لا تزال اسرائيل تعيش حالة من القلق ازاء احتمالية أن تجد نفسها في السنة القريبة القادمة في حرب حقيقية، كما تقدر شعبة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة،وكبار ضباط الجيش ومتخذي القرارات في المستوى السياسي. لا تتحدث الاستخبارات العسكرية عن احتمالية عالية لحدوث حرب فقط بل عن استعداد واضح لدى «الاعداء» للمخاطرة والمقامرة بنشاطات عدائية أكثر جرأة، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الشديدة، على هذه الخلفية، تقدر الاستخبارات العسكرية بتعزيز احتمالية اشتعال سلسلة مواجهات في ساحات مختلفة وبدون نية مسبقة، وتصل إلى حرب واسعة متعددة الجبهات. ولهذا تترقب الدوائر الاسرائيلية كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في مناسبة احياء يوم القدس، وبحسب صحيفة اسرائيل اليوم» فان التأهب المتزايد لدى جهاز الأمن ياتي عقب التخوف من تعاظم التصعيد في الأيام القادمة في كل الجبهات. ووفقا للصحيفة، لا يستبعد جهاز الأمن إمكانية إطلاق حزب الله النار نحو إسرائيل. وقالت انه وعلى الرغم من تهديداته بالرد على كل عمل إسرائيلي في لبنان، فضل السيد نصر الله، حالياً ألا يرد بالنار أو بطريقة أخرى على الهجوم الإسرائيلي الصغير جداً على أهداف لحماس في لبنان، بعد صلية 28 صاروخاً نحو الجليل الأعلى في اليوم الأول لعيد الفصح. ولا تستبعد محافل الأمن إمكانية الاحتفاظ بحق الرد لنفسه. وثمة ترقب لما سيقوله في الخطاب الذي سيلقيه اليوم.
الاستنفار خوفا من المفاجآت
ولهذا فان نشر بطاريات القبة الحديدية في أرجاء البلاد، وتجنيد بضع مئات من رجال الاحتياط لمنظومة الدفاع الجوي والمنظومة الهجومية لسلاح الجو، يشهد على أن جهاز الأمن ليس مستعداً للمخاطرة ويستعد للمفاجآت. فالفرضية أنه حتى لو لم يطلق حزب الله النار نحو إسرائيل، فلا تزال هناك إمكانية أن تفعل حماس ذلك. في مثل هذه الحالة، رغم الرغبة الإسرائيلية في عدم إشراك حزب الله في المواجهة، لن تتمكن إسرائيل من الرد بضبط للنفس كما فعلت في ردها قبل نحو أسبوع، خصوصاً إذا دخل حزب الله أيضاً إلى المواجهة مع إسرائيل. وتأمل قيادة جهاز الأمن بأنه إذا تم اجتياز الأيام القريبة دون تصعيد كبير، قد تهدأ الأمور قليلاً، حتى وإن كان لفترة زمنية محدودة جداً، لكن واضح للجميع بأن الصورة الواسعة لا تبشر بالخير، ويقدر جهاز الأمن أن خطر الحرب يزداد في السنة القادمة، على خلفية التطورات الاستراتيجية في المنطقة. والامر المقلق براي الصحيفة هو تقدير «أعداء» إسرائيل بانها ضعفت عقب الأزمة الداخلية الحادة التي علقت فيها في الأسابيع الأخيرة. ولهذا فان الاجواء الأمنية في المنطقة سلبية، والعوامل التي يمكنها لجم الوضع ليست كافية. في السطر الأخير أمامنا أيام متوترة جداً ولم يتبقَ لنا إلا الأمل في أن تكون هادئة.؟!