوب أنه حتى في القرى في المنطقة الحدودية التي يقال انها متوترة وما شاكل كانت مليئة بالناس، أهل القرى والزوار والسياحة والهدوء، صلوات الأعياد، المطاعم، ملاهي الاطفال، كله ممتلىء ما شاء الله، عامراً، هذا الإحساس بالأمن والسكينة والسلام والإطمئنان والأمان، هذا ناتج عن ماذا؟ ناتج عن ثقة، ثقة هؤلاء الناس بقوة الردع المُحققة، وإلا لماذا صعدت الناس لِتقعد على الحدود وتُعيّد على الحدود وتأخذ راحتها وتُطلع نساءها وأولادها وأطفالها، هذا يُعبّر عن الثقة، رغم كل هذا المناخ والتوتر الذي يُعمل على إشاعته، ثقة الناس بفاعلية الردع القائمة، في المقابل، مثلا، حالة الرعب الموجودة في الطرف الآخر، ودائما الإسرائيلي هو من يساعد على إرعاب ناسه وعلى إرهابهم، لدينا حديث يقول ان الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى ومن الحمقاء، هو أصلا يُساعد، جزء كبير من الرعب والخوف الذي يطال سكان المستعمرات والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة وعند الحدود سببها الإعلام الاسرائيلي، هو يضخم الامور بطريقة، هو يظن انه يمارس علينا حربا نفسية وعلى ناسنا، ولكن في الحقيقة هو يمارس ذلك على ناسه، إلى حد انه منذ يومين الى ثلاثة أيام في قرية حدودية، أظن أنه كان لديهم عرس، المهم اطلقوا مفرقعات نارية أدى إلى إستنفار في الشمال وإلى نزول بعض المستوطنين إلى الملاجىء أوإلى الغرف الآمنة، بينما من جهتنا لا يوجد من هذا القبيل، هذا نتيجة الثقة، المهم ايضاً هذا الانجاز التاريخي الإستراتيجي الكبير المهم أنه تم الحفاظ عليه سبعة عشر عاما، والأهم انه تم تطويره وتقويته وتعظيمه من خلال تطور قدرات وإمكانات المقاومة، بعد حرب تموز دائما العدو الإسرائيلي كان يسعى بكل الوسائل بالتعاون مع الأميركيين، وسائل أمنية وإقتصادية وحصار مالي و”أوفاك” وضغط وقطع طريق حتى لا تتعاظم قوة المقاومة في لبنان، ولكن هذه القوة تعاظمت بالرغم من كل المؤامرات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، بالرغم من الإنشغال الذي حصل في أحداث سورية وأحداث المنطقة في مواجهة الموجة التكفيرية، وبالرغم من النكد السياسي في لبنان والمُنغصات المعروفة في لبنان و”اللكوشة” اليومية في لبنان، المقاومة تطورت وتقدمت ونمت وعززت قوة الردع مع العدو الإسرائيلي إلى حد أنه اليوم هذا أصبح أمرا متسالم عليه، والأهم أن العدو يعترف به ويعمل على أساسه، وأن شعبنا وناسنا يؤمنون بهذه المعادلة ويبنون أعيادهم وحركتهم وذهابهم وإيابهم على هذا الأساس، صُنع الإنجاز هو أمر مهم، لكن الحفاظ على الإنجاز أصعب، وتطوير الانجاز أيضا، نحن اليوم بالذكرى 17 لبدء العدوان الإسرائيلي على لبنان نقول: هذا الانجاز تم الحفاظ عليه الحمد لله بالرغم من كل الصعوبات والتهديدات، بل تم تطويره وتقويته من أجل تثبيت معادلة حماية لبنان، والتي تتحقق من خلال قوة المقاومة ومن خلال المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.”
واعتبر ان “العدو الاسرائيلي في المقابل يعترف بتآكل الردع كما قلت في لبنان مع غزة، مع الضفة، وهو يسعى دائما إلى ترميم هذه الصورة وتغيير هذه المعادلة حاول قبل مدة في العدوان الأخير على غزة وفي المعركة الأخيرة على جنين وفشل”.
وقال: “تصوروا مثلاً في جنين، العدوان على المدينة والمخيم لكن تركز على المخيم بشكل أساسي، مخيم صغير وتهاجمه إسرائيل بألاف الجنود والضباط من قوات النخبة ونخبة النخبة ودبابات تحاصره ومسيرات ومروحيات وشاباك وجيش وأذرع، ومع ذلك من أجل أي شيء؟ الهدف الكبير هو استعادة الردع، استعادة صورة القوة والنصر، وهذا لم يحصلوا عليه في معركة جنين، بل حصلوا على صورة معاكسة تماما، حتى الأهداف التفصيلية المفترضة لهذه العملية لم يتحقق الكثير منها. وبفضل ماذا؟ بفضل صمود أهل المخيم وأهل المدينة صمود المقاتلين، المجاهدين، الأبطال بسالتهم، بفضل بسالتهم وشجاعتهم وإيمانهم وصلابتهم وعدم خضوعهم وعدم استسلامهم وهم فضلوا الموت على الخضوع والاستسلام، فكان أن الله سبحانه وتعالى دافع عنهم ودفع عنهم وحفظهم ووقاهم هذه هي الحقيقة.”
أضاف: “الدليل على فشل العدوان على جنين وهو في منطقة في قلب الكيان ومحاصرة من كل الجهات، الدليل على الفشل هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن مع العدوان على جنين وبعد الانتهاء من جنين ويوميا هناك عمليات أين؟ في الضفة الغربية، الهدف كان ردع الفلسطينيين من خلال جنين، يعني تفهيمهم أن الاستمرار في المقاومة مكلف جدا ولكن المقاومة استمرت وهذا يعني أن الهدف فشل، مواجهات في نابلس، مواجهات في طولكرم، عمليات في القدس، وطبعا في هذه المناسبة الانسان يقف بإجلال واحترام وتقدير كبير أمام الرجال والنساء وأمهات الشهداء وأباء الشهداء وصبرهم وثباتهم واحتسابهم، الناس البيئة الحاضنة، صلابة المقاومين والمجاهدين، هذا الذي رأيناه في جنين، ونراه في كل مدن الضفة، ودائما كنا نراه في غزة في مواجهة كل الحروب التي تُخاض على غزة.”
وتابع: “وبالرغم من كلما يجري على الفلسطينيين في الضفة وفي غزة وفي الداخل وفي الخارج، قبل أيام نُشر استطلاع رأي يقول ان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا الكلام له قيمة عالية جداً، ان ثلثي الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتقدون بأنه ليس فقط الضفة سيتم تحريرها بل يعتقدون أن هذا الكيان إلى زوال، ويرون ذلك في المدى القريب، هذا يعطي آمال كبيرة جدا وأفاق واسعة جدا لمواصلة المقاومة. طبعا هناك تضحيات بيوت ستهدم، شهداء سيسقطون، جرحى سيصابون، ألام، هذا طبيعي لأن هذه معركة، قتال مع عدو غاصب محتل مجرم متوحش، ومن الطبيعي أن يكون هناك تضحيات، العبرة هي عدم الخضوع وعدم الاستسلام أمام هذا العدو، وتراكم الجهود هي التي ستؤدي إلى النصر وبالتالي إلى التحرير ان شاء الله.”
وقال: “أود أن اختم بالمقطع الذي له علاقة بالمناسبة لأقول: عندنا في حرب تموز أيضا بفضل هذه التضحيات كانت هذه الانجازات الكبيرة، والتي يقف في مقدمها وأهمها هو اسقاط الشرق الأوسط الجديد، المشروع الأمريكي في المنطقة ككل، وهذا طبعا وضع العدو الاسرائيلي والكيان الاسرائيلي على خط النزول على خط الانحدار. اليوم عندما تحدث هناك فشل وهزيمة العالم تتهم بعضها، فقدان الثقة بالقيادة السياسية، بالقيادة العسكرية، فقدان ثقة الجنود بالقيادات والضباط، ثقة الشعب بالجيش و.. و.. الخ، هذا كله يؤدي إلى الضعف والوهن والترهل والشقاق إلى الخلاف الداخلي. ولذلك أنا كُنت أقول سابقا: أن انتصار ال2000 أنهى مشروع إسرائيل الكبرى وجاء التحرير في غزة ليؤكد هذا الأمر و2006 أنهى مشروع إسرائيل العظمى التي تبقى خلف الحدود ولكنها قوة مخيفة ومرعبة في المنطقة هذا أيضا سقط.”
أضاف: “والأمر الثاني في الإنجاز كما ذكرنا هو تعزيز وتثبيت ميزان الردع الحامي للبنان، واليوم بعد 17 سنة من العدوان والاستكبار والاستعلاء والطغيان الذي مارسه العدو الاسرائيلي وبقرار أمريكي وبدعم أمريكي وبحماية أمريكية في عام 2006، اليوم يمكنكم أن تروا أين هو هذا الكيان؟ وأين هو جيش هذا الكيان؟ وأين هو مستقبل هذا الكيان؟ هم يقولون أنه في مهب الريح. أنا سأكتفي بهذا المقدار وأترك بقية الحديث عن المقاومين والشهداء والصمود السياسي والتضحيات وبقية الانجازات إلى 14 آب ان شاء الله إن بقينا على قيد الحياة. لكن أريد في خاتمة النقطة أن أُشير إلى مسألة أخلاقية وأود أن أُؤكد هذه المسألة الأخلاقية على جمهور المقاومة خصوصاً، أُنظروا نحن أخواننا في سنة 2000 قُلنا: أن هذا الإنتصار هو إنتصار كل الشعب اللبناني، إنتصار الدولة اللبنانية بِكل مؤسساتها، انتصار كل فصئال المقاومة، ونحن شكرنا الجميع وشكرنا هذا الشعب الذي احتضن هذه المقاومة ودعمها، نحن لا نُصادر أي انجاز لأنفسنا لا لحزبنا ولا لمجموعتنا ولا لطائفتنا أيضا، باعتبار الانتماء الطائفي والتركيب الطائفي في لبنان، لم نفعل ذلك في يوم من الأيام، أيضا دائما نحن كنا نقول: نحن لا نُريد من أحد شكرا ولا جزاءً ولا مدحا ولا شعرا ولا قصائد ولا شيء.”
وتابع: “الآن أحد يريد أن يشكر أو يمدح أو يقدر “كتر خيره”، لكن نحن لم نطلب ذلك ولا يُزعجنا أن لا يكون ذلك. وفي المقابل نحن لا نَمن على أحد ولا نَتفضل على أحد، ونقول للبنانيين نحن حميناكم ونحن دافعنا عنكم ونحن حررناكم من موقع المن أوالتفضل، كلا. دائما كنت انا أقول: نحن قمنا بواجبنا وما زلنا نقوم بواجبنا، بواجبنا الديني، الشرعي، الانساني، الأخلاقي، الوطني تجاه شعبنا وبلدنا وأهلنا”.
وسأل: “لماذا أقول هذا الكلام وأعيد التذكير به؟ لأنه عندما يتشاجر الناس مع بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو في بعض المقابلات التلفزيونية، ويرتفع الدوز ويحدث تحريض وتحريض مقابل، أحيانا ممكن البعض من جمهور المقاومة يلجأ إلى هذه اللغة، لغة نحن عملنا، نحن سوينا، نحن دافعنا عنكم، حررنانكم فلان فلان، أنا أعتقد هذا أمر غير مناسب، وهذا يتنافى مع إلتزامنا الأخلاقي، ويجب أن أؤكد على هذا الإلتزام الأخلاقي، نحن كل ما قمنا به منذ عقود إلى اليوم هو لوجه الله وفي سبيل الله وفي عين الله وتقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا واجبنا اتجاه بلدنا، وشعبنا، وأمتنا، ومقدساتنا، وفي الحقيقة نحن نَمن على من؟ على من كانوا شركاء؟ أصلا الناس هم كانوا جزءاً كبيراً من التحمل من التضحية من الاحتضان من الدعم، من الاصرار على مواصلة هذا الطريق حتى تحقق هذا الانجاز.”
وقال: “ننتقل إلى الموضوع الثاني: الوضع عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مسألة الغجر والخيم والمزارع والحدود، ما هي الحقيقة؟ ما هو الواقع؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ لأنه الواضح أن هذا شغل البلد خلال الأسابيع القليلة الماضية أيضاً. أود أن أذكر أنه بعد ال2006 الحادثة التي جرت اليوم هي في قيد التحقيق، أنا أنتظر الاخوان أن يرسلوا لي ما الذي جرى بالضبط على الحدود؟ لأنه يبدو أنه صار هناك أكثر من حادثة ليبنى على الشيء مقتضاه. أود أن أذكر أنه منذ ال2006 انتشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وعند الحدود وأيضا تم تعزيز قوات اليونيفيل كانوا 5000 صاروا 15000، وقيل أن مسؤولية مواجهة الخروق الاسرائيلية للبنان هي مسؤولية الجيش واليونيفيل بالتعاون. والمفترض ان العدو الاسرائيلي بحسب القرار 1701 أن لا يخرق ولا يعتدي على لبنان، لا في البر ولا في البحر ولا في الجو، طبعاً الجيش اللبناني منذ العام 2006 وحتى اليوم يقوم بمسؤوليته، القيادة السياسية لم تطلب منه الدخول بقتال، أحيانا كان يصل الأمر إلى حد الاستنفار، أحيانا وصل الأمر إلى حد اطلاق النار، لكن غالبا يُواجه الأمر من خلال احضار اليونيفيل وتوسيطهم والأمم المتحدة وأحيانا ينتهي الخرق وأحيانا لا ينتهي. لكن العدو الإسرائيلي كان يستمر بهذه الخروقات، نحن كان دورنا فقط أن نُراقب، الناس إن كان مطلوب منها أن تساعد بأمر كانت تساعد، نحن إذا كان مطلوب منا ان نساعد بأمر ما كنا نساعد، لكن هذا الأمر كان وما زال مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش مع اليونيفيل”.
وأكد أن “الشعب يُساعد والمقاومة تُراقب وفي معرض المساعدة إذا تطلب الأمر ذلك، هذا الذي كان يحصل منذ ال2006 ومنذ وقت صدور ال1701 إلى اليوم. طبعا الإسرائيلي كان يخرق بالبحر يوميا وما زال، وبالجو كان لديه خروقات كبيرة جدا، إلى قبل سنوات بعد حادثة ارسال المسيرات إلى الضاحية الجنوبية، نحن اتخذنا قراراً وفعّلنا الدفاع الجوي، تقريبا المسيرات غابت بنسبة كبيرة جدا، لا أود القول بشكل نهائي عن الجنوب وعن البقاع، بيروت بقيت لأن حساسية الطيران والمطار المدني، الاسرائيلي يعترف انه صار مقيد بسماء لبنان لكنه ما زال يخرق الأجواء اللبنانية، وأحيانا من الأجواء اللبنانية يقصف سوريا ويعتدي على سوريا. بالبر نفس الأمر يوميا تقريبا، هنا يخرق الخط الأزرق، وهنا يخرق الحدود، هنا ينزع ويقص شجر، وهنا يُحاول أن يُثبت ويتقدم أمتار ويُقدم الشريط الشائك وهكذا..، يطلع الجيش ويطلع اليونيفيل ويطلع الناس و يتواجهون معه في محاولة معالجة هذا الوضع. هذه الخروقات من ال2006 وإلى اليوم بالألاف وكله موثق عند الجيش، وعند الدولة، وعند اليونيفيل، وعند الأمم المتحدة، طبعا في العالم لم يحرك أحد ساكناً. في الآونة الأخيرة بدءا من السنة الماضية وليس بعد الخيم لأن هناك ناس لديهم إلتباس سأعود إليه، من السنة الماضية بدأ (الإسرائيلي) بتشييد سياج ليضم القسم الشمالي من بلدة الغجر، طبعا القسم الشمالي من بلدة الغجر هي أرض لبنانية بإعتراف دولي، يعني ليست كمزارع شبعا، حيث الدولة اللبنانية تقول هذه أرض لبنانية والأمم المتحدة محتارة أنها سورية أو لبنانية، حتى بعض اللبنانيين ما زالوا يناقشون بهذا الموضوع.”
أضاف: “موضوع القسم الشمالي من بلدة الغجر، الأمم المتحدة تعترف بأن هذه أرض لبنانية وهناك مدوا الخط وهو واضح، والاسرائيلي سلم بهذا الموضوع بعد ال2000 وبعد ال2006، سلم بهذا الموضوع، لكن ميدانيا يمارس بشكل مختلف. هو ( أي الإسرائيلي) بدأ منذ السنة الماضية يمد شريط شائك رويدا رويدا رويدا، الجيش سعى لإيقاف الموضوع لكنه لم يستطيع، الأمم المتحدة لم تفعل شيئاً، ما جرى بالآونة الأخيرة أنه أكمل السياج وشيد الجدار وأزال الحواجز بين الجزء اللبناني والجزء السوري المحتل، لأننا لا نعترف بأن هذا جزء إسرائيلي، وبالعكس حوّلها إلى منطقة سياحية، وفي السنة الماضية استقدم إليها 200000 إلى 250000 سائح حسبما قرأت بوسائل اعلام اسرائيلية، جاءوا ليتفرجوا على الغجر، والأمم المتحدة ساكتة والعالم كله ساكت وهذه أرض لبنانية محتلة وهذا كان قبل الخيم، قبل الخيم. ولذلك بعض الناس يقولون: انتم نصبتم خيم، جاء الإسرائيلي ضم الغجر، هؤلاء لا يُتابعون إذا أحسنا الظن بهم نقول لا يتابعون، وإذا أردنا نرفع الوتيرة (نثقل الطحشة) نقول جهلة لا يعرفون، أصلا لا يعنيهم هذا الموضوع شيئاً”.
وتابع: “كلا، نصب الخيم صار عندما كانوا الجماعة ( الإسرائيليون) خالصين، لكن في الأيام الأخيرة صار واضح أنهم ضموا وانتهوا وكل الاجراءات قاموا بها. هنا ما هي قيمة الخيم؟ قيمة الخيم أنها أضاءت من جديد على كل الوضع على الحدود، لماذا؟ لأنه صار هناك اأمر الإسرائيلي يعتبر أنه يمسه، عندما يمسه طبعا الأمم المتحدة ستتحرك، الأمريكان، الدول الغربية، المجتمع الدولي، بعض اللبنانيين أيضاً بشكل أو بآخر من خلال مواقفهم الاعلامية والسياسية، أيضاً يعملون إثارة للموضوع، عال جيد، نحن ماذا نريد.؟ نحن نريد أنه يا عالم هنا توجد مشكلة تحتاج إلى حل، 17 سنة في مشكلة لم تحل، كما قصة ترسيم الحدود البحرية سأعود إليها، لبنان كم اشتغل لترسيم الحدود البحرية؟ لم يردواعليه، سنة اثنتين ثلاثة، كم لبنان فاوض وطلع ونزل وأميركان وأمم المتحدة والخ. عندما جاءت لحظة استخراج الإسرائيلي للنفط والغاز وجاءت السفينة إلى كاريش وهددت المقاومة بضرب السفينة، وكانت تحظى المقاومة في موقفها بدعم رسمي وشعبي، عندها جاء العالم كله ليتدخل وجاء الأمريكان وجاء هوكاشتاين وصار الذي صار. اليوم فقط عال لأنه هناك خيمة، والحقيقة ليست خيمتان، لأن توجد خيمة داخل الأرض اللبنانية التي لا نقاش فيها، الخيمة الثانية داخل خط الانسحاب في منطقة مزارع شبعا، التي يعتبرها لبنان لبنانية، رسميا نعتبرها لبنانية، ونحن وضعنا خيمتنا، يعني هو المشكل على خيمة وليس على خيمتين.”
وقال: “نحن نضع خيمتنا في أرض لبنانية، أين حصل المشكل؟ الاسرائيلي يعتبر مزارع شبعا أرض اسرائيلية، هو يعتبر أنه ضم هذه الأرض وهذه المواقع والجبال والتلال في مزارع شبعا وتلال كفروشبا يعتبرها له، وهو وضع خط انسحاب لوحده، ويعتبر ان أي تجاوز لخط الانسحاب هو اعتداء على السيادة الاسرائيلية. اليوم الإسرائيليون يتحدثون بهذه الأدبيات، نحن عندما ندخل إلى أرض مزارع شبعا ونضع خيمة، فإننا نضع خيمة في أرضنا اللبنانية، ان شاء الله بدنا نضع خيمة أو نشيد فيلا أو نضع برجا أو نبني مطارا “شو إلهم علينا” هذه أرض لبنانية، هذا كله لم نقوم به، نحن فقط وضعنا خيمة. قامت قيامة الاسارئيلي وبدأ التهديد وبدأت الوساطات، هنا تأتي قيمة ميزان الردع الذي أتحدث عنه، لو الاسرائيلي ما زال هو الاسرائيلي منذ أيام زمان، الجيش الذي لا يقهر، ولو لبنان ما زال هو لبنان الذي يتم احتلاله بفرقة موسيقية، والذي يدخل الإسرائيلي ويعتقل الدرك من المخافر بالقرى الحدودية ويرتكب مجازر، كان بسهولة وبكل بساطة بقذيفتين يضرب الخيمة أو يرسل مسيرة أو يضربها بالطيران، أصلا لما وُضعت خيمة، لو ما زال الإسرائيلي إسرائيلي مثلما كان ولبنان بعده مثلما كان، الآن الوضع تغير. ولذلك الإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية تجاه الخيمة لماذا؟ لأنه ببساطة يعرف أن هذا لا يسكت عنه بكل بساطة، وأنا أقول لكم لا يسكت عليه، أكيد لا يسكت عليه. الشباب يعرفون ولديهم توجيههم ويعرفوا ما الذي يجب القيام به إذا تم التعرض للخيمة. لأنه (الإسرائيلي) يفهم، “معليش” الواحد يعترف أحيانا عدوه يفهم، احيانا احمق، وأحيانا يفهم، لأنه يفهم أدخل وساطات وأمم متحدة وأميركان وأوروبيين، وهناك كلام مع الدولة اللبنانية، إذاً هذا الموضوع الآن صار موضوع مُثار، أمام هذا الواقع عدة نقاط سريعة.”
أضاف: “النقطة الأولى: بكل ما يجري حالياً بالإتصالات، للتصحيح لأنه غالبا بعض السياسيين، بعض الاعلاميين، بعض من يكتبون مقالات والناس حتى بمواقع التواصل، يحصل لديهم إلتباس، يقول لك: هذا سيفتح الباب أمام ترسيم الحدود البرية، يعني هذا الذي يجري الآن. أولاً: لا يوجد شيء اُسمه ترسيم حدود برية، لا يوجد، أصلاً الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة مُرسمة ومُحددة ومُشخصة منذ عشرينيات القرن الماضي، قبل قيام هذا الكيان الغاصب الذي انشأ في سنة 1948، من عشرينيات القرن الماضي 1920 – 1923 هذه الحدود مرسمة، هذا مختلف عن موضوع ترسيم الحدود البحرية، لم يكن هناك ترسيم حدود بحرية، الآن رُسّم، لكن بالبر الحدود مرسمة وواضحة ولبنان يعرف حدوده. الموجود في الحدود البرية هو أن هناك عدد من النقاط، هناك ثلاثة عناوين: العنوان الأول، هناك عدد من النقاط تبدأ من B1 بالناقورة وتسير لتصل إلى منطقة الغجر، هناك نقاط الإسرائيلي ما زال متواجدًا فيها لم ينسحب منها ويجب أن يخرج منها، هذه أرض لبنانية، طبعًا نحن لم نقم بعمليات لنخرجه منها لأنه اعتبرنا هذه مسؤولية الدولة، أن تُنهي بذل الجهد لإخراج الإسرائيلي من هذه النقاط ونرى أنه لا يريد أن يخرج، يعني من عام 2000 هذه 23 سنة لم يخرج. هذه ال12 أو 13 نقطة الآن يقولون أن هناك نقاط اتفق عليها ولكن الإسرائيلي لم ينفذ.”
وتابع: “العنوان الثاني هو بلدة الغجر الذي الآن أعاد احتلالها، أعاد احتلالها بكل ما للكلمة من معنى، هذه الحدود مرسمة وهذه الأرض لبنانية ولبنان عنده وثائق، هذا موضوع مختلف عن موضوع مزارع شبعا. لدينا هذا الواقع الذي يحتاج إلى مواجهة ومعالجة، هذه نقطة. وبالتالي ما يجري الآن ليس ترسيمًا للحدود البرية حتى الآن ندخل بنقاش الصلاحيات ويحق لهم ولا يحق لهم، لا بالعكس، سمعتم رئيس المجلس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية كل ما يقولوه أن هناك نقاط هذه للبنان ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يضغط على العدو لينسحب منها ويعيدها إلى لبنان والسلام، أصلًا لا يوجد شيء اسمه تفاوض على حدود، فليكن الجميع مطمئنًا بهذه النقطة”.
وقال: “النقطة الثانية: التي لها علاقة بالغجر، في موضوع الغجر، هذه أرض لبنانية الإسرائيلي أعاد احتلالها، ليس فقط احتلّها بل سيّجها وشيّد جدارًا ويجري قوانينه، يعني في الجزء اللبناني إذا السكان يريدون أن يشيّدوا بناءً يجب أن يأخذ رخصة من عند الاسرائيلي، كل أحكام وقوانين الكيان جارية على الجزء اللبناني من بلدة الغجر، السيادة لا تُجزّأ. هنا أصدرنا بيانًا أن هذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب اللبناني ومسؤولية القوى السياسية وأيضًا مسؤولية المقاومة. بين هلالين هناك قوى سياسية أخذت موقفًا واضحًا وبيّنًا ولسنا حلفاء معهم يمكن في السياسة نكون مختصمين، لكن كثير من القوى التي تسمي نفسها سيادية حتى الآن ولا كلمة ولا “بزمة”، يا أخي مزارع شبعا مختلفين على أنها سورية أو لبنانية، هذه المجتمع الدولي، الأمم المتحدة، اليونيفيل يقولون لكم يا لبنانيين هذه أرضكم اللبنانية، “شوي ولا شي” صمت مطبق، على كل حال أنا لا أحب أن أدخل كثيرًا بهذا النقاش، لكن هذا يضيف لكل السلوك والأداء السياسي لبعض من يسمي نفسه قوى سيادية.”
وتابع: “في موضوع قرية الغجر، هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه بحال، في السابق يمكن الدولة اللبنانية كانت لينة قليلًا أو تهاونت، إذا شخص يريد أن يتفهم الذي حصل الذي له علاقة بالوضع الإنساني للسكان ببلدة الغجر، لكن مع أخذ الوضع الإنساني للسكان ببلدة الغجر يجب أن يكون الموقف اللبناني حاسمًا، هذه أرض لبنانية وبيوت لبنانية ويجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط ويجب العمل على تحريرها، مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب ومسؤولية المقاومة. ”
وقال: “أختم هذه النقطة لأقول، الجهد سيكون متكاملًا بين الدولة والمقاومة، وهنا معنى أن نتكامل ونتعاون وكل شخص يقوم بوظيفته وكل شخص يقوم بعمله ولا أحد يلغي الآخر، شاهدتم عندما تعاونا واتفقنا وتكاملنا، هناك بعض الأخوة عندهم ملاحظة على كلمة تكاملنا، أنا موافق عليها، تكاملنا، ماذا فعلنا بالنفط والغاز وترسيم الحدود البحرية، اليوم أيضًا بالتكامل والتعاون بين الدولة وبين المقاومة وبإسناد من الشعب اللبناني والقوى السياسية في لبنان نحن نستطيع أن نستعيد أرضنا المحتلة في بلدة الغجر، طبعًا كل شخص يقوم بدوره وبمسؤوليته وبالطريقة المناسبة وبالطريقة المنسجمة وهذا أمر يجب أن يتحقّق عاجلًا أم آجلًا. أقول لكم اليوم في هذه الذكرى، هذه الأرض لن تُترك، أرض الغجر لن تُترك للإسرائيلي، كما أن أرض مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالتأكيد لن تترك، لكن هنا يوجد حافز إضافي أنه أصلًا لا يوجد نقاش للبنانية هذه الأرض. “
أضاف: “بكل الأحوال، أريد أن أختم النقطة الميدانية لأذهب للبحث السياسي، صحيح الإسرائيلي عنده تآكل ردع ولكن ليس لديه تآكل بالوقاحة، هذه عدو وقح جدًا، يعني الآن مثلًا القيامة قائمة واتصالات مع المجتمع الدولي أنه ماذا؟ لبنان يخرق 1701، هو آلاف الخروق الواضحة والمسجلة والمثبتة لا يستحي بها، افترض أنه حصل من لبنان خرق أو اثنين أو ثلاثة، أنا أدعو اليونيفيل أخبروا الشعب اللبناني والعالم من 2006 لليوم الخروق الإسرائيلية برًا وجوًا وبحرًا وما يُدّعى أنه خروق لبنانية غير الموجودة أصلًا، أو إذا كانت موجود فهي عدد ضئيل لا يُعتد به، لكن هو خلص هو يحق له أن يفعل ما يريد، وقلت قبل قليل هو يعتبر أن الدفاع الجوي للمقاومة الذي يمنع المسيرات أن تتجوّل بالجنوب وبالبقاع بشكل أساسي، أن هذا استفزاز، يعني هو يحق له أن يعتدي على بلدنا ويخترق سماءنا وسيادتنا ونحن إذا دفعنا عن أنفسنا ومنعناه فهذا استفزاز، مثل ما قال عن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي دخل في أجواء فلسطين المحتلة ووصل إلى النقب، أصدروا بيانًا أن هذا استفزاز واعتداء سوري بالوقت الذي هم يعتدون على السوريين والدفاع الجوي السوري يدافع عن بلده وأرضه وسيادته ويقدم من ضباطه وجنوده خيرة الشهداء، لكن هذه هي الوقاحة، يتبين ان كل ما قام به منذ 2006 لا شيء، بالاعتداءات التي قام بها، هناك أماكن جرح وقتل، صادر أراضي مثل أرض الغجر ولاحقًا يا غيرة الدين وتقوم الدنيا ولا نريد أن تقعدها أن المقاومة أو حزب الله يضع خيمة في أرض مزارع شبعا، جيد، رأيتم ما قيمة الخيمة، قيمة الخيمة الآن أن تفتح هذا النقاش على مصراعيه، نحن جماعة هدف، كل ما يخدم هذا الهدف سنسير به إن شاء الله بقوة. “
وتابع: “الموضوع الأخير هو وضعنا السياسي الداخلي، في الوضع السياسي الداخلي هناك نقاط عدة:
النقطة الأولى، في الأسابيع الماضية، هذه بدأت قبل الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس لكن بالأسابيع الماضية كبر الموضوع، نشر عدد كبير من المقالات، بالمقابلات التلفزيونية حُكي كثيرًا بهذا الموضوع الذي سأشير له بعد قليل، على مواقع التواصل أيضًا، مما يدل أنه في مكان ما هناك من يقوم بالتوجيه، هذه ليست صدفة أن فلان وفلان وفلان بهذا الحجم الذي حصل. ما الموضوع؟ الموضوع هو اتهام الثنائي، الثنائي الشيعي، الثنائي الوطني، الذي تريدونه، اتهامه أنه من خلال التمسك بمرشحه هو يريد أن يُساوم على مرشحه للحصول على كذا وكذا، أو بشكل آخر هو يدفع باتجاه الفراغ وانهيار مؤسسات الدولة لأنه يريد إعادة النظر بالنظام ويريد إعادة النظر بتركيبة الدولة ويريد إعادة النظر بالحصص الطائفية، لأنه يريد أن يجري تعديلًا دستوريًا، لأنه يريد أن يلغي المناصفة لمصلحة المثالثة وهلم جراً، عندما نقرأ يُصبحون يتكلمون أنه نحن ماذا نناقش وبماذا نفكر وكله ليس له وجود أصلًا، ومقالات ومقالات، نحن نقرأ لنتسلى أولًا ومن جهة ثانية نستفيد، يعطونا بعض الأفكار الجديدة التي لم تخطر على بالنا، “وعاملين جو كبير”. رغم أنه خلال الأسبوعين الماضيين مسؤولين من أمل ومسؤولين من حزب الله ووصل الأمر أنه نفس الرئيس نبيه بري أن يطلع و يبين ويوضح وينفي ومع ذلك ما زلوا مكملين، نقول لهم يا أخي والله هذا غير صحيح، هذا كذب، ليس له أساس، لا لا أنتم تريدون مثالثة وتريدون تغيير الدستور وتريدون تغيير تركيبة البلد وتركيبة النظام وتريدون أن تلغوا الطائف. أولًا هذا غير صحيح، اسمحوا لي أن أقول أن هذا كذب مقصود. ثانيًا، هذا تضليل، تضليل للرأي العام اللبناني. ثالثًا، لماذا هذا كذب وتضليل مقصود لأن هدفه توتير الجو في لبنان، تخويف السنة أنه انظروا هؤلاء الشيعة… فلنتحدث بشفافية، أكثر طائفة بلبنان تعتبر أن الطائف يعنيها وحقّق لها مكسب كبير هي الطائفة السنية الكريمة، وبالطائف هناك مكسب كبير أيضًا للمسيحيين اسمه الحفاظ على المناصفة بمعزل عن العد، فعندما يقال للسنة ويقال للمسيحيين أن هؤلاء الشيعية يريدون أن يأكلوكم، يريدون أن يعدلوا الطائف ويريدون تغيير تركيبة النظام ويريدون أن يلغوا المناصفة، وكله كذب وافتراء وتحريض، لكن هذا ما هدفه؟ توتير الأجواء، توتير المناخ الطائفي في البلد، لمصلحة من؟ من المستفيد؟ أهذه هي المصلحة اللبنانية؟ أهكذا تعالج الأزمة في لبنان والمشكلة وانتخابات الرئاسة تسير؟ بهذه الطريقة؟ ”
وأضاف: “أحببت أن أضيف صوتي لكم، هذا أصلًا ليس له أساس، فلتقدموا شخصًا قال نريد مثالثة أو نريد تغيير تركيبة الدولة في الوقت الذي أنا أقدم لكم ويمكنكم أن تعودوا إلى الانترنت والتلفزيونات، من يهدد بتغيير تركيبة النظام؟ بعض من يسموا أنفسهم قوى سيادية، من يريد أن يغيّر؟ من يتحدث عن الفدرالية؟ هذا يغير الكيان، هوية الكيان، تركيبته، من يتحدث بالتقسيم؟ من؟ غيرنا، نحن لم نقترب من هذا الموضوع. في بداية الربيع العربي، الشعوب قامت وأجرت مؤتمرات تأسيسية، قمت أنا وتحدثت وقلت أنا أدعو إلى مؤتمر تأسيسي على قاعدة اتفاق الطائف، يا أخي حيث لم نطبق نطبق وحيث هناك ثغرات نسدها، حيث هناك نواقص نطور، قامت القيامة، صحيح أو لا؟ قمت أنا وانسحبت تكتيكيًا، قلة من يفعل ذلك، قلت يا عمي فهمتوننا خطأً سامحونا ولغينا الفكرة، وما زالوا حتى الآن يقولون أنتم دعوتم إلى مؤتمر تأسيسي، توقفنا وانسحبنا وطلبنا السماح أيضًا، أتريدون أكثر من ذلك؟ “
وقال: “يكفي ما قلناه حول هذه النقطة، أنا أحب أن أقول للشعب اللبناني بكل طوائفه نحن لا نريد تغيير الطائف، لأنه ماذا يقال؟ يقال أن الثنائي الشيعي، يحملون على حزب الله أكثر أحيانًا، يريد أن يستفيد من فائض القوة لديه، من سلاحه، من مقاومته، ليفرض تركيبة سياسية وخيارات سياسية على الشعب اللبناني، نحن لم نفعل ذلك في يوم من الأيام، 40 سنة نحن لم نفعل ذلك، والآن أقول لكم نحن لا نفعل ذلك ولا نريد أن نفعل ذلك، والمقاومة هي وسلاحها هي للدفاع عن لبنان ولحماية لبنان وحماية المقدسات والدفاع عن الشعب اللبناني وليس لفرض خيارات سياسية على اللبنانيين. نعم، لأكون واضحًا وصريحًا، هذا حصل منذ زمن، نحن واضحين، هذا السلاح لا يسمح لأن يعتدى عليه، لأن هذا السلاح لحماية لبنان، لأن الاعتداء عليه أكبر خدمة لإسرائيل، أعظم خدمة لإسرائيل اليوم هو المس بسلاح المقاومة، أصلًا هذا المطلب الإسرائيلي الذي يعمل عليه في الليل والنهار والذي افتعلوا من أجله حروب وعدوان وحصار ومؤامرات .إذًا نحن مسألتنا لا مسألة تعديل نظام ولا تعديل دستور ولا تغيير بالطائف. تحبون أن يطبق الطائف يا الله، بقية اللبنانيين يريدون أن يطوروا الطائف نحن حاضرين أن نسير معهم، ماذا تريدون فنحن جاهزين؟ نحن ليس لدينا مطلب ونقاتل من أجله أو نريد فرضه على الآخرين”.
أضاف: “النقطة الثانية، أيضًا قالوا بهذه الحملة أن حزب الله يريد مقابلا، لأنهم دائمًا يفترضون أن مقابل التخلي عن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية حزب الله يريد ثمنًا، هم بدأوا غلط، ماذا قالوا؟ قالوا حزب الله يريد أن يحصل على تشريع قانوني لسلاحه، يحصل على تشريع قانون أن هذا السلاح قانوني، أولًا نحن لم نطلب هذا الشيء وثانياً لم يخطر على بالنا وثالثاً لم نطلب شيئًا من هذا ورابعاً هذا ليس مصلحة، ليس مصلحة لبنان ولا المصلحة الوطنية، إذا جاء كل اللبنانيين وقالوا انظروا يا حزب الله، لأن بعض الناس كتبوا أنه مثل الحشد الشعبي العراقي، الحشد الشعبي العراقي مؤسسة رسمية عسكرية أمنية، مؤسسة رسمية، وبالتالي كل ما تقوم به هذه المؤسسة تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليته أمام دول الجوار وأمام العالم، هذه مصلحة لبنان؟ مصلحة لبنان على ضوء تجربة 40 سنة أن تبقى المقاومة لديها هذا الهامش، ألا تتحمل الدولة والحكومة مسؤولية هذه المقاومة ووجود سلاح هذه المقاومة، ولذلك أصلًا هذا ليس مطلبًا لنا وإذا عرض علينا لن نقبل به، من الآن أطمئنكم، فضلًا أن يكون ثمنًا نرغب بالحصول عليه، أيضًا هذا شيء آخر.”
وتابع: “الأمر الثالث، أن حزب الله يريد ضمانات دستورية وضمانات مكتوبة وضمانات وضمانات وضمانات، أنا حقيقة أتحدث و”زهقان”، من أجل ذلك لم أتحدث كل تلك الفترة، ماذا سأتحدث، الحوار والحوار والحوار، ندق بالماء كلنا معاً. سأجاوب على هذه النقطة بكلام دقيق، صحيح أن الضمانات الدستورية مهمة والضمانات المكتوبة مهمة ولكن نحن لم نطلب شيئًا من هذا ولا أعرف عن أي شيء يتحدث هؤلاء، أنه ماذا يعني ضمانات دستورية وضمانات مكتوبة عن ماذا؟ هذا نحترمه، ولكن نحن الضمانة الحقيقية التي نتطلع إليها ونطلبها هي نفس شخص الرئيس، شخص الرئيس، فلان الفلاني الذي نعرف عقليته ونعرف إرادته ونعرف شجاعته ونعرف وطنيته ونعرف التزامه، بالنسبة لنا الشخص هو الضمانة، بوضوح، نحن بلد شرقي، بالشرق هكذا، تقول لي دولة ونظام ودساتير ومؤسسات كله مهم وعلى رأسي ولكن الشخص، الشخص أساس، بالنسبة لنا الشخص أساس، تريد أن تتحدث معي بشيء آخر أنا حاضر أتحاور معك، أنا لا أطالب بشيء آخر، نحن الثنائي لا نطالب بشيء آخر، نحن مسألتنا مسألة انتخاب رئيس بهذا المقدار، وحتى لسنا نحن من عرض تسوية رئيس ورئيس وزراء وعملنا النقاش مع بعضهنا، عُرضت علينا، لكن لسنا نحن من عرضه، نحن موضوعنا هو انتخاب رئيس”.
سأل: “لماذا أقول إن هذا موضوع ضمانة؟ باختصار أعود لحرب تموز، بحرب تموز كان هناك انقسام سياسي بالبلد، لا أريد أن أفتح ملفات قديمة ولكن للتذكير، كان هناك انقسام سياسي حاد، هناك 8 آذار و14 آذار وكلنا نعرف ما طبيعة الوضع كان وأغلبية الحكومة ما كانت، وكان وزراؤنا بالحكومة نحن وأمل وبعض الأصدقاء نقاتل داخل الحكومة، رئيس المجلس أيضًا يقاتل من موقعه كرئيس مجلس ولكن كان هناك ضمانة مهمة جدًا بالحكومة اسمها رئيس الجمهورية، على رأس الطاولة كان هناك رئيس جمهورية اسمه العماد اميل لحود، هذا لا يجب أن يغيب، دائمًا أنا بالمناسبات عندما أصل إلى حرب تموز أذكّر بهذا الموضوع، على رأس الطاولة كان هناك رئيس يقاتل، حتى على التلفزيون شاهدتموه كيف كان يقاتل بعض الوزراء الذين يريدوننا أن نستسلم، لا أريد أن أفتح ملفات قديمة، لا أتحمل أن أفتح هذه الملفات القديمة ولا أستطيع أن أتحمل هذه الذكرى الأليمة في تلك الأيام وما كان يحصل داخل الحكومة اللبنانية وكله مسجّل، شخص الرئيس لحود هو الذي شكّل ضمانة. نحن لاحقًا بموضوع انتخاب الرئيس ميشال عون، أنا ذكرت سابقًا، لا أربح أحد جميلة أبدًا، أصلًا العماد ميشال عون لم يطلب منا أن ننتخبه نحن نتيجة العلاقة والتفاهم وموقف العماد والتيار بحرب تموز نحن بادرنا وقلنا للجنرال عون أنت مرشح طبيعي ونحن سننتخبك، نحن لم نجرِ صفقة، التفاهم هذا كلام عام بنود وكل واحد منا يفسره كما يريد، لم نأتِ مع الجنرال عون وقلنا له نحن ننتخبك رئيس ولكن يجب أن نتفق من الآن من قائد الجيش، من حاكم مصرف لبنان، الحكومة، رئيس الحكومة، الوزارات التي نريدها، السياسات العامة، أبدًا، الرجل مازال حيًا أطال الله بعمره، والإخوان الذين كانوا حاضرين، أبدًا، لم نطلب شيئًا، لا بالسياسات الخارجية ولا الاقتصادية ولا المالية ولا شيء، هناك أناس في لبنان يعتبرون هذه بساطة من حزب الله، يا أخي ماشي الحال نحن بسيطين، أنه نحن أوادم لا تضعون شروطًا. لماذا أخذنا هذا الموقف؟ لأنه كان عندنا ثقة بشخصه وأنا الذي قلت عنه جبل وما زُلت أقول عنه جبل، نتيجة ثقتنا بشخصه أن هذا الرجل لن يغدر بنا، لن يطعننا في ظهرنا، لن يتخلى عن المقاومة فنحن بأمان، كل شيء آخر هو خاضع لمؤسسات الدولة والآليات الدستورية، انتخاب رئيس حكومة، قانون انتخاب، تشكيل حكومة، محاصصة الوزارات، هذا كله آلياته واضحة. نحن كل قصتنا أننا وثقنا بهذا الرجل كشخص، أن هذا شجاع، صلب، لا يخون، لا يغدر، انتهينا، ولذلك نحن 6 سنوات نشعر بأن هذه المقاومة ظهرها آمن، أنا لا أجامل أحد أنا أقول الحقائق التي نحن نشعر بها، ظهرها آمن، أن هناك رئيس جالس في بعبدا لو جاء الأميركي والأوروبي والاسرائيلي هددت لا يطعن بظهر المقاومة، و6 سنوات فخامة الرئيس ميشال عون لم يطعن في ظهر المقاومة، الآن اختلفنا بالموضوع الداخلي، بالنظرة للدولة، اختلفنا على تقييم القوى السياسية هذا بحث آخر، أتحدث بموضوع المقاومة. عندما جئنا دعمنا ترشيح طبيعي، الوزير سليمان فرنجية هو واحد من أربعة التي كان يقال أن هؤلاء هم أقطاب الموارنة، عندما حصل الخلاف وبقي البلد سنتين ونصف معطل كان يقال فليجلس هؤلاء الأربعة ويتفقوا، واحد منهم كان الوزير سليمان فرنجية، سليمان فرنجية ليس شخصية طارئة ولا شخصية غريبة ومن أقطاب الموارنة في البلد. حسنًا، مرشح طبيعي، نظرنا هكذا، رغم أننا بدأنا بالحوار مع صديقنا جبران باسيل وقلنا للبحث صلة ولكن ليس نحن من أوقف الحوار، وقلنا للبحث صلة لكن الإخوان بالتيار كان عندهم موقف حاد وقاسي، أصلًا نحن لم ندعم ترشيح سليمان فرنجية قبل أن نجلس مع التيار ونتواصل مع البقية، لسنا نحن من أخرجه للعلن، نحن ما زلنا نتواصل ونتحدث ونتناقش، صحيح ضمنًا خيارنا أنه هو خيارنا ولكن لم نرشحه ليُقال أننا نفرض رئيسًا على المسيحيين في لبنان، هذا غير صحيح، ذهبنا جلسة واثنين وثلاثة وكنا نضع ورقة بيضاء مثل ما قال الرئيس نبيه بري نفتح باب للتحدث مع بعض ولنتحاور مع بعض ونصل إلى نتيجة.”
وقال: “على كلٍ، موضوع الوزير سليمان فرنجية بالنسبة لنا هي هذه القصة، نحن لم يجلس أحد منا من الثنائي مع الوزير فرنجية وقال له يا معالي الوزير إذا أصبحت رئيسًا نحن نريد منك فلان قائد جيش وفلان حاكم وتلك الوزارات نريدها وهذه القوانين، هذا أبدًا لم يحصل، كل ما يعنينا بهذا الملف أن هناك شخص اسمه الوزير سليمان فرنجية، نحن الثنائي وكثيرون معنا يؤمنون بأن هذا رجل صادق، شجاع، وفي، قبضاي، عنده ركاب، لا يغدر، لا يبيع، وعنده مواصفات أخرى تؤهله ليكون رئيسًا للجمهورية، لا أقول أن هذه المواصفات وحدها كافية، لكن هذه المواصفات بالنسبة لنا، ممكن أن نأتي بواحد مدير وفهيم واقتصادي واستراتيجي وسياسي وفيلسوف الفلاسفة وعبقري العباقرة ولكن ليس لديه ركاب. أعيد وأكرر وأقول نحن يا أخي شريحة كبيرة من الشعب اللبناني لا يحق لنا أن نضيف شرط على مواصفات الرئيس عندما تحدثت بقصة نريد رئيسًا لا يطعن المقاومة في ظهرها؟ ألا يحق لنا؟ هذا حق طبيعي، أنتم يحق لكم أن تضعوا المواصفات التي تريدونها ونحن يحق لنا أن نضع المواصفات وأن نتمسك بهذه المواصفات”.
أضاف: “إذًا أيضًا جوابًا على هذه النقطة، نحن لا نبحث لا عن ضمانات دستورية ولا ضمانات خطية ولا شيء، نحن عندما دعمنا هذا الترشيح منسجمين مع أنفسنا تمامًا، مثلما عندما انتخبنا العماد ميشال عون، مثلما عندما انتخبنا العماد اميل لحود ومددنا للعماد اميل لحود، أنا أقول لكم لكل صراحة هناك مكان لم نكن دقيقين فيه، البلد كان على حافة حرب أهلية وكذا، هو الانتخاب الذي حصل بينهما تبع المعادلة الخشبية، لكن نحن منسجمين مع أنفسنا الآن تمامًا، وهذه المسألة بالنسبة لنا. “
وتابع: “وما زال هناك في هذا الملف كلمتين، في موضوع الحوار، نحن عندما نكرّر الدعوة إلى الحوار، طبعًا هناك أناس من البداية لا يريدون الحوار، وهناك أناس يريدون حوارًا بشروط، هذا لم يعد حوارًا. نحن عندما نكرّر الدعوة إلى الحوار ونحن نذهب إلى مجلس النواب فقد عُقدت 12 جلسة ولم نصل إلى نتيجة ولن نصل إلى نتيجة، ونحن نقول تعالوا لعقد حوار حتى نصل إلى نتيجة، فيخرج أناس ويقولون هذا فخ، هذا انقلاب، هذا لعبة، قولوا أنكم لا تريدون الحوار. عندما تقول لي حوار بشروط هذا لم يعد حوارًا، الحوار بلا شروط، أنا أقول لك نحن الثنائي وبقية حلفائنا عندما نأتي إلى طاولة الحوار صحيح عندنا اسم واحد هو سليمان فرنجية ولكن سنتناقش، نرى الأسماء التي لديكم، إذا مثل الأسماء التي رأيناها حتى الآن… نتحدّث عن الأسماء، نتحدّث عن الضمانات، نتناقش، يمكن تقنعوننا، يمكن نقنعكم. أما قصة أن نتناقش ولكن ليس هناك سليمان فرنجية، نتناقش بشرط أ، تتخلوا عن مرشحكم، هذا ليس حوارًا، هذا اسمه هناك شخص يريد فرض رأيه على الآخر”.
أضاف: “تحدّث الثنائي كثيرًا، والآن إخواننا ملزمون أنه أسبوعيًا هناك مناسبات وأسابيع وإطلالات، لا يجرون مقابلات تلفزيونية، يظلوا يتحدثون بالسياسة، عندما يصلوا إلى الملف، الحوار والدعوة إلى الحوار، أنا أطلب من إخواني أنه “خلص” خفّفوا، لا أقول لا تتحدثوا عن الحوار، خفّفوا فقط، لأنه أنتم مللتم من الحديث والناس ملّت من الحديث وأصبح موقفنا واضحًا، الذي يحب أن يجري حوارًا هذا طريق الحوار، لأنه لا يوجد حل إلا أن نجلس ونتفق، لا حل آخر، لا أحد يجبر الآخر، أجرّبنا أن نجلس وتناقشنا وتحاورنا وفشلنا؟ الآن يقول أحد سنفشل، فلنجرّب.”
وتابع: “بكل الأحوال، أنا لا أقول أننا لا نريد حوارًا، لكن “خلص” الموقف معروف، عندما يكون هناك استعداد للحوار في البلد نحن اعتبرونا جاهزين للحوار بلا قيد وبلا شرط وفي أي وقت وفي أي زمان وفي أي مكان، ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع”.
وقال: “طبعًا هناك شيء استجد وأعلن عنه أمس رئيس التيار الوطني الحر الأستاذ جبران باسيل، أيضًا أنا أؤكد أنه نعم نحن عدنا ونتحاور، نحن مع الحوار، حوار ثنائي، حوار ثلاثي، حوار جماعي، لأنه ليس هناك حل آخر إلا هكذا. بنهاية المطاف نحن والتيار نجلس ونتناقش ونتفاهم ونأخذ وقتنا، ليس شرطًا أن يلزم أحد الآخر ليأخذ منه جواب أو ليصل لنتيجة بسرعة، البلد على كل حال كله في حالة انتظار وهذا الحراك الوحيد الطبيعي المنطقي اليوم الداخلي، إضافة إلى التحرك الخارجي، لنرى السيد لودريان عندما يأتي إلى لبنان ماذا سيحمل معه ويُبنى على الشيء مقتضاه.أنا هنا في الحقيقة أريد أن أختم بشيء، للبنانيين أحب أن أقول لهم ما يلي: للمسلمين والمسيحيين، كل ما يحصل في المنطقة حولنا يجب أن نستفيد منه ونأخذ منه العبرة، نأخذ عبرة من الذي حصل عندنا في لبنان بالحرب الأهلية وقبل الحرب الأهلية وبعد الحرب الأهلية، لا يوجد حل في لبنان، لا الفدرالية هي حل ولا التقسيم هو حل، سمعت أناس على التلفزيونات يتحدثون بحديث صحيح، أن التقسيم هو مشروع حروب أهلية، غداً في كل مقاطعة في هذا التقسيم من يضمن أنه حتى بهذه المقاطعة ستسود الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان والرأي الآخر؟”
أضاف: “على كلٍ، هذا البلد خياره ومستقبله ومصيره وشرط وجوده وبقائه هو وحدته، الدولة، مؤسسات الدولة، الحوار بين اللبنانيين، اعتراف اللبنانيين ببعض، احترام اللبنانيين لبعض، ونجلس ونطمئن بعضنا، نحن من جهتنا لا نريد أن نُضعف أحدًا ولا نُريد أن نُنقص أحداً ولا نريد أن نأخذ من حصّة أحد ولا نريد أن نعتدي على أحد، بالعكس أنتم شاهدتم خلال كل هذه السنوات يُعتدى علينا هنا وهنا وهنا ونصبر من أجل البلد، الذي يريد أن يأخذ البلد إلى حرب أهلية يرتكب جريمة كبرى وستأتي النتائج السياسية أسوأ بكثير. نحن اليوم ما بأيدينا صحيح هناك كثير من المشاكل وكثير من النواقص وكثير من العيوب، لكن لا يوجد حل لمعالجة هذه النواقص وهذه العيوب إلا أن يتحدّث الناس مع بعض ويتفاهموا مع بعض ويتنازلوا لبعض ويصلوا إلى نتيجة. نحن بالموضوع الداخلي منفتحين جدًا، هناك أناس يتبعوننا على سلاح المقاومة، هذا موضوع بالنسبة لنا إذا هذا هو الشرط معنى ذلك هنالك مشكلة، نحن بموضوع المقاومة صحيح، نحن موافقين أن نناقش بالإستراتيجية الدفاعية ولكن هذه الدعوات أن سلاح المقاومة، من قال أن سلاح المقاومة هو بالحقيقة أولوية عند الشعب اللبناني، كثر من هؤلاء السياسيين يتحدثون بشكل خاطئ، كثر من وسائل الإعلام يتحدثون بشكل خاطئ، كتاب مقالات ومواقع إلكترونية مُوجّهة، هناك استطلاعات رأي أُجريت قبل الانتخابات ومن مراكز ليس لنا علاقة بها، نحن حصلنا عليها، ولم تنشر في وسائل الإعلام، ودخلوا قضاء قضاء وسألوا اللبنانيين من كل الطوائف ومن كل المناطق ومن كل الأقضية، ما أولويتكم؟ الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي، اثنين الفساد، ثلاثة أربعة خمسة ستة، آخر شيء لأنه يسألونهم عن المقاومة وسلاح المقاومة فتجد 1%، لكن لتصل النوبة لسلاح المقاومة هناك عشر درجات قبل أو ثمانية درجات قبل. هؤلاء السياسيين الذين يتحدّثون يتحدّثون عن هواجسهم ومشاريعهم هم، ما يعجب الأميركي وغير الأميركي، لن أقول أكثر من ذلك، دعوا موضوع المقاومة جانبًا، لا تخلطوا، نحن لن نستخدم المقاومة ولا قوة المقاومة ولا سلاح المقاومة لفرض أي خيار سياسي في الداخل. أقول شيئاً، في 7 أيار واحدة من الأشياء التي أدّت إلى زعل بيننا وبين التيار الوطني الحر أنه نحن عندما قيل يجب أن ننهي هذا الوضع – عندما جاء الوفد العربي- قلنا له نحن فلتتراجع الحكومة عن قرارها الذي أخذته بموضوع سلكي المقاومة وليس هنالك مشكلة، موضوع المطار كان ثانويًا، كثر من كوادر التيار الوطني الحر عتبوا علينا وزعلوا وكتبوا وهاجموا أنه كان يجب أن نطالب بالعماد ميشال عون رئيس للجمهورية، أنا اليوم أريد أن أكشف سرًا، هذا حصل عندما كانت الوفود كلها في الدوحة وكان العماد ميشال عون بالدوحة وكان أخونا الحاج أبو حسن رعد والوفد معه بالدوحة،2 وأنا أرسلت رسالة خطية للعماد ميشال عون عن طريق الإخوان والعماد ميشال عون هو الذي قال لهم لجماعة التيار “حلو عنن للجماعة”، بكل بساطة ماذا كانت القصة بالنسبة لنا؟ أن هذا الموضوع ليس له علاقة بالخيارات السياسية، أنا لا أريد مكسبًا سياسيًا، لا أريد أن أفرض رئيس جمهورية على أحد، كنا جدّيين في انتخاب العماد عون وبقينا سنتين ونصف السنة معه معطلين الانتخابات، هذا صحيح، لكن نحن لم نقبل أن نضع انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية بمؤتمر الدوحة لأن هذا الموضوع مختلف، نحن حملنا السلاح لنحمي المقاومة وليس لنفرض رئيسًا للجمهورية. والآن أعود وأقول لكم، لا نُريد أن نفرض رئيسًا للجمهورية ولا تغييرا في تركيبة النظام ولا تغييرا بالدستور ولا تغيير بالطائف ولا أي خيار سياسي بالقوة على أحد في لبنان، أياً تكن القوة التي لدينا أو قد تكون لدينا في المستقبل، نحن خيارنا المشاركة والتفاهم والتعاون لأن لبنان لا يقوم إلا هكذا.”
وختم: “حمى الله لبنان وحماكم جميعًا وحفظكم جميعًا وإن شاء الله في الأيام المقبلة، أيام محرم، نتحدث ونخطب، وبالمناسبة نعود ونتحدث أكثر في 14 آب يوم الانتصار الإلهي التاريخي الاستراتيجي”.
**