بعد ٦ اشهر على دخول البلاد الفراغ الرئاسي وتمترس القوى السياسية وراء مواقفها وعدم حصول اي خرق جدي فان الاستحقاق الرئاسي ما زال «راوح مكانك»، وباتت الصورة واضحة للمخارج، وكلها مقفلة حسب المتابعين للملف الرئاسي واولها: توافق مسيحي بين التيار الوطني والقوات والكتائب على مرشح واحد، لكن هذا الانجاز مستحيل ويبقى من وحي الخيال، وكل المساعي لجمع التيار والقوات لم يكتب لها النجاح مطلقا والدكتور جعجع لن يكرر تجربة اتفاق معراب .
٢- المحاولات التي يقوم بها النائب غسان سكاف لتوحيد القوات والكتائب والتغيريين والاشتراكي والمستقلين حول مرشح واحد تبخرت .
٣- حركة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لم تخرج عن عباءة بري ومصيرها معروف رغم ان حركته استشارية ولا تتضمن مبادرة معينة.
٤- التوافق بين بري وحزب الله وباسيل والمستقلين، هذا الطرح ما زالت ابوابه موصدة كليا. وبالتالي فان المخارج الداخلية لانتخاب رئيس للجمهورية مقفلة وكل طرف على هواه والجميع يملكون «الثلث المعطل»، «هذا التعطيل رافق كل الانتخابات الرئاسية منذ بشارة الخوري حتى ميشال عون، وعاش لبنان الاضطرابات والتوترات كل ٦ سنوات باستثناء عهدي الياس الهراوي واميل لحود بقوة الوجود السوري، وبالتالي فان الانتخابات الرئاسية ليست صناعة لبنانية والحلول الخارجية «بالفرض»، فالاستحقاق الرئاسي اللبناني كان يشغل دول القرار العالمي قبل ٦ اشهر او سنة، بعكس الاستحقاق الحالي حيث الاهتمام الاميركي والسعودي والايراني في مكان اخر، «والام الحنون» لا تنتج لوحدها رئيسا للجمهورية. وفي ظل الفراغ الرئاسي، تعبئ السجالات الاعلامية الساحة واخرها بين الرئيس بري وجعجع، حيث اكد رئيس المجلس على دعمه فرنجية ووصف جعجع بالمتوتر الرافض للحوار والتشريع وانكاره لايغير الوقائع اما القوات اللبنانية فاكدت ان كلام بري ينطبق عليه «عنزة لو طارت».
**