لا يوجد طرف يرغب في التصعيد على الحدود الجنوبية، اسرائيل تتهيب الموقف وتخشى المفاجآت، وحزب الله مستعد ولكنه يحقق من خلال تكتيكات مدروسة ميدانيا ردعا لا يحتاج الى حرب لتثبيته. هذه الخلاصة تظهرت من خلال التحركات الدبلوماسية خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما دخلت واشنطن رسميا عبر السفيرة دورثي شيا على خط الاتصالات التي تقودها قوات اليونيفيل بتكليف من الامين العام للامم المتحدة. والنتائج الاولية تشير الى ان المقاومة نجحت مرة جديدة في فرض معادلة تبنتها الدولة اللبنانية عبر ابلاغ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو بان حل مسألة خيمة حزب الله في مزارع شبعا مرتبطة بتراجع اسرائيل عن احتلال القسم الشمالي من الغجر.هذه القضية دخلت في مسار دبلوماسي شاق مع الاسرائيليين الذين قدموا عرضا رفضه لبنان ووعدوا بتقديم اجابات خلال الساعات المقبلة عبر «اليونيفيل» على طرح «المقايضة» اللبنانية. هذه التطورات ستكون جزءا اساسيا من كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا لمناسبة اندلاع حرب تموز، حيث سيعيد تثبيت المعادلات مجددا كي لا يخطىء الاسرائيليون في حساباتهم في ظل تفاقم الازمة الداخلية الذاهبة الى تصعيد غير مسبوق في الساعات القليلة المقبلة.
وقد تصدرت التطورات الحدودية في الجنوب المشهد بالامس مع دخول واشنطن على الخط مباشرة حيث نقلت السفيرة دورثي شيا رسائل اسرائيلية تزامنا مع «رسائل» مماثلة نقلتها قيادة «اليونيفيل» الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. وعلمت «الديار» ان حزب الله يدعم الدبلوماسية اللبنانية في موقفها ولا يرى مانعا من الاستفادة الموضوعية من مسألة الخيمتين في مزارع شبعا لتحرير القسم اللبناني من الغجر، وهو سبق وابلغ المعنيين ان الخيمتين لهما مهمة خاصة على المستوى الميداني وتنتفي الحاجة اليهما حين تنتهي وظيفتهما، وربط الجهات اللبنانية بين المسألتين لا يضر بالمهمة الاساسية، والحزب يقف وراء الدولة في اي قرار يؤدي الى ازالة الاحتلال الاسرائيلي المستجد.
رفض الاحتلال «المقنع»
تراجع واشنطن؟
ووفقا للمعلومات، فان عدم نجاح تمرير هذا الاقتراح سيجبر واشنطن على تبني الحل الذي يقضي بحل أزمة الخيمة مقابل التراجع عن احتلال الغجر، ووفقا لتقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فأن العرض الأميركي يشمل إقدام حزب الله على تفكيك الخيمة العسكرية، مقابل تراجع اسرائيل عن بناء السياج الحدودي في محاذاة قرية الغجر، ولفت التقرير إلى أن حزب الله سيوافق على تفكيك الخيمة إذا ما أوقف الجانب الإسرائيلي عمليات بناء الجدار. واعتبر التقرير أن انشغال إسرائيل بالخيمة الموجودة في منطقة مزارع شبعا ، يعتبر نجاحا لحزب الله الذي بات يدرك أن وضعًا جديدًا قد تشكل في المنطقة يمكنه محاولة الاستفادة منه. في المقابل، تبذل إسرائيل جهدًا لحل القضية من خلال الوسائل الدبلوماسية لانها تخشى القيام بازلة الخيمتين لانها ستؤدي الى اندلاع معركة قد تستمر لأيام.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**