فيما ينشغل الداخل اللبناني بأزمة الرئاسة وينتظر حوار لودريان الذي لم تتضح معالمه بعد، بقيت الأنظار موجّهة إلى الجنوب اللبناني وبالتحديد الى قرية الغجر، حيث فشلت الوساطات الديبلوماسية في ازالة الخيمتين اللتين نصبهما «حزب الله» في مزارع شبعا مقابل النقطة التي تمدّد فيها جيش العدو الاسرائيلي في بلدة الغجر وقضمه الجزء اللبناني منها، في خرق فاضح للقرار 1701 والخط الازرق، ويُعمل حالياً على اتفاق يقضي بعودة الارض التي قضمها العدو الى السيادة اللبنانية مقابل إزالة الخيمتين اي معادلة win win ( رابح رابح) لتسوية الامر.
واستبعد مصدر عسكري رفيع في حديث لـ«الجمهورية»، ان يؤدي هذا الامر الى حرب. مؤكّداً «انّ الامور تحت السيطرة، وانّ المأزق الذي وصلت اليه اسرائيل جعلها تحتاج لأي حل يُنزلها عن الشجرة بعدما تمكّن الجيش والمقاومة من تحقيق انتصار في سياسة الردع في المنطقة».
وفي الوقت الذي تواصلت اللقاءات على اكثر من مستوى بين لبنان وقيادة القوات الدولية حول الوضع في بلدة الغجر، وما تبلّغه قائدها اول من امس في بيروت من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك، بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي، حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري، ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يُضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).
وفي هذه الاجواء، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أصدره لمناسبة الذكرى الـ17 للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، انّ «الخلاف والاختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والاستحقاقات على أهميتها تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجّهاتهم وانتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نيات إسرائيل العدوانية المبيتة ضدّ لبنان إنتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً ،وهذه المرّة انطلاقاً من ضمّ قوات الإحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر واستمرار إحتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
واعتبر انّ «مقياس الإنتماء الوطني والدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية ليس وجهة نظر، فهو يبدأ من الجنوب في مواجهة عدوانية اسرائيل وأطماعها، ثباتاً ووحدة وطنية لا تقبل التنازل او التفريط بذرة تراب لبنانية من أعالي العرقوب الى رأس الناقورة».
والى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، انّ المنسق الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين وصل إلى تل أبيب امس لمناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضافت، أنّه في خضم التوترات المتزايدة بين إسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية، وكذلك مع واشنطن، التقى هوكشتاين أيضًا بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وبحثا في تطورات التطبيع مع السعودية، بالإضافة إلى التوتر مع «حزب الله»، على خلفية إطلاق صواريخ من لبنان، وردّ إسرائيل بقصف مدفعيّ.
**