على صعيد متصل بالتطورات الاقليمية، صدر بيان مشترك وقّعته السعودية وإيران، اثر لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس، وتضمن البيان اعلان عن اعادة فتح الممثليّات الديبلوماسية خلال فترة الشهرين المنصوص عليهما في اتفاق تمّ بوساطة الصين في آذار. وذكر البيان أن البلدين ناقشا استئناف الرحلات الجوية والزيارات الثنائية للوفود الرسمية ووفود القطاع الخاص، بالإضافة إلى تسهيل تأشيرات الدخول للمواطنين. وشدد البيان الثلاثي الموقع مع الجانب الصيني على تفعيل جميع الاتفاقيات المشتركة بين السعودية وإيران، ومنها اتفاقية التعاون الأمني، واتفاقية التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
ما سر توتر جعجع؟
هذا التطور الاقليمي الايجابي لم ينعكس على الساحة اللبنانية التي لا تزال قواها السياسية تتبادل الاتهامات بتعطيل الاستحقاق الرئاسي. وفيما واصلت السفيرة الفرنسية آن غريو تحركها لشرح موقف بلادها من الملف الرئاسي، والتقت بالامس رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تواصل السجال بالامس بين «معراب» «وعين التينة»، فغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على «تويتر» مستعيداً كلام بري حوله كاتباً: جعجع ليس صديقاً ولا عزيزا… لن أستطيع النوم الليلة. وبدا لافتاً منذ عودة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس ولقائه مسؤولين فرنسيين، التصعيد في مواقف جعجع، الذي أكد العمل على بذل كل الجهود لمنع أي مرشّح أو ممثل لمحور «الممانعة» من الوصول إلى سدّة الرئاسة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذا التصعيد ياتي على خلفية مؤشرات مقلقة وصلت الى «معراب» تفيد بوجود «صفقة» ما يعمل عليها بعيدا عن الاضواء، ولا تزال مختلف القوى المسيحية بعيدة عن اجوائها، فاضافة الى عدم اكتراث الاميركيين للمواقف المسيحية المعترضة على انتخاب فرنجية، والتواطوء الفرنسي لتسويق هذه التسوية، فان «الصمت» السعودي وعدم الوضوح في مقاربات السفير الوليد البخاري للملف، وابقاء الموضوع ضبابيا وغير محسوم لجهة «الفيتو» السعودي على فرنجية، زاد من منسوب التوتر المتصاعد على وقع التقارب السعودي –السوري، والسعودي الايراني.