لا يزال الملف الرئاسي يدور في حلقة مفرغة بسبب ركن الملف اللبناني على «الرف» حتى الآن وعدم افتتاح البازار حوله، وحدها باريس لا تزال تقوم بحراك ناشط على خط التواصل مع كافة القوى لمحاولة تسييل «المقايضة» المطروحة من قبلها داخليا وخارجيا، وقد وضعت السفارة الفرنسية في بيروت، تسريب خبر زيارة مسؤول الملف اللبناني باتريك دوريل الى السعودية يوم الثلثاء الماضي، في اطار استمرار محاولات الرياض لتحسين شروط التفاوض وتمرير الوقت ريثما ينضج الملف مع الايرانيين. وفيما تم نعي خطة الكهرباء مبكرا بعد العجز عن ازالة التعديات والتعليق على الشبكة، لم تتوقف حروب «النكد» القضائي، اما الرسائل الصاروخية على الاراضي الفلسطينية المحتلة، فلا تزال تؤرق القيادات الامنية والسياسية الاسرائيلية التي تترقب كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم لمناسبة يوم القدس العالمي، فيما ترتفع المخاوف من حرب متعددة الجبهات بعدما بات «اعداء» اسرائيل اكثر ثقة بانفسهم ويشعرون بضعفها.
حراك فرنسي؟
في هذا الوقت، لم تتوقف باريس عن الحراك للاستفادة من الوقت الضائع السعودي – الايراني حيث لم يوضع لبنان بعد على جدول اعمال التسوية، وبحسب مصادر ديبلوماسية لا تزال باريس تعتقد ان فكرة المقايضة ممكنة بين الرئاسة الاولى والحكومة وستكون اكثر فعالية اذا ما اضيف اليها موقع حاكم المصرف المركزي، وفي غياب اي طرح آخر لن يستسلم الفرنسيون بسهولة، وهذا ما دفع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل الى زيارة المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان استكمال الحوار والمحادثات حول ملف الفراغ الرئاسي. ووفقا للمعلومات، تم نقل اجوبة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الاسئلة السعودية خصوصا العلاقة مع الدول العربية، والاستراتيجية الدفاعية، والاصلاحات. ووفقا لتلك المصادر، لا يزال السعوديون يحاولون «شراء الوقت» ولم يقدموا اي اجابات حاسمة على الطروحات الفرنسية، لكن ما يقلق الفرنسيين هو التسريب الذي جاء من السعوديين حول الزيارة، وهم يرون فيها استمرارا للمناورات ومحاولة كسب الوقت من خلال ارسال «رسائل» مبطنة للايرانيين لفتح النقاش حول هذا الملف كي لا يبقى الطرف الفرنسي الوحيد في «الساحة».
توسيع مروحة الاتصالات
ولهذا من المفترض ان يوسع الفرنسيون مروحة الاتصالات قريبا لتمشل طهران.وقد وضعت السفيرة الفرنسية ان غريو رئيس مجلس النواب نبيه بري بآخر التطورات، وجددت التاكيد على ان بلادها لا تزال تراهن على نجاح مبادرتها وهو ما سيتبلغه رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الثلاثاء المقبل. ووفقا للمعلومات، فان باريس ستصعد موقفها في المرحلة المقبلة للضغط في سبيل تمرير التسوية عبر تفعيل الملاحقات القضائية بحق سياسيين ومصرفيين.في المقابل تحرك السفير المصري ياسر علوي فزار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مستطلعا آخر المستجدات الرئاسية، ولمس منه تعنتا في المواقف، مع العلم انه حمل معه نصائح واضحة بضرورة اجراء حوار داخلي للخروج من الازمة الراهنة.