بعد سلسلة من السجالات بين فريقي النزاع، على خلفية الجلسة الرئاسية الاخيرة، وما رافقها من ردود واتهامات متبادلة، يعود الملف الرئاسي من جديد اليوم الى الساحة، مع وصول الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جان إيف لودريان الى بيروت، ضمن مهمة تهدف الى مساعدة لبنان في حل معضلته الرئاسية، بعد محادثات في الداخل اللبناني وخارجه، قام بها المسؤولون الفرنسيون، من دون ان تصل الى خاتمة سعيدة، لكن يبدو الموفد الفرنسي هذه المرة طويل البال، على الرغم من جولاته الشاقة في لبنان، ومحاولاته المتكرّرة لجمع الاضداد للتفاهم والحوار. فيما تشير المعلومات الى انّ مهمته اليوم صعبة اكثر من اي وقت مضى، لانه آت ليحقق نجاحاً، وسوف يبدأ جولته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، كما سيلتقي قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والوزيرين السابقين زياد بارود وجهاد أزعور، اي المرشحين الى الرئاسة، على ان يدعو بعد غد الجمعة رؤساء الكتل والنواب الى غداء في السفارة الفرنسية، ومساءً تلقى «اللقاء النيابي المستقل» دعوةً للقاء لودريان يوم غد الخميس. وعُلم ايضاً انه سيلتقي الجمعة سفراء المجموعة الخماسية ، أي السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وقطر ومصر في قصر الصنوبر.على ان يرفع لو دريان في نهاية المحادثات تقريراً عن نتائج جولته في بيروت، وحينئذ ستتبلور الامور اكثر مع كل من المملكة العربية السعودية وايران ودول اخرى معنية بالملف اللبناني، انطلاقاً من نتائج المحادثات بين الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي جرت في الاليزيه.
الى ذلك ووفق معلومات «الديار» فإنّ الموفد الفرنسي سيحمل معه اليوم موقفاً جديداً قد يكون خياراً ثالثاً قابلاً للتوافق، وهذا ما ستظهره محادثات اليوم وغداً مع الاطراف السياسيين، خصوصاً انّ باريس اليوم لا تريد رئيس مواجهة، بل شخصية سياسية تدخل بعبدا بنسبة قبول كبيرة.
المصدر:”الديار – صونيا رزق”
**