لربما مررتَ يومًا ما بجانب أشعار سعيد عقل. لكن قطعًا صادفك هذا البيت على ورقٍ أو ضمن ألحانِ فيروز. لبنان تغنّى به الشعراء على مدى عقود، الّا أنّ اللبناني لم يتهن به. اليوم أصبح الوصول إلى النجم ضرب خيال لنا نحن اللبنانيين، وتلك الصخرة التي كفكفتنا قرونًا أمسى ثمنها باهظًا.
لذا يكمن السؤال عن سبب تزايد نسبة السياح، بخاصة بعد الأحداث الكثيرة التي مرّ فيها لبنان أخيرًا.
القطاع السياحي هو إحدى الحبال الأساسية التي يتمسك بها الوضع اللبناني. ففي عام 2009 كانت عائدات السياحة حوالى 10 مليارات دولار، أي انّ لبنان يعتمد على هذا القطاع. السياحة اليوم لا تُعتبر المنقذة الّا أنّها المنعشة.
إن دققنا بالأسعار سنجدها رخيصة بالفعل للأجانب. فهي تتراوح بين 25 دولارًا إلى 100 دولار، وهذا يتضمن الفنادق ذات خمس نجوم. ليست أسعار الفنادق وحدها الزهيدة، فحتى من ناحية الأكل والشرب هنالك رخص، فما كان يُسعّر بـ10 دولارات أصبح الآن بـ4 دولارات. وبشكل عام السياحة في لبنان تكلّف 770 دولارًا للشخص الواحد.
هنالك العديد من علامات الاستفهام ومنها التي تخبرنا أننا أصبحنا نتحايل على بعضنا البعض. فالشاليهات التي يجب أن تكون منفذًا للمواطن وأرخص من الفنادق، هي اليوم أغلى بكثير. على سبيل المثال، هنالك إعلانات عن شاليهات بـ200 دولار ليوم واحد فقط. ويُعتبر مبلغًا باهظًا، فحتى فندق خمس نجوم نسبته أقل. اللبناني اليوم لا يمكنه ارتياد شاليه بـ200 دولار، فهو يمثل مدخوله كاملًا، بخاصة إن كان أجره بالليرة فقط.
فجأة تصبح تلك المعالم التي نمتلكها لغيرنا، وتلك المناظر حافظنا عليها لنُحرم منها، وأصبح لبنان أغلى مما نقدر عليه. نظن أنّ مشاكلنا مختصرة فقط على الهجرة، الدولار والعمل. نتحدث كثيرًا عن التعب دون أن نلقي بالاً على حقنا في الاستمتاع داخل وطننا. لربما السياحة هي إحدى أعمدة الاقتصاد الّا أنّ اللبناني هو أساس الوطن بكل قطاعاته.
المصدر:”الجمهورية – لارا بصل”
**