كتبت صحيفة “الديار”: كلما تأمل اللبنانيون بإقتراب حل للمعضلة الرئاسية، وبإتفاق الافرقاء السياسيين على إسم رئاسي موحّد، في ظل المبادرات الخارجية والجولات الداخلية التي لا تهدأ، يغيب بصيص ذلك الامل فجأة. وحين يسمع المعنيون بالملف الرئاسي، يعتقدون انّ العمل قائم بقوة لإنهاء هذا الملف، خصوصاً قبل منتصف حزيران المقبل. هذا التاريخ الذي يتمسّك به اللبنانيون، يشبه ذلك الغارق الذي يتمسّك بالقشة، لذا يعودون كل مرة من حيث اتوا، اي الى المربع الاول والى بداية الخلافات على إسم الرئيس الذي ينتظره الجميع، من دون ان يعرفوا هويته، لانّ الاسماء التي يتم التداول بها، منذ لحظة انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون ولغاية اليوم، تتأرجح يومياً ما بين غيابها الفجائي، او إمكانية وصولها الى بعبدا خلال الجولة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس، لكن في اليوم الثاني تعلو نسبة حظوظ مرشح آخر لا يخطر على البال، بحيث يتم تداول أسماءً رئاسية منسية.
وفي الوقت الذي نقل فيه زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه تفاؤله بإنتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ووصوله الى بعبدا بنسبة الاصوات المطلوبة في الدورة الثانية، كانت المعارضة و «التيار الوطني الحر» على خير ما يرام، وفق ما افيد مطلع الاسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت حينئذ مصادر الطرفين، لكن كل شيء عاد أدراجه، فلا اتفاق على إسم الرئيس بل توقف للمفاوضات وإعلان الفراق من جديد، على الرغم من انّ «المصيبة جمعتهم» وهي منع وصول فرنجية، لكن المصالح الخاصة لباسيل منعت بدورها هذا التوافق، بحسب ما ذكرت مصادر المعارضين لـ» الديار»، ورأت انه يلعب على الحبلين، اي حبل الثنائي وحبل المعارضة، لذا خرج من باب التفاوض مع الاخيرة، من باب إظهار حسن النيّة امام حزب الله، الذي يعمل باسيل على إبعاد اي هزّة سياسية جديدة معه، مع صعوبة بإرجاع العلاقة كما كانت، إلا في حال عاد التوافق بين الطرفين.
لكن ووفق مصادر «التيار الوطني الحر» فإن دعم فرنجية للوصول الى الرئاسة، ساهم كثيراَ في تراجع العلاقة التي باتت تشبه الجرّة المكسورة، لذا يصعب ترميمها إلا اذا عادت العلاقة الى سابق عهدها.
هاشم: ننتظر موقف المعارضة لإيجاد تسوية
وفي اطار ما ينقل عن تفاؤل رئيس مجلس النواب، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم لـ»الديار» ان بري متفائل دائماً في ما يخص الملف الرئاسي، ويحاول إيجاد حل له عبر انتخاب رئيس للجمهورية في نهاية الامر، لكن حالياً الوضع يراوح مكانه، فليس هنالك من أخبار ايجابية، في إنتظار مستجدات المعارضة وما يدور في فلكها، لإيجاد تسوية وحل للملف الرئاسي.
وحول ما يردّد عن دعوة مرتقبة من قبل بري الى جلسة رئاسية في 15 حزيران، إعتبر هاشم بأن هذه الدعوة محكومة بالمعطيات التي قد تتوافر من اليوم وحتى منتصف الشهر المقبل، وحين يلمس معطيات إيجابية قادرة على إيصال رئيس الى بعبدا، سوف يسارع على الفور للدعوة الى هذه الجلسة، فالمهم ان تكون منتجة.
**