سياسيا، جاءت عطلة عيد الاضحى في توقيت اكثر من مناسب لمختلف القوى السياسية، كي تستخدمها «شماعة» لتبرير الجمود رئاسيا، فيما يدرك الجميع ان ما بعد عطلة العيد ستكون كما قبلها، بانتظار ان يجد الجانب الفرنسي «الترياق» لحالة الاستعصاء السياسي، دون آمال كبيرة بحصول التقدم المأمول سريعا، لاسباب خارجية اكثر منها داخلية، بعدما ثبت ان التقدم في حل الملفات العالقة بين السعودية وايران يتم بهدوء ودون استعجال، سواء في اليمن او العراق وحتى في سوريا، ولهذا لن يكون لبنان استثناء.
«خمسة زائد واحد»؟
ولهذا سمع بعض المسؤولين اللبنانيين كلاما واضحا عبر قنوات ديبلوماسية اقليمية تنصح بعدم الركون للمواعيد التي يضربها البعض للتسوية، لانها مجرد تكهنات «وابر مورفين» لا تتسق مع اي معطيات جدية. وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لا يملك اي تصور جاهز لكيفية الخروج من المأزق الراهن، وتقريره المفترض للرئاسة الفرنسية يوصف طبيعة الخلافات غير المفاجئة والمعروفة سلفا داخليا، لكن الجديد تبلور قناعة فرنسية بان اي حوار داخلي جدي يحتاج الى رعاية اقليمية ودولية، بغض النظر عن شكله ومكانه، ولهذا ستكون ضمن اقتراحاته ضم ايران الى «طاولة» «الخماسية» عبر صيغة 5 زائد واحد، لتجنب صعوبة جمع واشنطن وطهران على طاولة واحدة، حيث تلعب باريس دور المنسق في هذه الصيغة، وهذا يمنح كافة اطراف النزاع في لبنان الضمانات التي تحتاجها في اي عملية تسوية مقبلة، كما تمنح دول «الخماسية» ما تحتاجه من ضمانات، على اعتبار ان اي اتفاق مفترض يحظى بدعم ايراني رسمي مباشر على عبر قناة ثالثة ممثلة بحزب الله.
مضمون الحوار
هذا الاقتراح سيكون على بساط البحث في الايام المقبلة فرنسيا مع دول الخماسية وطهران، حيث ستعمل باريس على «جس نبض» تلك الدول قبل الانطلاق في صياغة شكل ومضمون الحوار المفترض، واذا حصل توافق على الصيغة الجديدة التي يرى الفرنسيون انها ستمنح الحوار فرصة اكبر للنجاح، سيحمل لودريان في جولته المقبلة ما هو ابعد من الازمة الرئاسية، وسيحاول طرح مقترحات تتعلق بحل جذري لمعضلة الاستعصاء اللبناني عبر ايجاد صياغة جديدة لتجنب المشاكل الدستورية الحالية من داخل النظام الحالي، وليس عبر الانقلاب عليه.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**