جدّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، تأكيد الموقف الدّائم لإيران، بشأن الجزر الإيرانيّة الثّلاث، أبو موسى وتنب الكبرى وتنب الصغرى، مشيرًا إلى أنّ “هذه الجزر جزء لا يتجزّأ وأبدي من أراضي إيران”.

وشدّد، في مؤتمر صحافي، على “الاستراتيجيّة الإقليميّة والسّياسة الجوهريّة لإيران، بشأن تقوية وتعميق العلاقات مع الدول الخليجيّة وتنمية مبدأ الجوار”، معربًا عن أمله في أن “تقوم دول المنطقة ببناء أطر جديدة للتّعاون من خلال التّطلّع إلى المستقبل والابتعاد عن الأدب التّقليدي السّابق”.

ووصف كنعاني، التّطوّرات الّتي شهدتها المنطقة في الأشهر الأخيرة، بـ”الواعدة، وضمن إطار مصالح جميع دول المنطقة”، مركّزًا على أنّ “دول المنطقة تتحمّل مسؤوليّة جماعيّة في دفع مصالح المنطقة إلی الأمام، وإيران لطالما دعمت الحوار والتّعاون مع دول الخليج الفارسي كشركاء في المنطقة”.

واعتبر البيان الصّادر عن مجلس التّعاون بشأن القضايا المتعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني، “غير مناسب”، معلنًا أنّ “إيران تتابع برنامجها النّووي السّلمي على أساس حقوقها والتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار، واتفاق الضمانات الشاملة بالتفاعل مع الدول المعنية والوكالة الدولية”. وذكر أنّ “إيران تعلن مرّة أخرى عزمها الجادّ على تحقيق منطقة مستقرّة وآمنة ومزدهرة، بالتّعاون مع جيرانها وأشقائها في مجلس التّعاون لدول الخليج الفارسي”.

وعن التكهنّات بشأن تبادل الرّسائل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن استمرار المفاوضات الرّامیة إلی إلغاء الحظر عن إیران، أوضح أنّ “لدينا وجهة نظر مبدئيّة وواضحة بشأن خطّة العمل المشترك الشّاملة وعمليّة التّفاوض”.

ولفت كنعاني إلى أنّ “إیران وضعت سياسة تحييد الحظر على رأس جدول أعمالها، بالاعتماد على قدراتها الدّاخليّة وعلاقاتها الواسعة مع جيرانها، لكنّها لم تتخلَّ عن العمليّات الدّبلوماسيّة بهدف رفع العقوبات القاسیة والجائرة”، مشدّدًا على أنّ “الجانب الإيراني لم يترك طاولة المفاوضات أبدًا لضمان أقصى قدر من المصالح الوطنيّة، ولطالما أبدی استعداده لتحقيق ذلك، وما يهمنا هو أداء الجانب الآخر وليس تصريحاته الإعلاميّة”.

كما ذكّر بأنّه “تمّ الإعلان مرّات عدّة أنّ الرّغبات والمطالب القويّة لقائد الثّورة الإسلامیّة والمصالح الوطنيّة وقانون “العمل الاستراتيجي” (لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الايراني) وعدم تجاوز الخطوط الحمراء، کانت وستکون محورًا لفريق التّفاوض الإیراني في أيّ اتفاق، وسنواصل هذه العمليّة حتّى تحقيق النّتيجة”.

وبشأن تبادل السّجناء بين إيران والولايات المتحدة، أعرب عن أمله في أن “نشهد تبادل السّجناء، لأنّنا بذلنا كلّ الجهود اللّازمة، وتستمرّ المفاوضات عبر وسطاء بالنّظر إلى الجانب الإنساني للقضيّة. ويمكننا أن نعبّر عن ارتياحنا لأنّ هذا سيحدث، إذا كان الجانب الآخر جادًّا أيضًا؛ لذلك كلّ شيء يعتمد على إرادة الجانب الآخر”.

وعن العلاقات بين إيران ومصر، ركّز المتحدّث على أنّه “تمّ الإعلان بوضوح عن الموقف الواضح للحكومة والمؤسّسات الدّبلوماسيّة فيما يتعلّق بالعلاقات مع مصر، كما أعرب قائد الثورة الإسلامیّة عن موقفه في هذا الصّدد في لقائه مع سلطان عمان، فإذا كان الجانب المصري راغبًا فنحن نرحب بهذا الموضوع”.

وتعليقًا على المستجدّات المتعلّقة بالعلاقات الإيرانيّة- السّعوديّة، أكّد أنّ “التّوصّل إلى الاتفاقيّات بين البلدين تجري بشكل جيد وسريع، وليست هناك عقبة تحول دون تنفيذ الاتفاقيّات بين الجانبين، وأنّهما ملتزمتان بتعهّداتهما. كما أنّنا شهدنا افتتاح سفارة إيران في الرياض وقنصليّتها في جدّة، وأنّ الأرضية باتت مهيّأة لإعادة سفارة السعودية في إيران وقنصليتها في مدينة مشهد المقدّسة”.

وأعلن “أنّنا سنشهد زيارة وزير الخارجيّة السّعوديّة إلى إيران في مستقبل قريب، وإعادة افتتاح السّفارة السّعوديّة في إيران”، مبيّنًا أنّ “العلاقات بين إيران والسعودية تجري بشكل جيّد”.