بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، العائِد من الفاتيكان وباريس، تحرّكاً في اتجاه القيادات والمرجعيات السياسية، في محاولةٍ منه لتسريع الخطى في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي بالاستناد الى تشجيع فرنسي وفاتيكاني. فالتقى فرنجية وباسيل، كلّ على حدة، وتعذّر عليه اللقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لأسباب أمنية حسبما تردد، وأوفدَ المطران بولس عبد الساتر الى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وقال المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بيان: «أوفدَ غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس السبت (أمس الأول) المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى».
وينتظر ان يلتقى عبد الساتر رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة. وقالت مصادر تُواكِب حراك الموفد البطريركي لـ«الجمهورية» ان الخطوة التي بدأها عبد الساتر بزيارة الضاحية الجنوبية كما وعد بذلك هي لمواكبة المرحلة التي تَلت ترشيح ازعور ولإجراء المقاربة الضرورية التي فرضتها الخطوة بعدما توافرت كل عناصر «المواجهة الديمقراطية» بوجود مرشحين اثنين يتمتعان بالجدية المطلقة، والتي لا تخضع لأي تشكيك من اي طرف كان. وهو امر طارئ يستدعي التفكير بأيّ خطوة مقبلة أياً كان شكلها، سواء سعت الى البحث عن توافق أو طرح مزيد من الأسماء من لوائح أخرى يجري التداول في شأنها على اكثر من مستوى.
وكان الراعي قد علّقَ في تصريح مُتلفز على التهجم الذي تعرّضَ له بالقول «ما بردّ عَ حدا وما بحياتي رَدّيت عَ حدا لا سلبًا ولا إيجابًا». وقال: «التقيتُ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وأضاف: «لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور، وشغلي بِعِملو ووقت فيه لزوم بِعلُن عنّو».
وقال في عظة الاحد امس: «لو استحضَر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادة 73 من الدستور. ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لَسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما».
**