أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ارتقت إلى نادي دول الطاقة النووية في العالم.
وشارك الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس عبر تقنية الفيديو، في حفل تحميل الوقود النووي في محطة الطاقة النووية “أكويو”، أول محطة نووية في تركيا.
صرح الرئيس الروسي بأن تحول تركيا إلى دولة نووية سيعود بالفائدة على سوق الطاقة بتركيا، وأشار إلى أن مشروع “أكويو” هو أهم مشروع بين روسيا وتركيا والذي يسمح بتنمية العلاقات الاقتصادية وعلاقات الجوار بين البلدين.
وقال بوتين، إن العلاقات الروسية التركية لم يسبق لها أن وصلت لهذا المستوى، وأعرب عن امتتنانه لدور الرئيس التركي في مشروع محطة “أكويو”.
وشدد بوتين، أن الأمر الأكثر أهمية أن المشروع صديق للبيئة ولا يتضمن أي محروقات كربونية، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 62 مليار دولار العام الماضي.
وأكد أن روسيا ستعمل كل ما بوسعها لتلبية الحاجات التركية فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، كذلك أعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في جميع المتطلبات الضرورية لتعافي تركيا من آثار الزلزال المدمر. كما أشار إلى أنه بحث مع الرئيس التركي مسألة زيادة إمدادات المنتجات الزراعية.
وقبل الحفل أجرى بوتين محادثة هاتفية مع أردوغان شكره خلالها على دور روسيا في بناء محطة “أكويو”، كما بحثا العلاقات التركية الروسية وقضايا إقليمية.
صرح الرئيس التركي، بأن تركيا تدخل اليوم بخطوات واثقة إلى مصاف الدول التي تستخدم الطاقة النووية للأغراض السلمية، واصفا الحدث بالتاريخي.
وقال إن اللجنة الأوروبية اعتمدت الطاقة النووية كأحد مصادر الطاقة الخضراء وتركيا تتبع هذا المسار، وأضاف أن أكثر من 300 متخصص حصلوا على التدريب في مجال الطاقة النووية بروسيا.
وشدد الرئيس التركي أن بلاده تلتزم بجميع المعايير والتوصيات من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي، وأعلن أن جميع وحدات الطاقة الأربع في محطة “أكويو” سوف تدخل الخدمة بحلول عام 2028.
وصرح المدير العام لشركة “روساتوم” أليكسي ليخاتشيف، بأن اليوم هو يوم تاريخي في تاريخ العلاقات الروسية التركية. اليوم أصبحت تركيا دولة نووية، تستخدم الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وأكد أنه لم تقف أي عوائق أمام استكمال بناء محطة “أكويو”، ولم يقف وباء كورونا، ولم تقف أي ظروف سياسية عقبة أمام استكمال العمل.
وقبل ذلك كشف المدير العام لشركة “روساتوم” أليكسي ليخاتشيف، أنه من المقرر أن يبدأ تجهيز الوحدة الأولى من المحطة هذا الخريف، على أن يتم الإطلاق الفعلي لمحطة الطاقة النووية العام المقبل.
وقال ليخاتشيف: “نخطط لبدء التشغيل الفعلي في العام المقبل ونقل المفاعل إلى حالة الحد الأدنى من مستوى الطاقة الذي يمكن التحكم بها من أجل إنتاج الكهرباء بشكل مضطرد في العام 2025”.
أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أن المحطة ستنتج الطاقة الكهربائية لتركيا لمدة 80 عاما و ستوفر 10% من احتياجات تركيا من الطاقة، وأكد أن المحطة بالنسبة لتركيا ليست مجرد محطة طاقة نووية، بل هي بداية للعصر النووي في تركيا.
وأضاف الوزير التركي أن بلاده سترسل البعثات لدراسة المتخصصين، وأشار إلى أن مشروع محطة “أكويو” هو أحد أفضل الأمثلة على التفاهم المتبادل طويل الأمد بين روسيا وتركيا.
وتم تسليم الوقود النووي إلى موقع البناء اليوم الخميس، وسيتم وضعه في مخزن خاص بالوقود، لتصبح منذ هذه اللحظة المنشأة التركية نووية، وستظهر الطاقة النووية في تركيا.
وستوفر المحطة بعد اكتمال بنائها الكهرباء لـ 15 مليون نسمة، ويشار إلى أنه لو تم بناء المحطة قبل 10 سنوات، لكان بإمكان تركيا توفير 14 مليار دولار الآن.
وتشارك في هذا المشروع حوالي 100 شركة تركية، ولدى محطة “أكويو” الآن 30 ألف عامل ومتخصص في الطاقة النووية، وشيدت لهم الطرق والمنازل والمقاهي والفنادق.
وقد تم صب الخرسانة الأولى لوحدة الطاقة الأولى في أبريل 2018، والوحدة الثانية في يونيو 2020، والثالثة في مارس 2021، وقد شيدت محطة الطاقة النووية بالتعاون مع شركة “روساتوم” الروسية.
وسيسمح المشروع بانضمام تركيا إلى الدول التي تمتلك طاقة نووية مدنية، وتبلغ كلفة المشروع 20 مليار دولار وقدرته 4800 ميغاواط ويتضمن بناء 4 مفاعلات في قرية “أكويو” المطلة على البحر المتوسط.
وتحتل “محطة أكويو” النووية في تركيا مساحة مهمة في علاقات قطاع الطاقة بين أنقرة وموسكو، ويعد القطاع مجال تعاون خصب بين البلدين في ظل مرحلة مهمة تمر بها الأسواق العالمية.
المصدر: RT
**